خبر وتعليق الموقف الثابت لآل سعود من فلسطين هو بيعها ليهود
الخبر:
أوردت جريدة “الشرق الأوسط” على موقعها الإلكتروني خبرا جاء فيه: “جدد الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، التأكيد على المواقف الثابتة لبلاده بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وذلك خلال استقباله في مكتبه بقصر اليمامة، أمس، رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمد الله والوفد المرافق له، حيث تناول اللقاء استعراض تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في حين نقل الحمد الله لولي العهد تحيات الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، وتمنياته الصادقة لخادم الحرمين الشريفين بالصحة والعافية، وعبر رئيس الوزراء الفلسطيني من جانبه عن تقديره البالغ لمواقف السعودية المستمرة في صالح بلاده، وما يحظى به الشعب الفلسطيني من دعم ورعاية واهتمام من قيادة وشعب المملكة العربية السعودية.”
التعليق:
صحيح أن مواقف آل سعود تجاه القضية الفلسطينية ثابتة لا تتغير، وهي لم تتغير منذ نشأة مملكتهم الموهومة في نجد والحجاز، أما مواقفهم الثابتة هذه فهي التفريط بفلسطين المباركة، والتنازل عنها ليهود، وتاريخهم حافل بهذه المواقف التي أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
أن الملك عبد العزيز مؤسس دولة آل سعود تعهّد برسالة مكتوبة بخط اليد بعث بها إلى السير برسي كوكس المندوب البريطاني في الفترة التي تلت وعد بلفور، وكما قيل فهي أشدّ خطراً من وعد بلفور نفسه، ونصّ هذه الرسالة: «بسم الله الرحمن الرحيم. أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود أقر وأعترف ألف مرة للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى لا مانع عندي من أن أعطي فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم وكما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تصبح الساعة».
يقول الإنجليزي جون سانت فيلبي، المستشار السياسي للملك عبد العزيز، متحدثا عن وصية حمله إياها الملك في نهاية لقاء تم بينهما: “وانتهى اللقاء بتحميلي وصية شفهية من عبد العزيز لبن غوريون يقول فيها: قل للأخ بن غوريون إننا لن ننسى فضل أمنا وأبينا بريطانيا، كما لن ننسى فضل أبناء عمنا اليهود في دعمنا، وفي مقدمتهم السير برسي كوكس، وندعو الله أن يلحقنا أقصى ما نريده، ونعمل من أجله لتمكين هؤلاء اليهود المساكين المشردين في أنحاء العالم لتحقيق ما يريدون”.
ويقول جون فيلبي أيضا: “وكان مستقبل فلسطين كله بالنسبة لعبد العزيز آل سعود أمراً من شأن بريطانيا الصديقة العزيزة المنتدبة على فلسطين، ولها أن تتصرف كما تشاء، وعلى عبد العزيز السمع والطاعة”.
في عام 2002م كانت مبادرة السلام العربية وهي مبادرة أطلقها الأمير عبد الله بن عبد العزيز – ملك السعودية حاليا – للسلام في الشرق الأوسط بين كيان يهود والفلسطينيين، تنص باختصار على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع كيان يهود، وكانت هذه المبادرة في عهد الملك فهد بن عبد العزيز.
واليوم يجدد الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، التأكيد على المواقف الثابتة لبلاده بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
هذا غيضٌ من فيضِ مواقف آل سعود تجاه فلسطين، وكلها تنحو منحى واحدا وهو التنازل عن فلسطين ليهود، والاعتراف بكيانهم المسخ على الجزء الأعظم منها.
وعندما يعبر الحمد الله رئيس وزراء السلطة الفلسطينية عن بالغ تقديره لمواقف آل سعود تجاه القضية الفلسطينية، ومن قبل ينقل له تحيات عباس الممنون لآل سعود على مواقفهم هذه، فهذا يعني ببساطة أنهم في الخيانة والعمالة والتفريط بفلسطين والتنازل عنها ليهود سواء، وهذه ليست نتيجة أكتشفها الآن، ولكن حقيقة واقعة أؤكد عليها لعلها تزيل الغشاوة أو ما بقي من غشاوة على عيون بعض المسلمين، الذين ما زالوا يظنون بهؤلاء الرويبضات خيرا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك