Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق باكستان تفشل مجددا في معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب (مترجم)


الخبر:

في أعقاب الهجوم الوحشي على مدرسة الجيش العامة في بيشاور، أعلنت الحكومة – تحت إشراف الجيش – عن خطة عمل وطنية لمكافحة “الإرهاب”. وقد خاطب رئيس الوزراء نواز شريف الأمة عبر التلفاز الوطني وحذّر “الإرهابيين” قائلا: “لقد باتت أيامكم معدودة…”، كما أعلن عن خطة من 20 نقطة لمكافحة “الإرهاب”، تتضمن إنشاء قوة للرد السريع، ومحاكم خاصة يديرها ضباط من الجيش لمحاكمة “الإرهابيين”، ووضع قيود أكبر على المدارس الشرعية. ومع ذلك، فإنه وللمرة الألف، تفشل الحكومة في الإفصاح عن السبب الجذري للإرهاب الذي تعاني منه باكستان.


التعليق:

إن باكستان ما لم تعترف بالسبب الرئيسي وراء الهجمات الإرهابية، فإن الوضع في البلاد سيزداد تدهورا. فمثل هذه الهجمات الإرهابية لم تكن قبل احتلال أمريكا لأفغانستان في تشرين الأول/ أكتوبر 2001م، فمنذ ذلك الحين، غرقت باكستان في دوامة العنف، التي تستهدف المدنيين بشكل كبير لم تشهده باكستان من قبل.

إن السبب وراء الهجمات الإرهابية واضح ومعروف لدى جميع الأطراف في باكستان، ولكنه نادراً ما يتم ذكره. فإرهاب الدولة المنظّم من قبل أمريكا، والذي يتخطى حدود القانون الدولي، والمدعوم من قبل القادة السياسيين والعسكريين في باكستان، هو الإرهاب الحقيقي، الذي لا يزال يعصف بالشارع الباكستاني.

 

والأدوات الإرهابية الرئيسية التي تستخدمها أمريكا ضد أهل باكستان هي: الطائرات بدون طيار (التي تقتل المدنيين دون تمييز)، والهجمات الأمريكية الكثيرة في باكستان (مثل غارة أبوت آباد)، وشبكة ريموند ديفيس (التي يتجول عناصرها في شوارع باكستان للتخطيط للهجمات الإرهابية)، ولم تكن أيٌّ من هذه الأدوات على قائمة نواز شريف، بالرغم من علم الجميع بها وتوثيقها.

والركن الآخر وراء إرهاب الدولة الأمريكية ضد الشعب الباكستاني هو الدعم غير المحدود من القادة السياسيين والعسكريين في باكستان، ويشمل: تزويد الجيش الأمريكي بالمعلومات الاستخباراتية، وفتح القواعد الجوية للطائرات الأمريكية بدون طيار، وتوفير منازل آمنة للعملاء الأمريكيين في المدن الباكستانية، وضمان استمرار الهيمنة الأمريكية على باكستان. وقد ظهر هذا التعاون جليا في عهد مشرف، مرورا بفترة كياني والقادة الحاليين، ولا يبدو أن الجنرال شريف سيتراجع عن هذا الخط.

لم يغب عن الرأي العام الباكستاني كيف حدثت بعض الهجمات الإرهابية الكبيرة، والتي تؤكد توغل القوات الأمريكية في المناطق العسكرية الباكستانية، التي من المفترض أنها تخضع لحراسة وحماية مشددة. فإن لم يكن الجيش قادرا على حماية قواعده، فكيف للمرء أن يتوقع حماية الجيش لباكستان وأهلها من أعداء باكستان؟! وعلاوة على ذلك، فإنه لم يتم تقديم أي ضابط كبير في الجيش للمساءلة أو العقاب بسبب الاختراقات الأمنية، ما يؤكد الشكوك في أن ضباط الجيش متآمرون مع أمريكا.

إذا كانت القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية حقا جادّة في وقف الهجمات الإرهابية، فإن عليها الحزم في مواجهة السبب الرئيسي. وكل ما هو مطلوب منها هو تطبيق الخطة التالية وهي من نقطتين:

1- قطع جميع العلاقات مع أمريكا، ويشمل ذلك إغلاق السفارة الأمريكية، ووقف تبادل المعلومات الاستخباراتية، ومصادرة جميع القواعد الجوية المقدمة للأمريكيين، ويجب أن يكون ذلك مصحوبا بطرد جميع الموظفين المدنيين والعسكريين الأمريكيين من البلاد.

2- يجب أن يعلن كبار قادة الجيش الباكستاني التوبة علنا، ونبذ التبعية لأمريكا، وأن يضاف إلى ذلك الندم وقفُ الأنشطة العسكرية ضد القبائل التي تعيش على كلا الجانبين من الحدود الباكستانية، وفتح باب التجنيد في صفوف الجيش الباكستاني للمسلحين المخلصين الذين يتوقون للقتال من أجل رفع كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله. وينبغي استخدام الترتيب الجديد لحماية حدود باكستان من جيوش الصليبيين وحلفائها.

ومع ذلك، فإن هاتين النقطتين ليستا سوى إجراء مؤقت لوقف الهجمات الإرهابية، أما الحل الدائم فهو إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فهي الوحيدة التي يمكنها توحيد الأفغان والباكستانيين في جيش واحد تحت راية الإسلام. قال تعالى: ﴿واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.

وعند تحقيق الوحدة في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فإن الصليبيين وأعداء الإسلام سيفكرون مرتين قبل أن يهموا برفع أيديهم لضرب المسلمين! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَعَدَلَ فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ».

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو هاشم