Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق جمعة ومكافأة أداء المهمّة!!!


الخبر:

أجرى رئيس الحكومة المؤقتة مهدي جمعة حوارا مع وكالة الأنباء الفرنسية تحدث فيها عن فحوى زيارته المرتقبة لكل من الولايات المتحدة وفرنسا والتي سيكون هدفها “تمهيد الطريق للحكومة المقبلة”.

ويلتقي مهدي جمعة خلال زيارته إلى باريس يوم الاثنين بنظيره الفرنسي “مانويل فالز”، قبل أن يلتقي خلال زيارته إلى الولايات المتحدة يومي الثلاثاء والأربعاء بكل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومديرة صندوق النقد الدولي “كريستين لاغارد” ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم.

وقال جمعة إنه من الجيد الذهاب لتمهيد الطريق للحكومة المقبلة من خلال طلب مزيد من التعاون من هذه الدول والمنظمات ودعم التجربة التونسية.

وأشاد جمعة بنجاح الانتخابات التونسية التي دارت بشكل منظم وسط حماية واستعدادات أمنية في وجه كل المخاطر التي واجهتها.

من جانب آخر أكد رئيس الحكومة الذي سيواصل مهامه إلى حين تشكيل حكومة جديدة، أنه عرضت عليه إمكانية ترأس هذه الحكومة وكانت إجابته هي نفسها حيث شدد جمعة على أنه “غير معني بهذه المسألة وأنه جاء لتنفيذ مهمة في إطار زمني محدد وبأهداف معينة”.


التعليق:

ليس خافيا الظروف التي تمّ فيها تعيين مهدي جمعة في رئاسة الحكومة، ومن يقف وراءها – الاتحاد الأوروبي وتحديدا بريطانيا – حيث تمّ اختباره نفسيّا وتقنيّا بالإضافة لصندوق النقد والبنك الدوليين.

والمعلوم أنّ جمعة لم يكن من الشخصيات المرشّحة لتولّي المنصب من قبل الرّباعي الرّاعي للحوار الوطني ولا من الأحزاب السياسية.

وها هو جمعة الآن يُقرّ بنجاحه في مهامه التي كُلّف بها، فهو التلميذ النّجيب الذي وافق على جميع شروط صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على قروضه – بما فيها الائتماني -، وها هي إنجازاته ماثلة للعيان:

– رفع الدّعم عن المواد الأساسية.

– تحرير الأسعار.

– خصخصة البنوك والشركات العمومية.

– الترفيع في الأداءات وابتكار إتاوات جديدة، وقد بلغ الأمر إلى خصم من الأجور بدون أي وجه حق.

أما أبرز إنجازات جمعة – إضافة إلى تجديد عقود كبرى شركات النّهب الدولي في مجال الطاقة – فهو مؤتمر الخيانة وبيع البلاد بالمزاد العلني للكافر المستعمر “استثمر في تونس… الديمقراطية الناشئة”.

فعلا لقد صدق جمعة وهو الكذوب حين أقرّ بأنّ زيارته لفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى تمهيد الطريق للحكومة المقبلة لتواصل سياسة الارتهان وإغراق البلاد بقروض المنظّمات الاستعمارية.

لقد كان حريّاً بجمعة – وأمثاله وهم كُثر- أن يخجل من تفريطه في مقدّرات البلاد دون وجه حق، ومن خيانته لأمّته حين سمح للغرب الاستعماري ومنظّماته من رسم سياسة بلد – في كل مناحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية.. – يرنو للتحرّر من جور نظام رأسمالي أذاقه الويلات.

ولكن أنّى لمثل هؤلاء أن يشعروا بالتوبة فيقرّروا الأوبة إلى الله والرّجوع إلى أمره، فمن رضع العمالة ورضي أن يكون خنجرا في خصر أمّته لن تحرّكه مشاهد معاناة أهلنا في عين دراهم وسليانة والكاف نتيجة تراكم الثلوج وفقدان العديد منهم للمأوى والمأكل والماء ولوسائل التدفئة، بل الأدهى والأمرّ أن بعض وزرائه – الذين كان أغلبهم يقضي عطلة رأس السنة الميلادية في البلدان الأوروبية – تحدّث بعضهم عن روعة مشاهد الثلوج وجمالية التزحلق عليها، هكذا دون خجل ولا حياء.

إذن هؤلاء من تولّوا أمورنا فزادونا رهقا ولم يرقبوا فينا إلّا ولا ذمّة، مجرّد موظّفين لدى أسيادهم يوقّعون حين يُطلب منهم التوقيع.

فكيف يرضى أهل الزيتونة المعمور بمثل هؤلاء وهم أوّل من أطلق شرارة الثورة على الطّغاة والفاسدين؟

ألم يعِ أهلنا حجم المؤامرة وكبر الخيانة على ثورتهم وحرفها عن مسارها لتعود منظومة الفساد التي ثاروا عليها ذات يوم؟

إنّ ما تحتاجه تونس – مثلها مثل بقية بلدان العالم الإسلامي – هو ثورة على النّظام الذي أذاقها الويلات وسبب الأزمات فتعمل على قلع الاستعمار وأذنابه وكنسه من أرضها، وتستأنف العيش بشرع ربّها في ظلّ خلافة راشدة على منهاج النبوة.

وها هم شباب حزب التحرير بينكم ومعكم يدعونكم ليلا ونهارا من أجل الفوز في الدارين، فهلّا لبّيتم النّداء؟

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد علي بن سالم
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تونس