Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق ليس بين الحكّام الطغاة، ولا بين أسيادهم، من هو طيبٌ ومن هو شرّير، بل كلّهم أشرارٌ مجرمون! (مترجم)


الخبر:

قال رئيس أفغانستان، أشرف غاني، في كلمة ألقاها في الاحتفال الذي عقد يوم 1 كانون الثاني/ يناير 2015، وذلك بمناسبة نقل المسؤوليات الأمنية في أفغانستان من القوات الصليبية الدولية إلى قوات الأمن الأفغانية: “ليس هناك إرهاب طيّب، وإرهابٌ شرّير. وعلى المجموعة الدولية، خصوصاً بلدان منطقتنا، أن تقرر ما إذا كانت تريد السير في اتجاه الاستقرار والرخاء، أو الغرق”. وإن المتابع ليجد هذه التصريحات متناغمة تماماً مع الرسالة المقيتة التي لا ينفك الطغاة حكام باكستان وإيران وغيرهما من دول الإقليم، وأسيادهم في الغرب، عن إرسالها، بمناسبة وبغير مناسبة. وهي رسالة تفيض كراهية ونفاقاً.


التعليق:

إن أي مدقق منصف لن يعثر في تاريخ الإسلام والمسلمين على ما يدل على وجود إرهاب ولا هجمات إرهابية في العالم الإسلامي قبل غزو واستعمار ديار المسلمين. وإنما صارت الهجمات التي يسمونها إرهابية تبدأ دوماً، ثم تأخذ في الازدياد والشراسة، بعد قيام قوات أجنبية غاشمة بغزو أجزاء من أراضينا. وما حدث ويحدث في أفغانستان وباكستان وكشمير وغيرها خير دليل على هذه الحقيقة المرّة التي لا تقبل الجدل.

فتحت ستار “الحرب على الإرهاب” الزائف، شنت الولايات المتحدة هجوماً كاسحاً، منذ 2001، على الأمة الإسلامية. ولا زالت هذه الحرب الصليبية القذرة تزداد حدّة يوماً بعد يوم، ويتسع نطاقها لتشمل بلداناً إسلامية جديدة سنة بعد سنة.

ولن يجد أي باحث عن الحق في نتائج حروب الغرب، وحروب الولايات المتحدة بوجه خاص، على أفغانستان والعراق وباكستان وليبيا ومالي واليمن وغيرها، صعوبة في معرفة الصورة الحقيقية لما يطلقون عليه الإرهاب. فها هي الولايات المتحدة، ومعها أشياعها في حلف شمال الأطلسي، لم يتوقفوا لحظة عن استخدام وكالات استخباراتهم، وشركاتهم الأمنية الخاصة، وعصاباتهم من المرتزقة المتخصصين في الاغتيالات وأعمال التخريب، لشن الهجمات الإرهابية التي تستهدف أبناء الأمة الإسلامية المدنيين العزّل، جهاراً نهاراً، بمن فيهم الأطفال والرجال والنساء. وذلك فضلاً عن استخدام الولايات المتحدة ما في ترسانتها من الطائرات المسيَّرة، وقاذفات القنابل الضخمة B52، والطائرات المقاتلةF16 ، وصواريخ كروز، وغيرها من وسائل الهجمات الجوية، في قتل إخوتنا في العقيدة.

وفوق ذلك، قامت دول الغزاة المستعمرين ونصّبت على رقابنا حكاماً طواغيت عملاء لها، أمثال أشرف غاني وبشار الأسد ونواز شريف، يقودون أنظمة علمانية في بلادنا. ولهذا، ولكي ينفذ هؤلاء الحكام رغبات أسيادهم في الغرب، ويحافظوا على مصالحهم على أرضنا، دأب الطواغيت على اتخاذ موقف ثابت من الأمة، هو إما الخضوع والقبول بحكم ألعوبة الغرب العلماني، أو “الغرق”. وبعبارة أخرى “أو القتل الجماعي”؛ كما فُعل بمسلمي أفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين.

 

ولكي نفهم ما يقصده الرئيس! أشرف غاني في تصريحه هذا، ما علينا إلا أن ننظر إلى الأعمال الإجرامية المرعبة لطاغية الشام بشار الأسد، وفرعون مصر الجنرال السيسي، وحاكم أوزبكستان اليهودي الوحش إسلام كريموف، وغيرهم، بحق إخوتنا وأخواتنا المسلمين.

كما يستخدم الغرب العلماني الكافر المستعمر ذريعة “الإرهابيين الشرّيرين”، (ومَن أشدّ شراً مِن شركاته الأمنية الخاصة وعملياتها القذرة)، ليستهدف المجاهدين الحقيقيين والمسلمين المخلصين (أهل الجهاد الشرعي الصحيح) الذين يدافعون عن بلادهم وأرضهم في مواجهة غزوه واحتلاله، ويقاومون وجوده ومصالحه في بلاد المسلمين. وذلك سعياً منه لإطفاء جذوة الجهاد، واستئصال روح النخوة والإقدام والتضحية من نفوس الأمة. لكن طواغيت الغرب، وإخوانهم طواغيت العرب والمسلمين، ينسون أو يتناسون، أو هم في الحقيقة غافلون عن أنهم حتى لو استطاعوا تدمير قدرات الأمة ومقدراتها، فلن يستطيعوا أبداً استئصال قبس الإيمان المنير، أو قوة العقيدة الإسلامية الخارقة، من قلوب المسلمين، الذين لن يقدروا على نسيان فرض الجهاد الحق، ما دامت السماوات والأرض.

وإننا نجد لزاماً علينا تذكير الحكام العملاء الحاليين بالهزيمة النكراء والخسران المبين لأسيادهم الغزاة المعتدين من قبل، كالمستعمرين الإنجليز والشيوعيين الروس، وما حلّ بقواتهم على أرض المسلمين، ونذكرهم كذلك بمصير أشياعهم الخونة، أمثال بابراك كارمال وطاراكي والدكتور نجيب والقذافي وصدام حسين ومبارك وبن علي وبرويز مشرَّف وغيرهم، عندما خرجوا أو خلعوا من السلطة. أوَيظن هؤلاء أن هناك ما، أو مَن، يمكن أن يحول بينهم وبين ملاقاة المصير التعس ذاته؟ فحتى لو لم يلاق هؤلاء ما يستحقون من عقوبة في الدنيا، فلن يفلتوا من بين يدي عدل المنتقم العزيز الجبار في الآخرة!

إذن، فالقرار لكم، وحدكم، يا مَن وُضعتم في كراسيّ الحكم وسُلِّطتم على رقاب المسلمين! وأنتم وحدكم من سيحمل تبعاته! قرِّروا أنتم ما إذا كان مَن ذكرنا مِن الحكام “طيّبين أو أشرارا”. وهل ستواصلون الإيغال في الوحشية والإجرام والخيانة والأعمال الدموية بحق الأمة الإسلامية؟؟؟!!!

 



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير – ولاية أفغانستان