الجولة الإخبارية 2015-01-04م ج1 (مترجمة)
العناوين:
• السويد تشهد هجوماً ثالثاً على مساجد المسلمين
• مخاوف من تنامي الكراهية للإسلام في ألمانيا
التفاصيل:
السويد تشهد هجوماً ثالثاً على مساجد المسلمين:
شهدت السويد ثالث هجوم على أحد المساجد لإحراقها عمداً خلال أسبوع واحد، وذلك وسط جدل حاد يتصاعد بشأن الهجرة في هذا البلد الاسكندينافي. وقالت الشرطة في أبسالا، هذه المدينة الجامعية التي تقع إلى الشمال من ستوكهولم، أنها تبحث عن شخص يشتبه في قيامه بإلقاء زجاجة مولوتوف على المسجد وكتابة عبارات عنصرية على المبنى. يذكر أن هذا الحادث قد جاء عقب هجوم تم يوم عيد الميلاد على مسجد في إسكيلستونا، إلى الغرب من ستوكهولم، وهجوم آخر وقع يوم الاثنين في إسلوف، بمنطقة سكين في جنوب السويد. وفي حين لم يصب أحد بأذى جراء الهجومين في أبسالا وإسلوف، أدت حادثة إسكيلستونا إلى إصابة خمسة أشخاص. ولقد وصف رئيس الوزراء ستيفان لوفين، الذي ينتمي إلى جناح يسار الوسط، هذه الهجمات بأنها لا تمثل السويد. وأضاف في تصريح أدلى به أثناء رحلة رسمية له إلى البرازيل يوم الخميس قائلاً: “لا ينبغي لأحد في السويد أن يخشى من ممارسة شعائر دينه.” أما سمير موريك إمام مسجد إسلوف فقد قال لوكالة أنباء سويدية: “للأسف يبدو أن هذا الهجوم له علاقة برُهاب الإسلام. إنني أعيش في الجوار، وقد بدأنا نشعر بعدم الأمان.” ويشار إلى أن هذه الهجمات جاءت على خلفية توتر سياسي متصاعد في البلاد بشأن وضع السويد، التي تعدّ الوجهة الرئيسية في الاتحاد الأوروبي لطالبي اللجوء السياسي، وذلك قياساً إلى عدد سكانها. إذ يتوقع هذا البلد، الذي يبلغ عدد سكانه نحو 10 ملايين نسمة، استقبال 100000 لاجئ هذا العام، وهو ما يعتبر رقماً قياسياً في العصر الحديث. وقد صدم حزبُ الديمقراطيين السويديين، المناهض للهجرة، الجميعَ بإحرازه المرتبة الثالثة وحصوله على ما نسبته 13 في المئة من الأصوات في انتخابات أيلول/ سبتمبر الماضي. حيث بنى هذا الحزب حملته الانتخابية على أساس الدعوة لخفض الهجرة إلى البلاد بنسبة 90 في المئة. كما اعتبر قادة الحزب المذكور الإسلام شبيهاً بالنازية. [المصدر: صحيفة فاينانشال تايمز]
ها قد وصلت حمى الدعم لحرب أميركا على الإسلام أخيراً إلى شواطئ السويد لتنشر الخراب والدمار. حيث أصبحت السويد، قلعة الحياد والتسامح وحصنهما الحصين، في موقف يتعين عليها الآن الاختيار بين الوقوف إلى جانب أميركا في حربها على الإسلام والمسلمين وبين تحطيم صورتها التي جهدت في بنائها لأجيال عديدة. والمهم في الأمر هو أن عجز السلطات السويدية عن وضع حد لهذه الهجمات، إذا ما عجزت بالفعل، سيدل بصورة واضحة عن الجهة التي تحظى بولاء الدولة السويدية فتنحاز إليها، هل هي شعب السويد ومصالحه الحقيقية، أم غيرها؟ كما يدل على أن أوقاتاً صعبة تنتظر الجالية المسلمة في هذا البلد.
—————
مخاوف من تنامي الكراهية للإسلام في ألمانيا:
تدافع عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع ألمانيا خلال الأسابيع الأخيرة احتجاجاً على “أسلمة الغرب”، ما أحدث صدمة قوية للبلاد وأثار الشجب والاستنكار من قبل رئيسة الوزراء أنجيلا ميركل. فقد بدأت حركة باغيدا “الأوروبيون الوطنيون يناهضون أسلمة الغرب” تنظيم احتجاجات أسبوعية في مدينة دريسدين بشرق ألمانيا في تشرين الأول/ أكتوبر، ومنذ ذلك الحين أخذت هذه الحركة تستقطب المزيد من الأنصار شيئاً فشيئاً حتى أصبحت تعقد مظاهرات منتظمة كل يوم اثنين. حيث انطلق نحو 17500 متظاهر إلى شوارع دريسدين في 22 كانون الأول/ ديسمبر مرددين شعار “نحن الناس”، الذي استعاروه من احتجاجات 1989 في المدينة ذاتها، والتي توّجت حينها بإسقاط جدار برلين. لكن ما يثير قلق القادة الألمان أن استطلاعاً للآراء أجرته مجلة ستيرن الأسبوع الماضي بيّن أن واحداً من كل ثمانية ألمان على استعداد للانضمام إلى مسيرة مناهضة للمسلمين إذا ما قامت حركة باغيدا بتنظيم هكذا مسيرة في مدينته. ما دفع ميركل إلى القول في خطاب ألقته في الاحتفال بالسنة الجديدة، واتسم بشدة اللهجة بصورة غير عادية: “ثمة ناس كثيرون هذه الأيام يصرخون أيام الاثنين قائلين: نحن الناس.
لكنهم يقصدون في الحقيقة: أما أنت فلستَ كذلك؛ وذلك بسبب لون جلدك أو بسبب دينك.” “ولذلك أقول لكل واحد يذهب فيشارك في مثل هذه المظاهرات: لا تسِر وراء هؤلاء الذين يدغدغون مشاعرك فيعجبونك! لأن هناك في كثير من الأحيان تَحامُلاً وقسوة، بل وحتى كراهية، في قلوبهم.” هذا مع العلم أن حركة باغيدا تلقى دعم وتأييد طيف واسع متعدد الألوان من جماعات اليمين المتطرف والنازيين الجدد ومشجعي كرة القدم المتسكعين الصغار، إضافة إلى حركة “البديل لألمانيا” المناهضة لعملة اليورو، (لكنها لا تناهض الاتحاد الأوروبي).
ويشار إلى أن من يتزعم حركة باغيدا هو لوتز باتشمان، مصوّر ومصمم أشكال تصويرية يبلغ 41 عاماً. وهو الذي قال في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أنه رُوّع حينما شاهد تقارير تلفزيونية تبين أكراداً وجماعات مسلمين أخرى يقاتلون بعضهم بعضاً في شوارع هامبورغ. ورداً على ذلك، قام باتشمان باستخدام شبكة من يتواصل معهم من جناح اليمين شديد التطرف لتنظيم احتجاجات مناهضة للإسلام. فوقع أول احتجاج منها في دريسدين يوم 20 تشرين الأول/ أكتوبر، وكانت مظاهرة صغيرة نسبياً ضمت نحو 500 شخص. لكن أرقام “منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية” في أوروبا التي نشرتها في كانون الأول/ ديسمبر تشير إلى أن ألمانيا قد استقبلت 400000 مهاجر جديد في 2012، ما يجعل ألمانيا أكبر وجهة للمهاجرين في أوروبا. وتقوم حركة باغيدا بتلقُّف هذا كله، فتوظّفه لإشعال فتيل احتجاجاتها، ما جعلها تنتشر على نحو سريع فتمتد إلى مدن ألمانية أخرى. [المصدر: قناة France24 الإخبارية]
هناك سببان رئيسيان يغذّيان رُهاب الإسلام في ألمانيا. أولهما وجبة التحريض اليومية على رُهاب الإسلام التي تقدمها وسائل الإعلام الألمانية للشعب في هذا البلد. وثانيهما هو موجات اللاجئين الذين يفرّون إلى أوروبا، والتي ليست سوى نتيجة للتدخل الغربي السافر في بلاد المسلمين. غير أنه لا يوجد من بين القادة الألمان زعيم واحد يرغب في بحث ومناقشة هذه الأسباب. وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن رُهاب الإسلام المتزايد محلياً في ألمانيا هو جزء من أجندة ميركل الداخلية.