Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق شارلي إيبدو وجدلية القانون الطبيعي


الخبر:

الهجوم المسلح على مجلة شارلي إيبدو الفرنسية.


التعليق:

يطير العلماء والمختصون في كافة المجالات فرحاً عندما يكتشفون أو يتوصلون إلى حقيقة علمية أو قانون طبيعي، وذلك للفائدة العظمى التي سيجنيها البشر من تطبيقات تلك الحقيقة، ولما فيها من توفير للجهود والطاقات والأموال والوقت على الباحثين.

هناك قانون طبيعي معروف ومسلَّم به، وهو أن الضغط الشديد على المادة وبغض النظر عن نوعها يؤدي إلى الانفجار، ووجد العلماء والمختصون أن هذا القانون الطبيعي ينطبق أيضا على الإنسان وأوضاعه المجتمعية.

لقد ذهبت دراسات ما يسمى بعلوم الاجتماع والنفس لا بل وكل المختصين بعيدا في الاستفادة من ذلك القانون في علاجهم للانفجارات، سواء التي يتعرض لها الفرد وتسبب له الانتحار أو اليأس أو الاكتئاب أو إيذاء غيره، أو لعلاج الانفجارات التي تتعرض لها الأسرة، وما ينتج عنها من ضياع وانحلال وتدمير للأسرة وفكرتها. أو لعلاج الانفجارات في المجتمعات وما ينتج عنها من تغييرات أو فوضى أو دماء.

ولأن المختصين في الغرب يسلمون بذلك القانون الطبيعي وهو أن الضغط هو ما يولد تلك الانفجارات، وهو المسؤول عنها، فقد اتجه العلاج إلى الضغط سواء بمنعه تماما أو التقليل منه… وحرصوا في كل الأحوال أن لا يتجاوز الضغط الخطوط الحمراء.. والتي سيكون بعدها بالضرورة مصائب حمراء.

لكن العجيب، أنه عندما يتعلق الأمر بالمسلمين، أفرادا وجماعات ومجتمعات، نجد أن معظم المختصين في الغرب يؤمنون عمليا أن ذلك القانون، الضغط والانفجار، لا ينطبق أبدا على المسلمين، وكأنهم اكتشفوا حقيقة أخرى وهي أن أي انفجار عند المسلمين هو بسبب خلل في طبيعتهم وتركيبتهم ودينهم وأنه لا يجوز بحال من الأحوال الإشارة بأصابع الاتهام إلى الضغط ومهما كان حجمه، وبالتالي لا يجوز أن يتوجه العلاج إلى الضغط لوقفه أو الحد منه، بل يجب أن ينصب العلاج على طبيعة المسلمين حتى تبقى عصية على الانفجار ولو وضعت تحت ضغوط كل شياطين الإنس والجن!

فعند المسلمين لا يجوز أن يؤدي ضغط إجبارهم على الخضوع لغير شرع الله إلى أي انفجار!

وعند المسلمين لا يجوز أن يؤدي ضغط الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة إلى أي انفجار!

وعند المسلمين لا يجوز أن يؤدي ضغط احتلال بلادهم وتقتيل أبنائهم إلى أي انفجار!

وعند المسلمين لا يجوز بحال أن يؤدي ضغط سلبهم الأقصى وفلسطين وتشريد أهلها إلى أي انفجار!

وعند المسلمين لا يجوز أن يؤدي ضغط موتهم جوعا وفقرا بينما تنهب ثرواتهم إلى أي انفجار!

وقل ذلك أيضا عن ضغط إذلال المسلمين يوميا بتوجيه الإهانات اليومية لرسولهم وكتابهم، ومهما كان حجم تلك الإهانات والاستفزازات!

الويل كل الويل لمن يشير بإصبع الاتهام إلى الضغوط عندما يحصل أي انفجار من مسلمين ومهما كان حجمه… فالتهمة جاهزة… إنك تبرر للانفجار، إنك تبرر للإرهاب!!!

المصيبة أن عامة المسلمين وجمهرتهم، هم من يدفعون ثمن الضغوط وحتى ثمن الانفجارات، مع أن صواعق الانفجارات لم تستشر أحدا ولا تسمع لأحد.
سيبقى هذا هو حالنا ما دمنا أيتاما على موائد اللئام.

﴿إنًّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىْ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس إسماعيل الوحواح