خبر وتعليق حرب ضروس من إعلام مأجور
الخبر:
عمد الإعلامي نوفل الورتاني في برنامج “لا باس” على قناة التونسية إلى الاستهزاء بالدعاء برفقة مجموعته الكوميدية في شكل هزلي مضحك مستعملا ألفاظا سوقية نابية، وكان من جملة دعائه “اللهم اجعل المواطن صديق البوليسية والزطلة تُباع في الصيدلية”.
التعليق:
من المعلوم أنّ الإعلام بطمّه وطميمه حاقد على الإسلام وأهله، ويبث سمومه وينفث حقده على كلّ ما يمت إلى الإسلام بصلة، ولا يدع شاردة ولا واردة إلا واستعملها في حربه المفتوحة مستخدما كلّ الوسائل عملا بقاعدة: “كلّ شيء مباح في الحب والحرب”!
إلا أنّ حربه لم تكن معلنة من قبل، بينما أصبحت الآن متحدية سافرة ضاربة بكلّ التعاليم الإسلامية عرض الحائط ووصلت إلى حدّ الاستهزاء بالدعاء رغم مكانته العظيمة في الإسلام، فقد قال فيه المولى عز وجل: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾، كما قال أيضا: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ﴾، كما قال صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ».
فالدعاء من المفروض أن يطغى عليه الخضوع والخنوع والتذلل لله سبحانه وتعالى، فإذا به يصبح محل سخرية واستهزاء وتندر من قبل بعض الإعلاميين المضبوعين بالغرب وثقافته المنحطة، المتنصلين من دينهم، والجاحدين لخير أمتهم.
أما سمعتم قول الشافعي رحمه الله تعالى في فضل الدعاء:
أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِ وَتَزْدَرِيهِ ***** وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَ الدُّعَاءُ
سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِي وَلَكِنْ *** لها أمدٌ وللأمدِ انقضاءُ
ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط بل وصل إلى حد الطلب من الله أشياء محرمة مثل “الزطلة” وهي نوع من المخدرات يتم تعاطيها خاصة في أوساط الشباب حيث قال الورتاني: “اللهم اجعل المواطن صديق البوليسية والزطلة تُباع في الصيدلية”، أإلى هذه الدرجة وصلت بهم الجرأة والتحدي؟؟؟ لم يعد لديهم أي حياء أو خجل بل أصبحت برامجهم استفزازية متحدية مشاعر أكثر من عشرة ملايين مسلم من أهل تونس. فقد عاد أهل الباطل بقوة وجرأة لا نظير لها خاصة بعد فوز حزب نداء تونس – التجمع المرسكل – يعادون الإسلام جهارا نهارا في حرب معلنة لا لبس فيها ولا تترك مجالا للتأويل، وما هذا البرنامج إلا غيض من فيض الحقد الكامن في صدور العلمانيين مصداقا لقوله تعالى: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ لكنّ البغضاء هذه المرة في شكل هزلي فكاهي يثير ضحك الجمهور الغافل عن تعاليم دينه الحنيف.
فيا أهل تونس الأخيار هذه ثمار الديمقراطية العفنة، وما نتج عنها من حرية التعبير التي تبيح كلّ المقدسات وتستهزئ بكلّ الشرائع، فهل يرضيكم أن يقع التندر بالدعاء في بلد عقبة بن نافع؟
هل تقبلون بهؤلاء الحثالة من الناس أن يتصدروا المشهد الإعلامي؟
ما بالكم اثّاقلتم؟ فهل رضيتم بالنظام العلماني يحكمكم بعد أن فجرّتم ثورة طال هشيمها بلاد الشام؟
هلاّ استكملتم ثورتكم، ونفضتم عنكم غبار الذل والخنوع وأتممتم ما بدأتم، لكن هذه المرة ثورة إسلامية تطيح بالنظام العلماني، وتقيم نظام الإسلام مكانه؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة يرضى عنها ساكن الأرض والسماء؟ فكونوا السباقين في إقامتها كما كنتم السباقين في اندلاع الشرارة الأولى.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حنين إسلام – تونس