خبر وتعليق عندما تصبح اللا-أخبار أخبارا (مترجم)
الخبر:
في الثاني من يناير بثت محطة “سي سي تي في” الأمريكية رواية بعنوان “الشرطة الدنماركية تقول بأن الإسلاميين المتطرفين يجندون أعضاء عصابات”.
وتزعم القصة أن هناك مواجهة بين أعضاء حزب التحرير وجماعة “مكافحة الإسلاميين” خارج الحدث الأخير المنتظم بعنوان “الشريعة: فخر جميع المسلمين”.
وتدعي أيضا وجود علاقة وثيقة بين الجماعات الإسلامية، بما في ذلك حزب التحرير، وأفراد عصابات. وتذهب الرواية إلى أبعد من ذلك حيث تدعي أن الجماعات الإسلامية تستخدم أفراد هذه العصابات من أجل فرض تطبيق الشريعة بالقوة في مناطق يوجد فيها عدد كبير من المسلمين.
التعليق:
هذه المادة هي مثال حي لكيفية تحويل اللا-أخبار إلى أخبار، عندما يترك الصحفي الحقائق وبمعرفة كاملة ونية واضحة يختلق قصصاً لا وجود لها. هذه المادة هي خليط مختار من قصص وتصريحات أخرجت من سياقها مع إضفاء بعض الأكاذيب الجديدة والقديمة عليها. ولذلك فمن المهم أن نلاحظ ما يلي:
محاولة ربط المواجهة بين الطرفين خارج اجتماعنا بحزب التحرير، هو أمر دنيء ويظهر عدم الصدق. وكلا الطرفين معروفان هنا. طرف واحد معروف بتسمية نفسه “مكافحة الإسلاميين” الذين يفعلون أي شيء لاستفزاز المسلمين، والتقليل من شأن الإسلام والحصول على الاهتمام. والطرف الآخر كما هو معروف، شبان مسلمون، لا علاقة لهم بحزب التحرير، ولكن مشاعرهم القوية تجاه الإسلام تؤدي بهم إلى رد الفعل عاطفيا عندما يرون أن الإسلام يتعرض للهجوم.
أما الادعاء بأن هناك علاقة خاصة بين أفراد العصابة وحزب التحرير فلا أساس له من الصحة. والمعلوم لسنوات أننا ناجحون جدا في دعوة الشباب المسلمين وكذلك غير المسلمين إلى الإسلام. نحن لا نميّز، ولكن ندعو الجميع بغض النظر عن اللون أو العرق. نحن جزء من الجالية الإسلامية ونتصل بكل من نلتقي بهم بمن في ذلك الأشخاص الذين يعيشون حياة غير إسلامية. وقد انتُقدت الشرطة الدنماركية لعدم تحقيقها نفس النجاح وفي جو من الإسلاموفوبيا، لذلك تحاول تخويف الناس من الإسلام بكل الطرق.
الادعاء الأخير حول الجماعات الإسلامية بما في ذلك حزب التحرير، حول استخدامهم عصابات لتطبيق الشريعة في مناطق المسلمين هو أمر مثير للسخرية. ومجرد أن الإسلام يرفض الجريمة كاف لنفي هذا الادعاء. محمد رفيق، الرجل الذي ادعى هذا الأمر، تم إظهاره بأنه كاذب عندما نشرت صحيفة دنماركية القصة نفسها التي كتبها في 7 ديسمبر 2014. والحقيقة أنه تم تأكيد الكذبة كاملة من قبل قادة الشرطة المحليين، وحتى قسم مكافحة التطرف في الخدمة الدنماركية السرية، الذي أضاف أن المناطق المذكورة لم تكن حتى تعتبر معرضة للتطرف. وكان الصحفي من “سي سي تي في” يدرك تماما هذه الحقيقة ولكنه اختار تمرير المقابلة والادعاء رغم ذلك.
هذه القصة وغياب الصدق والإخلاص بشكل عام، ليست مفاجئة ولا فريدة من نوعها في هذا المجتمع. فوسائل الإعلام ليست سوى أداة سياسية وغالبا ما تستخدم للتشهير بأولئك الذين يشكلون تحديا فكريا لم يعد ممكنا معارضته. هذه هي طبيعة صراع الحق والباطل، ولكن الحق يسود دائما. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يونس كوك
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في إسكندينافيا