Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ

الخبر:

بدأ يوم الأحد 2015/01/11 فتح باب الترشح للانتخابات المزمع إجراؤها في أبريل/ نيسان القادم، وقد أعلنت البروفيسور فاطمة عبد المحمود ترشحها لرئاسة الجمهورية عن تنظيم الاتحاد الاشتراكي، وتبعتها في الترشح للرئاسة محاسن عبد الوهاب التازي.


التعليق:

نعم، لم يجعل الدستور من شروط الحاكم أن يكون ذكراً، وهذا ما عنته من قبلُ أمينة المرأة في حزب المؤتمر الوطني الحاكم إنتصار أبو ناجمة عندما قالت: (لا يوجد في الدستور ما يمنع من ترشيح المرأة للرئاسة)، حيث إن دستور السودان للعام 2005 نص في المادة المتعلقة بأهلية رئيس الجمهورية على الآتي:

(يجب أن تتوفر في رئيس الجمهورية الشروط الآتية:

أن يكون سودانيا بالميلاد.

أن يكون سليم العقل.

ألّا يقل عمره عن أربعين عاما.

أن يكون ملما بالقراءة والكتابة.)

هذا هو الخط الأعوج الذي اختطه الدستور الوضعي لشروط الحاكم، أما الخط المستقيم الذي رسمته الأحكام الشرعية التي هي من لدن حكيم خبير، فقد جاء فيها: أن من بين شروط الحاكم في الإسلام أن يكون ذكراً. فلا يجوز أن يكون الخليفة أنثى، أي لا بد أن يكون رجلاً، فلا يصح أن يكون امرأة. لما روى البخاري عن أبي بَكْرَة قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس قد ملّكوا عليهم بنت كسرى قال: «لن يفلح قوم ولّوْا أمرهم امرأة». فإخبار الرسول بنفي الفلاح عمن يولون أمرهم امرأة هو نهي عن توليتها، إذ هو من صيغ الطلب، وكون هذا الإخبار جاء إخباراً بالذم لمن يولون أمرهم امرأة بنفي الفلاح عنهم، فإنه يكون قرينة على النهي الجازم، فيكون النهي هنا عن تولية المرأة قد جاء مقروناً بقرينة تدل على طلب الترك طلباً جازماً، فكانت تولية المرأة حراماً. والمراد توليتها الحكم: الخلافة وما دونها من المناصب التي تعتبر من الحكم؛ لأن موضوع الحديث ولاية بنت كسرى مُلكاً، فهو خاص بموضوع الحكم الذي جرى عليه الحديث، وليس خاصاً بحادثة ولاية بنت كسرى وحدها، كما أنه ليس عاماً في كل شيء، فلا يشمل غير موضوع الحكم، فهو لا يشمل القضاء – خلا قضاء المظالم لأنه من الحكم -، ولا مجلس الشورى والمحاسبة، ولا انتخاب الحاكم، بل كل هذا يجوز لها.

هذا هو الفرق بين الحق والباطل، بين النور والظلام، بين شرعة الطاغوت وشريعة الرحمن، يقول سبحانه وتعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا﴾.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أواب / غادة عبد الجبار