Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق زعماء العالم يقفون صفا واحدا لاضطهاد المرأة المسلمة (مترجم)


الخبر:

يوم الأحد 2015/1/11 اجتمع زعماء العالم في مسيرة تضامن ضد قتل الرهائن في هجوم باريس على الصحيفة، سيئة السمعة، شارلي إيبدو.


التعليق:

لقد كان اصطفاف زعماء العالم رغبة منهم في الاستفادة من الصور الفوتوغرافية لتعزيز شهرتهم السياسية، ولم يكن سوى موقف سادي مثير للضحك يسخر من قدسية الحياة البشرية وحقوق الإنسان.

إن وقوف جميع الزعماء، يدا بيد، مثل صف المجرمين الذين يستغلون سلطتهم لممارسة الظلم، والتعذيب، والقتل وإسكات المعارضة السياسية في بلادهم، وفي بعض الحالات في دول أخرى. هذه المحاولة الخسيسة، لإقناع العالم بأن القيم العلمانية والليبرالية مبنية على أساس أخلاقي رفيع، وأنهم حماة الحضارة والسلام العالمي الأبطال، لا يمكن قبولها في الوقت الذي فيه حقوق التعبير عن الرأي والحق في الحياة بدون خوف من الاضطهاد أو الظلم يتم استغلالها من قِبل تلك النخبة للبقاء في مكاتبهم الدكتاتورية العفنة وحرمان الملايين من مواطنيهم المسالمين الذين يحترمون القانون ويواجهون الظلم يوميا في ظل قيمهم الزائفة.

مثال واحد لا يمكن تجاهله وهو، أنه بينما وقف هؤلاء الزعماء معاً في فرنسا، كان عليهم أن لا ينكروا أن موقفهم الموحد في سوء معاملة وانتهاك حقوق الملايين من النساء المسلمات اللواتي يعانين جراء حظر الحجاب والنقاب الذي حرمهن من حقهن في التعليم، أو من الحصول على الرعاية الصحية والخدمات الحكومية، هو أكثر شمولية وتنظيما ممن يسمونها بالمنظمات الإرهابية الإسلامية والتي يدعون محاربتها. الأمر الوحيد الذي بقي أن يفعلوه عمليا هو خطف الفتيات والنساء، على غرار جماعة بوكو حرام، وإعدامهن، ومع موافقة قادة أوروبا على اغتصاب وإعدام البوسنيات المسلمات، يجب أن نتوقع منهم الأسوأ.

 

إن خطاب الكراهية المسموم “إسلام فوبيا” من قبل الغرب وصمت زعماء العالم عن الاعتداءات على النساء المسلمات (في فلسطين، وأفغانستان، وسوريا، والعراق، وبورما، وتركيا، وألمانيا، ومصر، والأردن…) قد حدد نظرة سياسية مفادها بأن العنف وسوء معاملة المسلمين، ولا سيما النساء، هو أمر طبيعي ومقبول اجتماعيا.

لو كانت الصور سلاحا في الحرب السياسية ضد الإسلام، فإن مجموعة بريطانية ضد الإسلام فوبيا (MAMA UK)، نشرت تقريرا خاصا بالهجمات المضادة الذي أظهر مدى ازدياد العنف ضد المسلمين في جو مشحون من الهستيريا ضد الإسلام روّج لها سياسيون غير مسؤولين عازمون على معاقبة واستبعاد المسلمات.

من الواضح أن الديمقراطية الغربية هي أبعد ما تكون عن إيجاد مجتمعات آمنة ومتماسكة لجميع الناس للعيش والتعبير فيها عن آرائهم بحرية. والحقيقة هي أن الأعمال الإرهابية تُرعى من قِبل السياسيين الذين يأملون باستغلال هذه الحوادث لخلق حالة من الخوف يكون فيها المواطنون مذعنين لآراء الحكومة.

ذكرت أسوشيتد برس أنه “بين السادس والعاشر من كانون الثاني 2015، قبل مسيرة “حرية التعبير” المجيدة، قد فتحت فرنسا 54 “ملفا جنائيا”. وأضافت بأن ” فرنسا أمرت النيابة العامة في جميع أنحاء الدولة بالقضاء على خطاب الكراهية، ومعاداة السامية وتمجيد الإرهاب”.

ولتسليط الضوء على نفاق قوانين حرية التعبير، فإن فرنسا حاليا عندها قيود على حرية التعبير أكثر صرامة من الولايات المتحدة. وهذه حقيقة سمحت باعتقال ديودون 48 ساعة، وهو ساخر على غرار شارلي إيبدو، بعد مسيرة “حرية التعبير”، على إثر منشور على الفيس بوك غير عنيف في طبيعته فُسّر على أنه معادٍ لليهود. وللاحتجاج على الظلم تم نشر هاشتاج “أنا ديودون”.

مع كل هذا الخلط في السياسة، فإن شيئا واحدا واضح بشكل صارخ، وهو أن السياسة الغربية الليبرالية قد فشلت في خلق الأمن والأمان للبشرية. إنها تخدم فقط مصالح النخبة وتعاقب كل من يتحداها وتنظم إرهاباً دولياً لم يسبق له مثيل في التاريخ.

إن دولة الخلافة الإسلامية هي النموذج التاريخي الأوحد الذي لم يحمِ المرأة المسلمة فقط، لكنه حافظ على الناس من جميع الأديان ليعيشوا بسكينة وطمأنينة تحت حكم الإسلام طالما لم يخالفوا شروط العهد كرعايا للدولة.

إن النموذج الإسلامي السياسي لا يقبل بسياسات “كبش الفداء” الذي يستخدمه الغرب حاليا، بعد الحرب الباردة، وجعل من المسلمين العدو المستهدف لإخفاء جرائم الحكام. ولا يجوز للخليفة أن يستعدي رعايا الدولة الملتزمين بقوانين الدولة، كما بين القرآن الكريم ﴿لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8].

إن فرض رعاية غير المسلمين بشكل لائق هو أمر في غاية الأهمية كما ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم في كيفية معاملة أهل الذمة.

في ظل غياب هذا التوضيح المتميز للرعاية السياسية، فإن الخيانة والكذب والخداع من قبل حكام المسلمين ما هو إلا المثال السيئ الذي يراه العالم للأسف. فقط بعودة النظام السياسي الإسلامي الحقيقي سيرى العالم ونساؤه الحقوق الحقيقية بعدل وبدون تمييز. وفي الوقت نفسه يجب أن لا نتوقع من زعماء العالم إلا دعم عملائهم الدمى عالميا، وأن يضعوا كل العراقيل لمنع ظهور هذه المنارة المضيئة للحكم باعتبارها النظام الوحيد الذي سوف يزيل هذه النخب الخائنة التي تسيطر على مقدرات الشعوب.




كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير