Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق لا يجب على الكنيسة أن تدافع عن علمانية الدولة (مترجم)


الخبر:

اتفق الدكتور “أليكس مالاسوسا” أسقف الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في تنزانيا مع قادة الحكومة على ضمان بقاء تنزانيا دولة علمانية. وقال أن كنيسته تصلّي من أجل الحكومة لكي تلتزم بسيادة القانون وتسليم السلطة سلميًا لمن سيخلفها في أكتوبر من هذا العام. (المواطن، 14 يناير 2015)


التعليق:

برز مفهوم العلمانية بعد صراع شرس بين الفلاسفة والمفكرين ضد الكهنة من جانب، والأرستقراطيين الروس والغربيين من جانب آخر، والذي تم ابتداعه ليكون الزعماء الدينيون أداة بيد الكهنة للتلاعب بالناس وقمعهم وخنقهم وحكمهم. الكهنة وغيرهم من قادة الكنيسة في تلك الحقبة عارضوا بكل عناد وبدون نجاح ملموس محاولة المفكرين والفلاسفة فصل الدين عن النفوذ والقرار وعن دوره في الشؤون السياسية. على الرغم من أن النصرانية باطلة تمامًا، ولا تملك حلولاً لمشاكل الإنسان، على الرغم من ذلك، كانت تستخدم عمدًا كأداة سياسية خلال تلك الحقبة.

إذا ما وضعنا الأمر تحت التمحيص والتحليل التاريخي الجاد، نجد أن الكهنة والقادة النصارى أو الكنيسة عمومًا، كان يجب أن يبقوا إلى الأبد في الخط الأمامي لجبهة القتال ضد المفاهيم العلمانية، لأنها كانت عدوها التاريخي وسهم العدو. لكن على العكس من ذلك، فهم من بين الأنصار الأقوياء والدعاة لمفهوم العلمانية على أعلى مستوى كما هو واضح وجلي في العالم بأسره. إلى حد ما، قدمت الكنيسة تضحيات ببعض تقاليدها السابقة في مسعى لتتوافق مع مفهوم العلمانية الفاسد والرهيب.

موقف الكنيسة وقادتها الداعم لمفهوم العلمانية المحفوف بالمخاطر في طريق الازدهار البشري، ليس فقط مروع ومحيّر للعقل من حقيقة أن هذا المفهوم هو المنافس الشرس للنصرانية لاعتماده على حقائق تاريخية. وأسوأ ما في هذا المفهوم هو أنه مخالف تمامًا لعقل الإنسان، كما أنه لا يرضى بالحقائق ولا يتوافق مع طبيعة الإنسان، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمسألة وجود خالق لكل شيء.

الحقيقة هي أن هذا المفهوم لم يأت من أي أدلة واقعية، بل كان مجرد حل وسط لا معنى له بهدف إرضاء كلا الطرفين اللذين كانا على خلاف في ذلك الوقت. في جانب كان معسكر الكهنة الذين ربحوا بقاء دينهم داخل الكنائس فقط، في حين أن معسكر الفلاسفة والمفكرين هيمن على الحياة السياسية بأكملها دون إرشاد ديني، والهدف الرئيسي هو عدم بقاء أحد طرفي الصراع فارغ اليدين.

يمكننا أن نقول بشكل قاطع أن هدف الكنيسة من إبقاء الدين النصراني على جانب، وفي الوقت نفسه دعم العلمانية، يعني أنهم يعترفون بالنقاط الأربع الرئيسية التالية:

1- أن الإنسان لديه غريزة التدين التي تجعله يقدس خالقه، وهذا هو السبب في أن الدين النصراني مثله مثل أي دين آخر يملأ لديه بعض جوانب العبادة لملء الفراغ الطبيعي.

2- يحتاج هذا الإنسان الإشراف والإدارة السياسية لشؤونه. وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل الكنيسة تدعم العلمانية لملء الجانب المفقود في النصرانية بشكل واضح وضوح الشمس.

3- على عكس الإسلام، فإن النصرانية لا يوجد لديها حلول في الجانب السياسي. لأنها ليست سوى دين روحي تحصر نفسها في العبادة فقط.

4- أن العلمانية ليس لديها حل ملموس للجانب الروحي في الإنسان، وهذا هو سبب تركها التقديس للجانب الديني.

ومن منظور أوسع، هذا يلقي ضوءا على جوهر الإنسان الذي هو في حاجة ماسة إلى نظام واحد. من هذا النظام، يستطيع الإنسان أن يلبي جميع حاجاته الطبيعية. بدلاً من خلق القلق وتعكير صفو الإنسان للبحث هنا وهناك عن حل دون أي صيغة. وهذا للقول بأن الإنسان يحتاج لنظام يربطه من خلال شعائر مختلفة بغيره من البشر بالنظر للحلول المتعلقة بمشاكل الحياة سواء كانت سياسية، أم اقتصادية أم اجتماعية الخ

إن العقيدة الإسلامية هي العقيدة الوحيدة التي تملك حلولا كاملة وشاملة لجميع مشاكل الحياة ولا تحتاج لاستعارة معالجات من أي دين آخر. والأهم من ذلك، هو أنها من الله سبحانه وتعالى، الخالق الذي هو على علم تام بطبيعة الإنسان، وهكذا يجب أن يكون النظام متوافقًا مع طبيعة الإنسان.

﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسعود مسلّم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق أفريقيا