Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق منظمة التعاون اللاإسلامي


الخبر:

ذكرت صحيفة الوطن السعودية بتاريخ 17 كانون الثاني/ يناير 2015م أن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور إياد مدني، أبلغها أن منظمته تفكر جديا في مقاضاة الصحيفة الفرنسية “تشارلي إيبدو”، وذلك على خلفية إعادة نشرها الرسوم المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في أول عدد أصدرته عقب الهجوم الذي شنه متطرفون على الصحيفة خلال الأيام الماضية.

وأضاف: إن المنظمة بصدد درس القوانين المعمول بها والمتصلة بحرية التعبير وضوابطها وأطرها، فرنسيا وأوروبيا، تمهيدا لاتخاذ الخطوة التالية والمتمثلة في الملاحقة القضائية. وأضاف “في فرنسا هناك قوانين تحظر التعرض لبعض المسائل من باب أنها تسيء للنسيج العام للمجتمع.. ستتم دراسة كل ذلك، وإن وجدنا أن هناك مجالا للملاحقة القضائية فسنفعل”، فيما أكد أن زاوية التحرك القائمة في هذا الإطار ليست سياسية فقط بل قانونية.

وذكرت الجزيرة نت أن منظمة التعاون الإسلامي أعربت عن “استيائها الشديد” من نشر مجلة شارلي إيبدو الفرنسية رسوما مسيئة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واصفة ذلك بأنه عمل خبيث، غير أن المنظمة – التي تتخذ من مدينة جدة السعودية مقرًّا – حثت في الوقت نفسه مسلمي العالم على الاستمرار في ضبط النفس في ردودهم تجاه “هذا العمل الخبيث”.

 

التعليق:

منظمة التعاون الإسلامي: تضم 57 دولة، وتعتبر نفسها الصوت الجماعي للعالم الإسلامي، وحسب ما ورد في ميثاقها فإنها تهدف إلى حماية صورة الإسلام الحقيقية والدفاع عنها، والتصدي لتشويه صورة الإسلام، وتشجيع الحوار بين الحضارات والأديان”، و”احترام حق تقرير المصير، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، واحترام سيادة الدول الأعضاء واستقلال ووحدة أراضي كل دولة عضو”. كما أنها ترتبط بعلاقات مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات بحجة حماية المصالح الحيوية للمسلمين، والعمل على تسوية النزاعات والصراعات التي تكون الدول الأعضاء طرفا فيها.

ليس المكان هنا لشرح المتناقضات في ميثاقها؛ فإن النص المذكور واضح أنه لا علاقة له بالشرع الإسلامي بتاتا، وما حماية صورة الإسلام والتصدي لتشويهها إلا لإلباس عمل المنظمة لبوس الإسلام.

إن تاريخ المنظمة يبين كيف أنها لا تفعل شيئا إلا ما يمليه عليها الغرب الحاقد؛ فهي قد أدانت قمع مسلمي الروهينغا، وطالبت بوقف الدم في سوريا، وزار أمينها العام الحالي القدس تحت حراب يهود ودعا المسلمين لزيارتها وغير ذلك الكثير، آخرها الطلب من المسلمين ضبط النفس تجاه ما أسمته بالعمل الخبيث لصحيفة شارلي إيبدو.

أما زعماء الدول الأعضاء فيها فبدل أن يتسابقوا إلى شرف القضاء على من يتجرأ ويتطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم، رأيناهم يتسابقون للتنديد بالهجوم على الصحيفة سيئة الذكر وقتل الرسامين، ثم المسارعة للوقوف إلى جانب فرنسا والمشاركة في مسيرة التضامن، فمنهم من شارك بشخصه ومنهم من أرسل مندوبا عنه، ومنهم من اكتفى بالتنديد، أما من آثر السكوت فإن لسان حاله يقول: لو يخلى بيني وبين شعبي لشاركت ونددت بل ولحملت السلاح في وجه كل من يعتدي على حريات الغرب!!

فها هو العاهل الأردني يرسل برقية تعزية لهولاند بضحايا الهجوم “الإرهابي الجبان” – على حد وصفه – على شارلي إيبدو ويتمنى للمصابين الشفاء العاجل. وها هي المملكة العربية السعودية تعلن عن إدانتها واستنكارها لهذا العمل الإرهابي، الذي يرفضه الدين الإسلامي، وتتقدم بتعازيها لأسر الضحايا ولحكومة وشعب فرنسا. والإمارات، وتونس ومصر بما فيها الأزهر والجزائر والسلطة الفلسطينية وتركيا… وغيرهم، أدانوا الاعتداء بحجة أنه يسيء للدين الإسلامي أكثر من أن يعتبر انتقاما للرسول الكريم.

تصرفات جبانة لا تنم إلا عن خيانة لله ولرسوله وللمسلمين، جعلت فرنسا وصحيفتها يتجرؤون ويزداد تطاولهم على الرسول صلى الله عليه وسلم فيعيدون نشر رسم له وعلى غلاف الصحيفة وبأعداد مضاعفة، وأكثر من ذلك فقد تجرأ رئيس تحريرها (جيرار بيار) على القول: “في كل مرة نرسم محمداً وفي كل مرة نرسم أنبياء ونرسم الله ندافع عن حرية الديانة” وأضاف أن: “الأمر يتعلق بالتأكيد بحرية التعبير لكنها حرية الديانة أيضًا”.

وكما هو معتاد كان الرد على إعادة النشر مخزيا، فتصريحات الإدانة والاستنكار ما هي إلا لذر الرماد في العيون ليوحوا لشعوبهم بأنهم ضد أي اعتداء على أية ديانة أو رمز ديني.

فالديوان الملكي الأردني يعتبر هذا التصرف “غير مسؤول وغير واعٍ لحقيقة حرية التعبير”.

والأزهر دعا المسلمين إلى تجاهل هذا (العبث الكريه) على حد قوله وأن: “مقام نبي الرحمة والإنسانية صلى الله عليه وسلم أعظم وأسمى من أن تنال منه رسوم منفلتة من كل القيود الأخلاقية والضوابط الحضارية”.

وبدورها، أكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالسعودية، أن جرح مشاعر المسلمين بهذه الرسومات لا يخدم قضية ولا يحقق هدفا “وهو في المحصلة النهائية خدمة للمتطرفين، الذين يبحثون عن مسوغات للقتل والإرهاب”.

وكعادة أولئك الحكام الظلمة فقد واجهوا شعوبهم المنتفضة غضبا بالقمع، وحركوا رجال أمنهم لحماية السفارات الفرنسية خوفا من الاعتداء عليها.

أهكذا يكون الرد يا من نسبتم أنفسكم إلى الإسلام وادعيتم حمايتكم لصورته الحقيقية؟! أما تعرفون أن أولى مراتب النفاق أن يجلس المسلم مجلساً يسمع فيه آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها، فيسكت ويتغاضى.. يسمي ذلك تسامحاً، أو دهاء، أو سعة صدر وأفق، وإيماناً بحرية الرأي والتعبير!!! يقول تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾، نعم مثلهم، يكون لهم وللكافرين نفس المصير.

فيا من تؤذون رسول الله وتكيدون لدينه في الخفاء: ألم تسمعوا قول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾؟! وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ﴾؟! هذا في الآخرة، وقبلها في الدنيا خزي وعقاب يوم تعود الأمة الإسلامية إلى أحضان دولتها دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فهي وحدها التي سوف تقتص ممن أساء لنبي الإسلام وظلم وقهر المسلمين.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: راضية