خبر وتعليق الهجمات على الإسلام كيف يجب على المسلمين التصرف تجاهها (مترجم)
الخبر:
كانت الأسابيع الماضية بمثابة أوقات عصيبة على ماليزيا. باعتبارها أمة منتجة للنفط، فقد أثر انخفاض أسعار النفط على البلاد بشكل كبير. إلى جانب ضعف الترتيب وانحسار ثقة المستثمرين واحتمال أن تشهد واحدا من أدنى معدلات النمو الاقتصادي بين أعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا. ماليزيا تواجه بالفعل الكثير من الصعوبات. وقد زادت الأحداث الأخيرة المتعلقة بالإسلام الطين بلة. فقد أصبح هناك موجة مفاجئة من الهجمات على أي شيء إسلامي بعد حادثة شارلي إيبدو. في الآونة الأخيرة، أدلى إيريك بولسن وهو محام، بعدد من التغريدات، تتمثل في مطالب حارقة بخصوص أن إدارة التنمية الإسلامية الماليزية وهي سلطة حكومية بشأن المسائل الإسلامية في ماليزيا، قد شجعت التطرف من خلال خطب الجمعة. ثم انتقد الوزير السابق زيد إبراهيم، السلطات الإسلامية أو على ما يبدو “الإسلام”، حيث قال من بين ما قال، “التطرف” الإسلامي يقتل ولكن الليبرالية لا تقتل، في إشارة إلى حادثة شارلي إيبدو. ولمّح أيضا أنه على المسلمين أن يحذوا حذو اليهود في التعامل مع إهانات الإسلام. وللأسف فإن ردود مختلف السلطات الدينية الحكومية في ماليزيا لا يساعد على إزالة ضبابية الارتباك الحاصل. وخلال الأسبوع الماضي تواصل النقاش حول الإسلام في جو من اللوم وهتك العرض.
التعليق:
بينما تحدث الهجمات على الإسلام في مختلف أنحاء أوروبا، حيث بلغت ذروتها في عمليات شارلي إيبدو، رجوعا إلى ماليزيا، يبدو أن هذا الحدث كان بمثابة المحفز لوابل مفاجئ من الهجوم الدعائي على الإسلام من قبل الكفار والمسلمين “الليبراليين”. فجأة، أصبح “التطرف” و”الأصولية” علامة تصف أي شيء يبدو إسلامياً. صحيح، فمن المتوقع أن الكفار لن يتوقفوا عن الهجوم على الإسلام حتى يوم القيامة، ولكن من واجب المسلمين أن يتصرفوا حيال هذه الاتهامات ووضع حد لها. وعند النظر للهجمات الأخيرة على الإسلام، فإنه يمكن بوضوح ملاحظة أن العديد من المسلمين في ماليزيا، وتحديدا “السلطات الدينية”، قد نظروا للهجمات على الإسلام كهجوم يتطلب الدفاع. إدارة التنمية الإسلامية الماليزية مثلا، ردا على تغريدات “اريك بولسن” التي نشر فيها عنوانين لخطب الجمعة، قامت بالدفاع عن نفسها أمام الناس بالقول أنه استناداً إلى العناوين، فهذه الخطب لا علاقة لها بالتطرف. كما لو أن هناك أجزاء في الإسلام تصل إلى التطرف. إن هذه الهجمات ليست على ممارسات معينة من الإسلام أو تصرفات بعض المسلمين، بل هجوم على الإسلام نفسه، فكيف يجب أن نردّ حينها، وقد علمنا أن الهجوم على الإسلام نفسه؟
خلال مرحلة الدعوة في مكة، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصراع الفكري تجاه المنهج السائد في دعوته للإسلام. وكشف صلى الله عليه وسلم أفكار الجاهلية ودمرها وعرض الإسلام بالمقابل. اليوم، نحن بحاجة إلى اتباع هذه الخطوات بالضبط. فالغرب الكافر والمتعصبون في العالم الإسلامي يستند هجومهم على الإسلام إلى العلمانية وأفكار الحرية، يختارون جوانب محددة في الإسلام أو تصرفات بعض المسلمين، ويشوهون صورة هذه الجوانب أو الإجراءات والتأكيد على أن الغرب بعيد عنها كل البعد، على سبيل المثال، يصور الإسلام بالصورة المعتادة كمعاداة الحرية وعادة ما يصور أفكار الحرية على أنها أفكار مشرفة.
وباتباع خطاه صلى الله عليه وسلم، يجب أن تفضح هذه الأفكار الجاهلية وأن تدمّر. فالهجوم على شارلي إيبدو مثلا، ليس سوى منصة للغرب، يعتليها لتشويه الإسلام.
القبول بأن يوضع الإسلام في موضع المتهمّ، يجعل الكثير من المسلمين يقومون بإلقاء اللوم على المهاجمين لتشويه صورة الإسلام وقد ذهب البعض إلى حد القول أنه يجب أن يؤخذ التشويه والإساءة بشيء من رحابة الصدر. في حين أنه من المفهوم أن الهجوم لا يحل المشاكل، ونحن بحاجة إلى أن نشير إلى أن الهجوم لم يحدث من فراغ. إن الادعاءات التي تقول بأن ما فعلته شارلي إيبدو من نشر لرسوم مسيئة للنبي ليس سوى ممارسة لـ”حرية التعبير” يجب أن يوضع لها حدّ قبل الحديث عن الإسلام الإيديولوجي. وبهذه المناسبة، نؤكد على أهمية شرف نبينا. ويمكن ذلك من خلال، فضح التبرير الكاذب لممارسة حرية التعبير عن طريق الكشف عن ممارسات مزدوجة من الغرب الكافر، وثانيا، تفنيد فكرة الحرية التي ليست هي سوى فكرة طوباوية توضع فقط كواجهة أمامية للخداع والتضليل من قبل الكفار. فمن بين غبار الدمار هذا، قد هلّ الإسلام كعقيدة من عند خالق الإنسان والكون والحياة، الذي أسسه عقلانية وحلوله تشمل جميع جوانب الحياة. ويمكن أيضا أن نثبت بأدلة تجريبية من تاريخه الغني ما يبين نجاحه. ثم إن الكفار والمتعصبين ليس لديهم خيار سوى القبول بتوجيه اللوم كله للصحيفة الفرنسية عما حدث. هذه هي الطريقة التي ينبغي التعامل بها مع كل هجوم على الإسلام. فالمسلمون لا ينبغي أبدا أن يكونوا ضجرين من الاعتداءات على الإسلام من قبل الكفار. فالإسلام يعلو ولا يُعلى عليه.
﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد – ماليزيا