خبر وتعليق الغرب والثورات … إما أن تصرعه أو يصرعها
الخبر:
نقلت الجزيرة نت بتاريخ 2015/01/29 بأن المؤتمر الوطني الليبي يشارك بالحوار بعد نقله إلى ليبيا.
التعليق:
قبل موافقة المؤتمر الوطني الليبي بالمشاركة صرح حِفتر، الجنرال المتقاعد والذي يقود “معركة الكرامة” بأنه مستعد للتسوية بشروط. ومن المنتظر أن يتوسع الحل السياسي الذي تطرحه بعثة الأمم المتحدة والتي يرأسها “برناردينو ليون” ليشمل المجموعات المسلحة. وقد انطلقت أولى جولات الحوار في منتصف هذا الشهر في جنيف، تبعتها جولة ثانية بمشاركة ممثلين عن البرلمان المنحل وعدد من معارضيه وغاب المؤتمر الوطني.
إن حياة الغرب متوقفة على استعمار الشعوب، وهو يخشى بروز قوةٍ تنازعه الزعامة، وهذه القوة يراها في شكل دولة مبدئية قائمة على الإسلام؛ ولذلك هو يستميت في إخماد الثورات القائمة في بلاد المسلمين. فقد رأينا كيف أعيته الثورة في الشام، وها هو ينهج الطريقة نفسها مع ثورة ليبيا، إلا أن في هذا البلد يبرز الصراع بين أمريكا من جهة وبين فرنسا وبريطانيا من جهة أخرى على النفط، ولكن هذه الدول الاستعمارية تتفق على محاربة المخلصين من هذا البلد الذين يريدون الحكم بالإسلام. فقد أكدت بعثة الأمم المتحدة بأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في ليبيا.
يا أهلنا في ليبيا، يا أيها الثوار! نذكركم بما حِيك ويُحاك لثورة الشام من مخططات جهنمية لثنيها عن هدفها الذي يغيظ الكفار والحاقدين على الإسلام. ولا يزال ثوار الشام صامدين صابرين متمسكين براية “لا إله إلا الله محمد رسول الله”. ندعوكم أن لا تضعوا أيديكم الطاهرة المتوضئة في أيدي ممثلي الدول الغربية وأيدي الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين وأيدي العلمانيين، وأن لا تعتمدوا إلا على الله ثم على أنفسكم وعلى أهل ليبيا الطيبين، وأن ترفعوا بدل العلم الليبي راية الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن لا تضعوا سلاحكم حتى يصل الإسلام إلى الحكم. إن هؤلاء المتحاورين لا يمثلونكم وإنما يمثلون مصالح الدول الغربية الاستعمارية ويمثلون الدولة المدنية. فلا تفرطوا في دماء الشهداء ولا تفرطوا بكل الجهود والتضحيات بقبول الدولة المدنية. والله معكم وهو ناصركم.
﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بوعزيزي