خبر وتعليق افتتاح مسجد للنساء فقط في كاليفورنيا (مترجم)
الخبر:
افتتح في أمريكا أول مسجد للنساء بحضور حوالي 150 امرأة قادمة من جميع أنحاء البلاد حتى لا يفوتن الصلاة التاريخية التي ستؤمها امرأة في مركز تعدد الأديان في لوس أنجلوس.
وقد سافرت بعض النساء إلى لوس أنجلوس من أماكن بعيدة مثل نيو جيرسي، والتي تستغرق منهن خمس ساعات سفر، ليكُنَّ جزءا مما يعتبرنه متنفسا جديدا. في المساجد التقليدية، تصلي النساء بشكل منفصل عن الرجال، ما يجعلهن بحسب شكواهن بعيدات عن مكبرات الصوت في المسجد. البعض الآخر من النساء يشعرن بالاستبعاد لأسباب أخرى، مثل تفرد الذكور بالدراسات القرآنية. وقد جاء بفكرة هذا المسجد الخاص بالنساء فقط “حسنة مزنافي” التي تبلغ من العمر 29 عاما، والتي تقول بأنها أرادت من هذه التجربة أن تشعر النساء بمعنى أن يكون لدينهن سلطة دينية نسائية على المسجد. ووفقا للمؤسس المشارك في إقامة المسجد النسائي في أمريكا، فإن مسجد لوس أنجلوس هذا ليس سنيا ولا شيعيا ويحتل مكانة “وسطا” في أمور السياسة.
وقد صرحت مزنافي لرويترز قائلة: “أردنا فقط أن نحصل على مكان آمن تستطيع فيه النساء المجيء والحصول على الإلهام والاستماع إلى خطيب أنثى تُلقي علينا الخطبة أو الموعظة وهذه الفرصة لا نحصل عليها في مساجد أخرى، فالإمام دائما من الذكور، وليس هذا فحسب بل إنه من الصعب جدا الوصول إليه بسبب الطريقة التي صممت بها هيكلية المساجد معماريا. وفي بعض الأحيان يتم فصل النساء عن الرجال بشكل تام عن بعضهم البعض. إن هذا المسجد يعطينا فرصة للتواصل مع مسؤولينا ومع بعضنا البعض بطريقة لا تتوفر لنا في بيئة أخرى”. وقد أسست مزنافي هذا المسجد في أمريكا هي وسناء مطلب.
ومن المقرر حاليا أن تعقد صلاة الجمعة في المسجد مرة واحدة كل شهر، ولكن يأمل المؤسسون من عقد صلاة كل جمعة في المستقبل القريب. (المصدر: صحيفة واشنطن بوست 2015/1/31).
التعليق:
من بلاد المؤامرة تأتي هذه المحاولة التافهة لتبرير حاجة للنساء لأن يكون لهن مسجد منفصل لمجرد أنهن لا يستطعن رؤية الخطيب ولكونهن يضطررن للتوجه لمنطقة منفصلة للصلاة، إن هذا أمر مضحك جديد تخرج به علينا الحركات الإسلامية الإصلاحية. يصر مؤسسو المسجد ورائداته على أن الهدف من ورائه هو إيجاد الشمولية وأن تتلقى النساء العلم من النساء، ولكن الواقع يُغذي ويدعم تماما النظرة الغربية التي تدعي معاملة الإسلام للنساء كمواطنين من الدرجة الثانية، وإبعاد الفاتنات منهن عن الرجال، وكذلك حرمانهن من تعليم يساوي تعليم الرجال. وبالنظر إلى ما نلاحظه من إصلاحات فعلية للمساجد التي تديرها الحكومة والأئمة والمنافقون في جميع أنحاء العالم مثل كندا وجنوب أفريقيا وأكسفورد في المملكة المتحدة، فإننا نضمن قطعا أن تطرح في هكذا مسجد خطب تدعو إلى الإصلاح العام، بدءا بجعل خطيبات الجمعة من النساء، مرورا بالقبول بالشذوذ الجنسي، وكذا دفع النساء إلى التواجد في التجمعات العامة المختلطة والوقوف في الصفوف الأمامية في الصلاة من باب المساواة بالرجل، وكذلك حثها على التخلي عن الزي الشرعي الإسلامي، والانضمام للجيش الأمريكي، وليس انتهاء بدفعها للوقوف إلى جانب الليبرالية والديمقراطية، بل ومن المحتمل جدا أن تتم شرعنة ذلك كله بليِّ أعناق النصوص القرآنية تحت وهم “التفسير”، الكلمة المفضلة لدى الإصلاحيين المستشرقين في الماضي والحاضر.
الحمد لله بأن الغالبية العظمى من المسلمين أصبحت قادرة على رؤية التشويه الذي يمارس عليها وعلى أفكار دينها، ولكن التأثير الخفي لهذه الهجمات التي لا تنتهي على شعائرنا الإسلامية إلى جانب الدفع المستمر بالمسلمين لتبرير كل جانب من جوانب الإسلام ليتوافق مع العلمانية الليبرالية ومرورا بالدعم الغربي للحكام الخونة في حربهم ضد الأمة الإسلامية، كل ذلك يجعل من التمسك بالهوية الإسلامية أمرا صعبا جدا، فيركن المسلم للسعة والدنيا على حساب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاعتصام بعقيدة الولاء والبراء. إن الحقيقة المحزنة الأخرى هي أن العلماء الغربيين يساهمون في إيجاد هذه المشاريع وترسيخها عبر صمتهم ومواقفهم التي تنطلق من مفهوم لديهم بأننا أقليات أو حتى ضيوف في الدول العلمانية النصرانية وأن علينا أن نراعي “حسن الخلق” فنتغاضى عن إهانة ديننا، بل نتجاهل إهانة رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. أما بالنسبة للعلماء المخلصين من أبناء الأمة الذين لا يخشون في الله لومة لائم فيقولون الحق ويذودون عن الدين ويفضحون ألاعيب ومؤامرات أعداء الإسلام لا يخشون في الله لومة لائم، وإن مثل هؤلاء العظماء يسجنون أو تفرض عليهم الإقامة الجبرية. وحتى يأذن الله بعودة القيادة الحقيقية للأمة الإسلامية فإن واجب قول الحق وأطر الأمة على الحق وكشف الزيف والخداع يبقى على عاتقنا نحن. إنه زمان الملاحم، وقدوتنا في هذا الزمان هم الصحابة الكرام. اللهم اجعلنا مثلهم، وأعزنا بدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ليسود الحق في العالم بسيادة أحكام الله وشعائره.
﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ [سورة الأنبياء: 18]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مليحة حسن – بريطانيا