الجولة الإخبارية 2015-02-05
العناوين:
• السيسي يدعو إلى حرب أهلية في مصر
• المعارضة والنظام في مصر يلجآن إلى الأمريكان
• أردوغان ينفذ مشاريع أمريكا مقابل أن تدعمه في تعزيز نفوذه
التفاصيل:
السيسي يدعو إلى حرب أهلية في مصر:
قال قائد الانقلاب والنظام في مصر عبد الفتاح السيسي في 2015/2/1 “لن أكبل أيديكم للثأر لشهداء مصر” وذلك على إثر هجوم شنه مسلحون في 2015/1/30 قتل فيه 45 شخصا وجرح 74 في سيناء أغلبيتهم من العسكريين. ويعني ذلك الدعوة إلى حرب أهلية، فهو يدعو أهل القتلى من الجنود ومؤيديهم إلى القيام بالهجوم على كل من يعارض النظام والانقلاب تحت مسمى جديد وهو الثأر مما سيكون مبررا لقيام الآخرين الذين فقدوا أبناءهم على أيدي النظام من القيام بالثأر فيصبح الناس في دوامة أخذ الثأر. فهذه التصريحات لا تدل على عقلية رجل دولة ولا رجل يتمتع بحنكة سياسية ولا بروح المسؤولية ولا يقدر عواقب الأمور، وإنما يدعو إلى دوامة القتل والفوضى، فكأنه يتعمد إحداث ذلك وهو رجل مخابرات سابق بهدف تبرير القتل والسجن والاعتقال العشوائي لكل من يعارضه وللتغطية على فشله في معالجة مشاكل مصر، وهو يريد أن يلهي أبناء الشعب المسلم في مصر بمقاتلة بعضهم بعضا بدواعي محاربة الإرهاب وأخذ الثأر على نمط العقلية القبلية الجاهلية التي نبذها الإسلام، ولا يهتم بمعالجة مشاكلهم ومشاكل مصر المستعصية التي لن يتمكن نظام السيسي ولا غيره من حلها بسبب الفكر الرأسمالي القائم عليه النظام، ولذلك لم ينجح الحكام من قبله في معالجة هذه المشاكل وهي متفاقمة إلى أبعد الحدود. ولن يحلها سوى النظام الإسلامي العادل الذي سيطبق في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة من قبل حكام مخلصين أقوياء واعين مدركين معنى الحكم ومقدرين لحجم المسؤولية وعظم الأمانة.
————–
المعارضة والنظام في مصر يلجآن إلى الأمريكان:
نقلت سي إن إن الأمريكية في 2015/2/1 انتقادات الخارجية المصرية التبريرات الأمريكية لاستقبال وفد من جماعة الإخوان المسلمين في وزارة الخارجية الأمريكية معتبرة التصريحات الصادرة لشرح تلك الخطوة غير مفهومة وأنه لا يمكن تفهم التواصل مع عناصر ضالعة في عمليات إرهابية لترويع المصريين. كما نقلت رد الناطقة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي حيث قالت: “إن الوزارة أجرت لقاء مع عدد من البرلمانيين المصريين السابقين، وبينهم بعض الأعضاء السابقين من حزب الحرية والعدالة الذين كانوا بزيارة إلى الولايات المتحدة بدعوة من جامعة جورج تاون” واصفة اللقاء بأنه روتيني كما اعتبرت أن الوفد “لا يمثل جماعة الإخوان المسلمين”. فالطرفان النظام والمعارضة يلجآن إلى أمريكا كل يحاول أن يثبت نفسه لها حتى ينال دعمها. وهي أي أمريكا على عادتها وهي تدعم النظام القائم تتصل بالمعارضة وبالذين تبعدهم عن الحكم حتى تبقيهم حتى تحكمها، ولذلك هي تتصل بالإخوان المسلمين وبغيرهم من الحركات والأحزاب التي تقبل العمل ضمن النظام الديمقراطي، وهي تنظر إلى مصالحها وتأكيد نفوذها في مصر بأنها تخوض لعبة مع الجميع. وهي التي دعمت مجيء الإخوان إلى الحكم ودعمت مرسي بعد الثورة ومن ثم انقلبت عليه وعلى جماعته، فأيدت ودعمت وبررت الانقلاب العسكري الذي قام به السيسي على الديمقراطية، وقد أصرت على تطبيقها في مصر، وحرص الجميع على تطبيقها، وخدعت أهل مصر بها. وبررت أمريكا ذلك الانقلاب بأنه كان لإعادة الديمقراطية كما ورد على لسان وزير الخارجية الأمريكية جون كيري. وما زالت مثل هذه التنظيمات والأحزاب والجماعات تتوجه إلى أمريكا لنيل رضاها حتى تساعدهم في وقف الحملة ضدهم والضغط على نظام السيسي لقبولهم في اللعبة السياسية. وهم يكررون أخطاء الماضي حيث عملوا مثل ذلك على عهد المخلوع حسني مبارك عام 2005 ولم ينفعهم ذلك شيئا. وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا بهذه التصرفات، ولم يراجعوا أنفسهم ويتراجعوا عن طريقتهم التي تؤدي بهم إلى ارتكاب الأخطاء القاتلة التي تجلب لهم وللأمة الويلات والمصائب العظام، ومن ثم يعودوا إلى رشدهم فيلتزموا طريقة القدوة الحسنة وقائد الأمة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حتى ينصرهم الله.
—————
أردوغان ينفذ مشاريع أمريكا مقابل أن تدعمه في تعزيز نفوذه:
صرح رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان في 2015/2/1 بأن الانتخابات البرلمانية التي ستجري في حزيران/يونيو القادم يتوقف عليها التعديلات الدستورية التي يريد أن يحدثها في الدستور وخاصة إعلان النظام الرئاسي وهي تعني نقل صلاحيات رئيس الوزراء إلى رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى جعل النظام فدراليا لإقامة إقليم كردي من أجل حل المسألة الكردية حسب الخطة الأمريكية على غرار ما حصل في العراق. وهو يدعو الشعب للتصويت على ذلك في تلك الانتخابات القادمة. وتجري التوقعات الحالية بفوز حزب أردوغان بنسبة 40% إلى 48%. ويتحرك حزبه لكسب الأصوات الكردية والأحزاب الكردية الصغيرة بخدعة إقامة إقليم كردي مبتعدا عن الحل الإسلامي الذي لا يقيم الفروق بين الناس بل يصهر الشعوب في بوتقة الإسلام فيجعلهم أمة واحدة في ظل دولة واحدة.
ومن جانب آخر ما زال أردوغان يشن حملته على جماعة غولان وتقوم حكومته بشكل منظم بحملات الاعتقال لرجال الأمن المنتسبين لهذه الجماعة، وقد أغلق أكاديمية الشرطة التي كانوا يسيطرون عليها لأنه لم يستطع أن يملأ الفراغ فيها بسبب أن المسؤولين والمعلمين فيها ينتمون إلى هذه الجماعة. وقد صرح أثناء عودته من الصومال في 2015/1/27 بأن “المؤامرة التي دبرها الكيان الموازي (جماعة غولان) والتي كان يخطط بها للقبض على رئيس المخابرات التركية حقان فيدان في شباط / فبراير 2012 كانت تهدف للقبض عليه هو أيضا بعد رئيس المخابرات”. وقال: “إن حكومته كانت تتعامل بحسن نية مع جماعة غولان إلى أن انكشفت مؤامراتها وخططها بعد رئيس جهاز المخابرات مستخدمين رجالهم في الشرطة والقضاء”. وأضاف: “نحن نقوم الآن على تطهير مؤسسات الدولة منهم”.
فاالرئيس التركي أردوغان يعمل على تعزيز نفوذه وسلطته في الداخل بإجراء التعديلات الدستورية فتدعمه أمريكا في ذلك مقابل أن يسعى في تنفيذ مشروعها المتعلق بالمسألة الكردية، وكذلك بدعمه الحكومة الصومالية التابعة لأمريكا. ولا تعترض عليه أمريكا وهو يضرب كل القوى التي تعارضه، وخاصة جماعة غولان التي تحالفت معه ومن ثم تآمرت عليه والتي أعلنت تأييدها للسياسة الأمريكية وللكيان اليهودي. وكانت هذه الجماعة تريد أن تهيمن على الدولة وتجعل الحكومة تأتمر بأمرها على غرار ما في لبنان حيث يهيمن حزب إيران على الدولة هناك كأسلوب أمريكي في إدارة بعض البلدان، فتجعل البلاد في حالة ضعف وصراع لا تستطيع أن تخرج من قبضتها أو تخالف أوامرها، فيصبح فيها قوى متصارعة ويكون القرار ضعيفا لا يمكن تنفيذه إلا إذا وافقت عليه قوة المجموعة المهيمنة التي تتبعها مباشرة أو تتبع جهة تتبع أمريكا. وقد عبر أردوغان عن ذلك بقوله إن جماعة غولان هي كيان موازٍ للحكومة داخل الدولة بعدما كان يطلق عليها دولة داخل دولة، وأشار إلى أن رئيسها يعيش في بنسلفانيا بأمريكا ليغمز بعلاقتها بها، وقد أصدر أمرا باعتقاله ولم تعترض أمريكا على ذلك ولم تسلمه بعد.