خبر وتعليق القناص الأمريكي يكشف الجانب الخفي في أخلاقيات الغرب (مترجم)
الخبر:
كتب جاري يونغ من صحيفة الجارديان: من خليج غوانتنامو إلى الملك عبد الله، ومن خلال تشدّقنا بالدفاع عن القيم الحضارية، تختبئ قمة النفاق.
قل ما شئت عن فيلم “القناص الأمريكي”، وقد فعل ذلك الناس، ولكنك يجب أن تُعجب بوضوحه. إنه يتحدث عن القتل. لا يوجد غطاء أخلاقي، ليست هناك أية مشكلة في القتل سواء أكان القتلى أبرياء أم مذنبين أو هل عملية القتل ضرورية. “أنا مستعد للقاء خالقي وأن أجيب عن كل نفس قتلتها”. قال برادلي كوبر، الذي يمثل شخصية كرس كايل أمهر القتلة في سلاح البحرية الأمريكي عبر التاريخ. لا توجد بالتأكيد أية صعوبة منطقية في كون الحرب العراقية، التي تدور حولها عمليات القتل، شرعية أو مبررة. “لا أحفل على الإطلاق بالعراقيين” كتب كايل في مذكراته، كما أنه أشار إليهم “بالمتوحشين”.
يُمجّد الفيلم رجلاً تكمن براعته في قتل الناس من الخلف ويستمتع بذلك. “الصعوبة تكمن في عملية القتل الأولى ثم يصبح الأمر سهلاً” كتب كايل. “لا يجب أن أحضر نفسي نفسياً ولا غيره، فقط أنظر من المنظار، أحدد الهدف وأقتل عدوي قبل أن يقتل أحداً من قومي”.
التعليق:
شنّ جاري يونغ ملاحظات غير خفية تجاه الأمة الإسلامية. عندما نتذكر أن العراق لم تكن له علاقة البتّة في أحداث الحادي عشر من أيلول ولم يمتلك أية أسلحة للدمار الشامل، فإنه من المخيف جدا أن مشاهدي الفيلم لم يُبدوا أي شعور بالندم لتدمير العراق وحضارته.
لقد شاهدنا النفاق الغربي المتكرر في رد فعل العالم المتحضر، مع شارلي إيبدو، ولو كان مدبرا نوعا ما. لم نرَ أي رد فعل مماثل عندما قام رجل منهم “أندرياس بريفيك” بحربه الدينية الصليبية بنغمات ضد الإسلام.
إن الأمة الإسلامية ترى الصورة بوضوح، لا يوجد إرهاب عندما يُذبح المسلمون. إنه تمجيد لحرية التعبير عن الرأي عندما يُستهزأ بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن الويل والثبور لمن يهمس بكلمة أو يلمح تلميحا بصحة المحرقة اليهودية من عدمها.
يحب الغرب أن يفخر بأنه مجتمع قائم على أساس المنطق والمعرفة، وأن أهله يتمتعون بنزاهة وفضول فكري. ولكن عندما تقاد حضارته من قِبل المنحازين والحاقدين ويفشل في الوقوف في وجه الإسلام الحقيقي، فإنه يتستر بالنفاق والخوف وبمواجهة حتمية بيننا وبينهم. ممكن للأمة الإسلامية أن ترى أن بلادنا، وشرفنا، وثرواتنا، ودماءنا ليست بأمان في عالم يسيطر عليه الغرب. تروّج الديمقراطية والرأسمالية للكفر والطاغوت. لن يكون الغرب موضوعيا في التعامل معنا، سواء أكان جيدا أم سيئا، خطأ أم صوابا، فإن الغرب سيتبنّى حتما رؤيته العلمانية الضيقة.
الحياة الوحيدة التي يجب أن نحياها في أمن وأمان وحسب نهج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، هي فقط بالاستجابة لأمر الله عز وجل ورسوله الكريم بإقامة دولة الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. لقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم قائلا ﴿قُلْ هذِهِ سَبيلِي أَدْعُوا إِلى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَبَعَنِي وَسُبْحانَ الله وَمَا أَنَا مِنَ المُشرِكِينْ﴾ [يوسف: 108].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد حمزة