خبر وتعليق بل هي حرب صليبية بامتياز
الخبر:
تناقلت وسائل الإعلام تصريح ملك الأردن بخصوص مقتل الطيار معاذ الكساسبة، ومنها جريدة “الشرق الأوسط” التي نشرت التصريح على موقعها الإلكتروني حيث جاء فيه: “أعرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن مشاعر الحزن والأسى لاستشهاد ابن الأردن الملازم الطيار البطل معاذ الكساسبة. وقال الملك، في كلمة وجهها إلى الشعب الأردني مساء أمس: «فقد تلقينا بكل الحزن والأسى والغضب نبأ استشهاد الطيار الشهيد البطل معاذ الكساسبة، رحمة الله عليه، على يد تنظيم داعش الإرهابي الجبان، تلك الزمرة المجرمة الضالة التي لا تمت لديننا الحنيف بأية صلة».
وشدد: «لقد قضى الطيار الشجاع معاذ دفاعا عن عقيدته ووطنه وأمته، والتحق بمن سبقوه من شهداء الوطن، الذين بذلوا حياتهم ودماءهم فداء للأردن العزيز. نقف اليوم مع أسرة الشهيد البطل معاذ، ومع شعبنا وقواتنا المسلحة في هذا المصاب، الذي هو مصاب الأردنيين والأردنيات جميعا». وتابع الملك: «وفي هذه اللحظات الصعبة، فإن من واجب جميع أبناء وبنات الوطن الوقوف صفا واحدا، وإظهار معدن الشعب الأردني الأصيل في مواجهة الشدائد والمحن، والتي لن تزيدنا إلا قوة وتلاحما ومنعة».”
التعليق:
إن كل ذي بصر وبصيرة يعلم أن ملك الأردن عبد الإنجليز وخادم الغرب الكافر هو كذاب أشر؛ لأن مشاركته في الغارات على بلاد الشام، ليست دفاعا عن العقيدة والوطن والأمة، وليست فداء للأردن العزيز كما يدّعي، بل هي مشاركة لأمريكا في حلفها الصليبي لمحاربة الإسلام والمسلمين بحجة زائفة وهي القضاء على تنظيم الدولة، ولعلي في هذا المقام أذكر المسلمين عامة وأهل الأردن خاصة، وأخص منهم أفراد القوات المسلحة، بما قاله حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله عن حقيقة هذا الحلف اللعين، حيث قال: “إن حلف أوباما الاستعماري القاتل للمنطقة هو من أجل دخول النفوذ الأمريكي من باب عريض يُفتح له بأيدي حكام طغاة لا يستحيون من الله ولا من رسوله والمؤمنين. لقد كان النفوذ الأمريكي يتسلق ليدخل من فتحات يدلُّه عليها الحكام في الخفاء، والآن يدخل من باب يفتحه الحكام بأيديهم دون حياء…! إن حلف أوباما ليس لمكافحة الإرهاب بل للهيمنة على المنطقة لهدفين اثنين: ضمان نهب ذهب المنطقة الأسود، وتيسير تدفقه إلى مخازن أمريكا، والثاني أن تحول بين البلاد الإسلامية وبين عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ظناً من أمريكا وأعوانها أنهم قادرون على ذلك بكيدهم ومكرهم ﴿وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾، هذان هما الهدفان اللذان تسعى لهما أمريكا، وما مكافحة الإرهاب إلا غطاء لم تتقن أمريكا نسجه فيخفي ما تحته!”.
لذلك يجب على أفراد القوات المسلحة في الأردن، أن يدركوا حقيقة هذا التحالف الذي تشارك فيه الأردن، ومدى عداوته للإسلام والمسلمين؛ لكي لا يكونوا وقودا لنار حرب صليبية تقودها أمريكا في سبيل منع أو إعاقة إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ولبسط نفوذها على البلاد الإسلامية ونهب ثروات المسلمين وخيراتهم، بخلاف ما يحاول أن يوهمكم به الملك بأنها للدفاع عن عقيدتكم ووطنكم وأمتكم.
كما أن مشاعر الحزن والأسى التي يحاول ملك الأردن إظهارها على فقدان الطيار، وعبارات المواساة التي يتزلف بها لأهله – صبرهم الله -، كلها مشاعر كاذبة، وعبارات مخادعة؛ إذ لو كان صادقا في مشاعره، حريصا على الكساسبة وزملائه، رفيقا بأهلهم وذويهم، لما زج بهم في هذه الحرب الصليبية الشيطانية تحقيقا لمشاريع ومصالح أسياده في الغرب الكافر، وتنفيذا لمؤامراتهم السياسية، ولما أوهمهم بأنها حرب للدفاع عن عقيدتهم ووطنهم وأمتهم.
أختم بهمسة، بل بصرخة مدوية في أذن أفراد الجيش الأردني فردا فردا، حذار من الاستمرار في هذه الحرب الصليبية على الإسلام والمسلمين خدمة لأهداف أسياد ملككم؛ لأنكم إن فعلتم ذلك، ومتم عليه، خسرتم دنياكم وأخراكم، والعياذ بالله.
وخاتمة الختام، إن كان لا بد من أن ترصوا صفوفكم وتكثفوا جهودكم، فلإقامة الدولة الإسلامية الحقيقية، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وإن كان لا بد من أن تأخذوا على يد من أوغل في دماء المسلمين، سواء الغرب الكافر، أو العملاء الخونة حكام المسلمين، أو من بعض أبناء جلدتنا الذين أعمى أبصارهم وبصائرهم بريق شهوة سلطة زائفة، فهلموا لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فبها ستقطعون يد الغرب الكافر عن بلادكم، وتردونهم إلى عقر دارهم، إن أبقيتم لهم عقر دار، وبها ستقتصون من حكامكم الخونة الذين يسوقونكم لحرب إسلامكم وأمتكم، وبها ستحقنون دماءنا التي تسفك على يد بعض أبناء جلدتنا ظلما أو جهلا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك