Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق “تنظيم الدولة” مبرر لاستمرار الطغيان وحقبة جديدة من الحملة الغربية على الأمة (مترجم)

 

الخبر:

في معرض رده على سؤال لجنة الخدمات العسكرية التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي؛ هل سيزيد أعداد القوات الأمريكية في أفغانستان أو خطط انسحابها، في حال وجود أية مخاوف أمنية على قواتنا، قال المرشح لتولي وزارة الدفاع، آشتون كارتر، في تصريح مكتوب، أنه في تلك الحالة سيعيد النظر في خطة الانسحاب. وأضاف أنه بالإضافة إلى ذلك، يدرك جيدا التقارير التي تفيد بأن داعش تحاول زيادة نفوذها في أفغانستان.

 

 

التعليق:

ليس وحده المرشح لوزارة الدفاع في إدارة أوباما الذي تشير تصريحاته إلى حقيقة أن استمرار الحرب في أفغانستان بات أمراً وشيكاً. فقد ذكرت مجلة رولنغ سترون أن مسؤولاً رفيعاً في إدارته اشترط عدم الكشف عن هويته، صرح أيضاً أن الخطوط العريضة للسياسة الرئاسية الأمريكية، لن يتم تطبيقها في أفغانستان. وأضاف بأن أفغانستان ستكون من ضمن الدول التي ستستمر فيها الحرب في 2015. كذلك فقد صرحت السلطات الأفغانية العميلة، مرارا وتكراراً بأن القوات الأفغانية ليس بمقدورها المحافظة على الأمن في البلاد بمفردها، إذا ما انسحبت القوات الغازية، لأن جندياً أفغانياً واحداً يُقتل كل 90 دقيقة. وعلاوة على ذلك، كرر السيناتور الجمهوري جون مكين، رئيس الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ، اعتراضه على المواعيد النهائية المعلنة لانسحاب القوات من أفغانستان، وهو الذي يؤيده القادة العسكريون، الذين أوصوا بالمزيد من السرية حول تلك المواعيد لتجنب معرفة العدو أي شيء مسبقا.

في الوقت نفسه فإن وسائل الإعلام الأفغانية والعالمية، كما هي الحكومة الأفغانية، قاموا ببث دعايات مكثفة قبيل إعلان تنظيم الدولة عن حاكم ومساعده لأفغانستان وباكستان “إقليم خراسان” في 2015/01/26. قبل الإعلان بأسبوعين فقط ظهر حافظ سعيد خان “الحاكم المعيّن لأفغانستان وباكستان” وعشرة آخرون من قادة طالبان، في فيديو وهم يعطون البيعة لأبي بكر البغدادي.

في تقرير مشابه نشرته وكالة أخبار أوراسيا حول وجود تنظيم الدولة في شمال أفغانستان، أظهر القلق الروسي، حيث أشار المبعوث الخاص إلى إنشاء التنظيم مخيمات تدريب للآلاف من مقاتليه في مناطق قريبة من حدود طاجيكستان وتركمانستان. وبعد ذلك أظهرت تقارير لوكالات الأنباء الروسية تحمل نفس المضمون قلق السلطات الطاجكية والأوزبكية.

بالإضافة إلى ذلك ركزت النيويورك تايمز أيضا على أن قيادة تنظيم القاعدة الهرمة تواجه خطر قيادة تنظيم الدولة الشابة والأكثر تطرفا والتي ستحل مكانهم.

كما ذكرت مجموعة الأزمات الدولية، في آخر إصدار لها نُشر في 2015/01/20 أنه على الرغم من استعدادات حكومات آسيا الوسطى، إلا أن المخاوف من تنظيم الدولة في المنطقة تزداد. وكتبت المجموعة: أن السبب في عدم استهداف تنظيم الدولة لآسيا الوسطى ليست هي الاستعدادات الأمنية التي قامت بها الدول الخمس، وإنما موقعها الجغرافي.

إن القوى الغربية الاستعمارية تخشى من قيام دولة الخلافة الإسلامية الحقيقية، ليس فقط لأنهم هزموا في أفغانستان والعراق ولكن أيضا لأن جرائمهم ضد الإنسانية، قد أوصلت الأمة إلى إدراك أهمية قيام دولة خلافة إسلامية واحدة كحل وحيد للخلاص من الوضع الراهن. لذا يجب على الأمة أن تقف صفا واحدا ضد دمى الغرب والأنظمة القمعية في بلاد المسلمين، وأن تعمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في جميع أرجاء البلاد الإسلامية. على الرغم من حقيقة أن قوى الغرب قد نفذت خطة أخرى من خططها الشيطانية باستغلالها لأعمال تنظيم الدولة، حيث إن الغرب الكافر بقيادة أمريكا قد استغل ممارسات هذا التنظيم غير المبررة كوسيلة لجر الأنظمة العميلة في بلاد المسلمين ليس فقط لتوحيدهم في محاربة الدعوة العالمية لإعادة نظام الإسلام، ولكن أيضا لقمع المسلمين في بلادهم.

وعودة إلى ذي بدء فإن الهدف الوحيد الملاحظ من حجم التغطية الإعلامية لأعمال تنظيم الدولة من قبل الكفار بشكل عام، ومن تصريحات القادة الأمريكيين بخصوص استمرار الحرب في أفغانستان بشكل خاص، هو أن تصبح أفغانستان نقطة تحول لحرب الولايات المتحدة وحلف الناتو الصليبية الاستعمارية نحو آسيا الوسطى وبحر قزوين ولنشر الاقتتال الطائفي وتكريس التقسيم السياسي، وحشد الرأي العام ضد مفهوم الخلافة الحقيقية التي على منهاج النبوة.

في الأيام القادمة ربما سيكون تنظيم الدولة حجة للحرب في أفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى، وسوف تجمع قوى الغرب الاستعمارية وعملاؤهم في بلاد المسلمين جهودهم لقمع المسلمين الذين ينادون بقيام دولة الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة.

ومع ذلك فإن هذه ستكون إن شاء الله آخر أوراقهم. وستتجاوزه خير أمة أخرجت للناس، وستتمهد الطريق أمام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستمكن المسلمين من نشر الخير والعدل إلى ربوع العالم الذي يكتوي بنار الرأسمالية الظالمة.

﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير – كابول / ولاية أفغانستان