وعاد الرئيس التونسي فرحاً مسروراً
خلال زيارته للجزائر عبر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي عن الحفاوة التي حظي بها من قبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وتحدث للصحافة عن العلاقة المتينة التي تربطه بهذا الأخير منذ فترة حكم الرئيس الحبيب بورقيبة وخاصة خلال زيارته له إثر عودته من مستشفى فال دوغراس الفرنسي حيث قال “كلما أهم بالخروح يمسكني الرئيس بيدي ويطلب مني مزيد الجلوس بجانبه” وقبل مغادرته الجزائر أدلى بتصريح آخر قائلا “إن الزيارة ممتازة على جميع المستويات وإني سأعود إلى تونس مطمئناً على العلاقة بين البلدين وإن أمن تونس هو أمن الجزائر وأمن الجزائر هو أمن تونس”.
هنا يتضح جليا أن الملف الأمني يتصدر المحادثات الثنائية بين الرئيسين؛ حيث تم الاتفاق على توقيع اتفاقية تعاون أمني وعسكري لمكافحة الإرهاب، وتحتوي الاتفاقية تدريب عدد من كوادر الأمن والجيش التونسي في الجزائر خاصة إثر تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية بعد أحداث شارلي إيبدو.
ومن بين التحديات الأمنية التي تنتظر البلدين الملف الليبي حيث حمل رئيس حكومة طبرق عبد الله الثني الرئيس التونسي رسالة إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عبر فيها عن رغبته في زيارة الجزائر لإدارة الحوار الليبي بين الفرقاء السياسيين وإمكانية الضغط على حكومة عمر حاسي لتقديم تنازلات لفائدة حكومة طبرق والتخلي نهائيا عن دعم المليشيات المسلحة.
وكأني بالرئيس التونسي حقق إنجازا تاريخيا خلال هذه الزيارة، وفي الحقيقة بان بالكاشف أن دواليب الحكم في بلاد الإسلام تنسج خيوطها بيد وإملاءات أجنبية، وما حكام العرب إلا أداة بيد الغرب المستعمر لتمرير مشاريعهم ولمزيد من بسط النفوذ والهيمنة ونهب الثروات تحت مسمى فزاعة الإرهاب.
نعم إن الجزائر تعد قوة إقليمية اقتصاديا وعسكريا ولها تجربة لا يستهان بها في محاربة الإرهاب خاصة في فترة العشرية السوداء، إلا أن هذه الأخيرة ما هي إلا وصية لدول الغرب في منطقة شمال أفريقيا أو بالأحرى في أفريقيا ككل فكان لا بد لحكام حكمونا لعقود من الزمن أن يفكوا ارتهانهم للأجنبي ويعملوا لنهضة شعوبهم والارتقاء بنظمهم، ولا يكون ذلك إلا بالإسلام وحده عقيدة ونظاما في ظل دولة واحدة خلافة راشدة على منهاج النبوة لتأخذ مكان الصدارة بين الشعوب والأمم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو عبيدة – تونس