خبر وتعليق يحمون دبلوماسييهم ويسعّرون الحرب بين المسلمين
الخبر:
ذكر موقع الجزيرة نت ومختلف وكالات الأنباء استمرار السفارات الدبلوماسية بإغلاق مقارها في العاصمة صنعاء اليوم الجمعة، إذ أكد مسؤول بالخارجية السعودية تعليق أعمال السفارة هناك، كما أعلنت الخارجية الألمانية إغلاق السفارة بصنعاء ومغادرة عامليها البلاد، كما أغلقت إيطاليا سفارتها في اليمن وسحبت سفيرها وموظفيها.
وقد قالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية إن ألمانيا قررت إغلاق سفارتها في اليمن بسبب مخاوف أمنية، مضيفة أن الموظفين غادروا في وقت سابق اليوم بسبب الوضع غير المستقر.
وفي هذه الأثناء، قالت وزارة الخارجية في روما إن إيطاليا أغلقت سفارتها في العاصمة اليمنية بسبب تدهور الوضع الأمني، مؤكدة أنها سحبت سفيرها وموظفيها.
وكانت الولايات المتحدة قد أغلقت سفارتها لدى اليمن أواخر الشهر الماضي وأجلت جميع طاقمها من صنعاء، كما أغلقت كل من فرنسا وبريطانيا سفارتها الأربعاء، بينما قررت سفيرة الاتحاد الأوروبي بتينا موشايت في صنعاء المغادرة لدواعٍ أمنية.
التعليق:
إن ما يهم الدول الكبرى هو حماية مصالحها في مختلف مناطق العالم، وحماية دبلوماسييها في المناطق التي تتصارع فيها على مصالحها.
ولكن ماذا عن الآخرين؟ ماذا عن الناس في مناطق صراعهم؟
إن هذه الدول لا تهمها سلامة الآخرين، بل إنها لا تتورع عن جعل الناس في تلك المناطق وقوداً لصراعها، حتى لو قُتل وشُرد المئات أو الآلاف، حتى لو دمرت تلك المناطق تدميراً كاملاً كما نشهد في سوريا مثلاً.
ونظراً لفشل اتفاقات السلام التي يرعاها المبعوث (الأمريكي) جمال بن عمر، وفشل الحلّ الوسط على الطريقة الرأسمالية في اقتسام اليمن بين أمريكا وبريطانيا، فإن هذا الفشل يعني عزم هاتين الدولتين على مزيد من التصعيد في الصراع العسكري في اليمن، وهذا ما صرنا نشهده في الأيام الأخيرة، وكما ذكرت أعلاه فإن الناس في اليمن هم وقود هذا الصراع بين أمريكا وبريطانيا، والذي يهمّ تلك الدول في اشتداد الصراع هو حماية دبلوماسييها وحماية رعاياها فقط، أما باقي الناس فلا يعنيها أمرُهم ولا سلامتهم.
فهل يعي المسلمون هذه الحقيقة؟ وهل يدرك المسلمون أنهم وقود لصراع تلك الدول في سبيل تحقيق مصالحها؟ وإلى متى سيسمح المسلمون ببقاء تلك السفارات – التي هي أوكار التآمر عليهم – في بلادهم؟ ومتى سيتخذ المسلمون قرارهم بتحكيم شرع الله، وتوحيد بلادهم في دولة خلافة على منهاج النبوة؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – الأردن