خبر وتعليق راتب الشهرين حديث الساعة في السعودية
الخبر:
التعليم تنهي إجراءات صرف راتب الشهرين (الرياض 2015/02/12)
هل سترتفع الأسعار في السعودية بعد صرف منحة راتب الشهرين؟ (أريبيان بزنس 2015/02/14)
التعليق:
1- إن أموال خزينة الدولة بشكل عام ليست ملكا للحاكم ينفق منها احتفالا بأفراحه كيف يشاء فهي لا تخرج عن أحد تصنيفين، إما ملكية عامة وهي ملك للرعية يجب على الدولة أن توزعها عليهم وجوبا لا مَنّا، أو ملكية دولة يجب أن تنفق في مصارفها ولا يحق للحاكم مطلقا التصرف بها إلا بحسب الأحكام الشرعية..
2- إذا كان المقصود من هذه الحركات هو شراء ذمم شعب بلاد الحرمين، فليعلم هذا النظام أن هذا الأسلوب لم يعد يجدي نفعا مع أبناء البلاد الذين يزدادون وعيا يوماً بعد يوم، فهذه الأموال لم تمنعهم من الهجوم على الدولة عندما تصرح بثبات موقفها من إجرام السيسي، ولا بالسكوت عن منكر ظهور امرأة غير محجبة كممثلة للبلاد في محفل سياسي دولي لأول مرة، بل لن تمنعهم عن التفكير كيف ستصرف لهم الدولة هذه الأموال بيد وتسعى لأخذها منهم باليد الأخرى، ولن تمنعهم من إنكار أي منكر قادم أو السكوت عن الحق بإذن الله..
3- يصر النظام السعودي على تعاقب حكامه وأجياله أن يعامل هذه البلاد على أنها ملكه الخاص، ويتصرف مع أبناء البلاد وكأنهم ضيوف بيته أو عمال مزرعته، فبدلا من أن يعامل رعاياه بما يوجبه الإسلام من حق الرعاية، يصر أولا على اعتبار أي شيء يقدمه كأنه هبة أو منة يمنها على الشعب، ويأمر إعلامه وأبواقه بالتطبيل والتهليل لما هو واجب عليه أصلا، ويصر ثانيا على التمييز بين رعايا الدولة في كل قانون أو قرار فيصنفهم إلى سعودي وأجنبي أو يصنف الموظفين إلى قطاع خاص وقطاع عام أو مدنيين وعسكريين أو عاملين ومتقاعدين..، فيحرم جزءا كبيرا من الرعية من حقوقها بحجة هذه أو تلك وكأنهم ليسوا رعايا في بلاده..
وإننا نتعجب، إذا كانت هذه هي نظرة النظام السعودي لهذه البلاد ولأبنائها، فلماذا يصر أن يصور نفسه الإمام الشرعي الذي لا يتصرف إلا بأمر الله ووفقا لأحكامه وينكر على من يكشف أنه كغيره نظام للتسلط على الرقاب والثروات ولتسيير مخططات أسياده ومؤامراتهم؟ فهل سيطول صبر أبناء بلاد الحرمين على هذا النظام أم أنهم في طريقهم لتصويب المسار وتنصيب الإمام الحقيقي الذي يحكم المسلمين جميعا على منهاج النبوة فيعيدوا البلاد والعباد لما خطه لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركهم عليه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، موحدين في دولة واحدة راشدة ترعاهم حق الرعاية وتعطيهم حقوقهم دون من وتقودهم إلى رضا الله بحق؟..
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم – بلاد الحرمين الشريفين