خبر وتعليق لن تُعدم أمة الإسلام بإعدامات تنظيم الدولة
الخبر:
سبق واقعة مقتل 21 قبطيًا مصريًا ذبحًا على يد مسلحي تنظيم الدولة في ليبيا بيوم، إعلان وزيرة الدفاع الإيطالية “روبرتا بينوتي” كما جاء في الخبر على الصفحة الإلكترونية “المصري اليوم” ليوم 2015/02/15 قالت فيه: أن بلادها على استعداد لقيادة تحالف لمواجهة العناصر الجهادية في ليبيا، وأفادت أنباء ليبية أن بينوتي أوضحت أن هذا التحالف سوف يتكون من دول أوروبا، وشمال أفريقيا لوقف تقدم العناصر الإسلامية المتطرفة في ليبيا، وأعلنت وزيرة الدفاع الإيطالية، أن بلادها مستعدة لإرسال آلاف الرجال وتولي سريعاً قيادة ائتلاف يضم دولاً أوروبية ومن المنطقة للتصدي لتقدم «المتطرفين» في ليبيا، الذين باتوا على مسافة 350 كيلومتراً من سواحلنا. وأبدت فرنسا أيضا استعدادها لذلك.
بُث الشريط ذو الجودة العالية ليظهر بشاعة المجزرة وليتوعد قائدها الذي يتقن فقط اللغة الإنجليزية دون غيرها بمحاربة الصليب في روما وفي كل مكان…
إثر إعلان الحادثة مباشرة، يصرّح اللواء خليفة حفتر خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “العاشرة مساءً” الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي، على فضائية “دريم 2” قائلا: ”نرفض أي وسيلة من شأنها تهديد المدن الليبية، ونحن نساعد الجيش المصري في الانتق
ام من هذه القوى الإرهابية، لأن القاهرة نعتبرها مدينة ليبية شقيقة، ونؤيد وبقوة التدخل العسكري المصري لضرب داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية”.
وبتسلسل عدد الأيام، ودون مقدمات، ورغم المشاكل الداخلية التي تعصف بمصر، يستجيب النظام فيها إلى نداء الاستغاثة، ويقوم بالتعبئة العسكرية والقصف الجوي السريع في ليبيا.
التعليق:
ظاهر الخبر يوحي أن تنظيم الدولة يجهز على 21 بحّارا نصرانيا مصريا يقتلهم ذبحا بدم بارد، والنظام المصري يأخذ بالثأر من القتلة ويقصف مواقعهم بالطائرات…
أما حين الغوص في باطن الخبر ترى عجبا وتبكي دما على حال المسلمين وتمزقهم وتشرذمهم وقتل بعضهم بعضا، لا يأبهون لأعراضهم وحرماتهم ودمائهم، فتجد منهم من يكفر أخاه المسلم لمجرد مخالفته في الرأي، وآخر يبيح دم أخيه لأهون الأسباب، ناهيك عن الشق الآخر من المسلمين المفرّطين في الدين المنبطحين لأعداء الإسلام، إلا من رحم ربي وأنار بصيرته في هذا الظلام الدامس…
وعند قراءة الخبر بعمق، تجد أن فئة من المسلمين تسلطوا على الدين وظنوا أنفسهم الإسلام وما دونهم الطوفان، فعمّت بهم البلوى، وأنزلت أحكام الإسلام في غير منازلها، فاستباحوا دماء الناس بغير حق وقتلوهم دون جريرة أو ذنب…
أمّا إذا قرأنا الخبر باستنارة، وجمعنا من متعلقات الحدث ما يبيّن حقيقته، ويكشف مكنونه. نجد أن تكالب الغرب على بلاد الإسلام لم ينقطع، وأن أوروبا تحاول أن تصنع لنفسها 11 سبتمبر جديداً يخوّلها دخول ليبيا الغنية بالغاز، فقد خططت كل من بريطانيا وفرنسا للسيطرة على سبعة حقول رئيسية في ليبيا منذ سنة 2008، حسب ما كشفه تلفزيون TF1 وفق تقارير مخابراتية، وأن هذه الآبار لها من القدرة على تزويد كامل أوروبا بالغاز المسيل لمدة 40 سنة ليكون بديلا للغاز الروسي، الذي طالما استخدمته موسكو كورقة ضغط سياسية على الاتحاد الأوروبي.
وأن تنظيم الدولة على أهون حال هو تنظيم مسلح كباقي التنظيمات المسلحة سهل الاختراق، تعمل الجهة المؤثرة فيه على توجيهه، واستغلال أعماله لكسب أكبر قدر ممكن من المصالح.
فهل يعي المسلمون على ما يحيط بهم من مكر وتضليل فيحذروه،… وينظروا من حولهم بنور الله، ليبصروا أن المخلصين الواعين من حولهم يمدون أيديهم إليهم ليعملوا بهم ومعهم من أجل الانعتاق من سيطرة الغرب الكافر، والعزة والاستخلاف في الأرض والفوز بالآخرة.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هشام الأندلسي – أوروبا