Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق المسلمون في أستراليا هم المستهدفون وليس فقط حزب التحرير


الخبر:

الصحافة الأسترالية: رئيس وزراء أستراليا يهاجم مفتي أستراليا الدكتور إبراهيم أبو محمد، وذلك بسبب البيان التوضيحي الذي أصدره حول التهديد بحظر حزب التحرير في أستراليا، ورفضه لذلك.


التعليق:

عوامل ثلاثة اجتمعت لتجعل من حزب التحرير قضية الساعة في أستراليا:

العامل الأول: رئيس وزراء ضعيف في حزب يكثر فيه الطامحون، يقود حزبا يترنح ويخسر في انتخابات الولايات أمام منافسيه، ويقود بلدا تتصاعد فيها الإخفاقات والأزمات الاقتصادية وغيرها.

العامل الثاني: لوبي صهيوني قوي لضعف الآخرين، يدفع باتجاه التصعيد مع المسلمين عامة وحزب التحرير خاصة، ملوّحاً بجزرة أصواته الانتخابية ودعم إعلام موردوخ القوي.

العامل الثالث: حالة هستيرية عالمية ينفخ الغرب في نارها ويؤجج لهيبها تستهدف الإسلام والمسلمين، تحت عنوان محاربة الإرهاب والتطرف.

أخرج رئيس الوزراء المأزوم ورقة الأمن، مستغلا حالة الهستيريا التي ضخمها الإعلام حول موضوع الإرهاب، ليشغل الرأي العام بها، علّه يلفت نظرهم عن فشله من جهة ويجلب دعمهم له من جهة أخرى.

ألقى رئيس الوزراء قبل أيام في نادي الصحافة الوطني خطابا أراده لافتاً للانتباه، تحدّث فيه عن الأمن في أستراليا وتوعد بالعمل على استهداف حزب التحرير لإسكاته، وسنِّ تشريعات جديدة تمكّنه من ذلك.

تلقّف الإعلام بشكل عام، والإعلام الصهيوني الهوى بشكل خاص، ما طرحه رئيس الوزراء، وراح يوميا يُصْلي المسلمين عامة وحزب التحرير خاصة بألسنةٍ حِداد…

أمامنا في الأيام العشرة القادمة خطابان لرئيس الوزراء لنرى كيف ستسير الأمور. إذا ما أصرّ رئيس الوزراء على غيّه بحظر حزب التحرير أو استهدافه، فأمامه طريقان: إما النزول بسقف الحريات الفردية إلى درجة كبيرة ومُخلّة بالوضع القائم في البلد، أو تلفيق قضية أمنية لحزب التحرير.

لكن يبدو أن حسابات حقل رئيس الوزراء ستذروها حسابات البيادر، فثمة عوائق كبيرة تعترض طموح رئيس الوزراء:

العائق الأول: وضوح أفكار حزب التحرير وطريقته في العمل، وعدم تبنيه للعمل المادي في الدعوة لتحقيق غايته، وثباته على تلك الطريقة رغم كل التحديات التي مرّ بها.

العائق الثاني: العزيمة والطمأنينة واليقين الذي يتمتع به حملة الدعوة.

العائق الثالث: هو المواقف الصادعة بالحق في وجه تهديدات رئيس الوزراء، والجرأة في رفض جعل المسلمين ورقةً أمنيّة، وقد كان موقف مفتي أستراليا واضحا عندما فنّد حجج رئيس الوزراء الواهية والمغايرة للحقيقة، وتأكيده أن من حق حزب التحرير، وهو حزب لا يستخدم العنف ولا يدعو إليه ولا يؤيد من يقوم به، من حقّه أن يعبر عن رأيه، حتى لو اختلف البعض معه من الألف إلى الياء. وذكر المفتي أن حظر الحزب يؤكد ازدواجية المعايير واستهداف المسلمين.

وقد صدر اليوم عن جمعيات إسلامية أخرى مواقف مشابهة، وسينشر في اليومين القادمين توقيعات العشرات، إن لم يكن المئات من الجمعيات والشخصيات الإسلامية على مواقع التواصل (الاجتماعي) الرافضة لتهديدات رئيس الوزراء باستهداف حزب التحرير.

لقد كانت الصورة واضحة عند الجالية الإسلامية، أنهم هم المستهدفون، وما حزب التحرير إلا أول الضحايا سيتبعها الآخرون.

العائق الرابع: هو إدراك الكثيرين من السياسيين والمفكرين والمحللين، بل وكثير من عامة الناس، أن رئيس الوزراء يفتعل قضية أمنيّة ضحيتها المسلمون لمصالحه السياسية، وقد صرح رئيس وأقطاب المعارضة بذلك.

إن تهجُّم رئيس الوزراء على مفتي أستراليا الذي انطلق في رفضه لحظر حزب التحرير أو التضييق عليه من الأسس الديمقراطية نفسها التي تقوم عليها أستراليا، يعني بما لا يدع مجالا للشك، أن القضية ليست تطرفاً واعتدالاً… بل هي كما قال بوش إما معنا أو ضدنا.

ولزيادة هذا العائق في وجه رئيس الوزراء المتغوّل، سيوجه حزب التحرير الدعوة للمئات من السياسيين والمفكرين والمحللين ومنظمات المجتمع المدني والحقوقيين بالإضافة إلى الإعلام كله لحضور المؤتمر الصحفي الذي سيعقده يوم الخميس 19/2 في سدني.
على الله توكلنا، هو مولانا ونعم النصير

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس إسماعيل الوحواح
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في أستراليا