Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق انتقاد لحركة المليار مشارك: سوء الفهم في الدفاع عن النساء (مترجم)

الخبر:

ذكرت صحيفة جاكرتا بوست أنه في 15 شباط/فبراير رقص العشرات من الناشطين، معظمهم من النساء، معًا في مسيرة سلمية بمناسبة مشاركتهم في حملة التضامن العالمية “ثورة المليار مشارك” وذلك في منطقة بوينت زيرو في يوجياكارتا وذلك في يوم السبت. وهذه المسيرة التي تعقد سنويًا في 14 شباط/فبراير في عدة دول منذ عام 1998، قد تزامنت مع الاحتفال “بعيد الحب” للدعوة لوقف العنف ضد النساء. ومسيرة الرقص هذه في إندونيسيا قد تم عقدها في 9 مدن في وقت واحد، وهي: جاكرتا، وباندونج، ويوجياكارتا، وسورابايا، وسولو، وسيمارانج، ومالانج، وماكاسار، وبوسو.

وقبل قيام عضو البرلمان ريكي ضياء بيتالوكا بالاشتراك مع ممثلي لجنة المرأة الإندونيسية، مسروشاه وسري نورهيرواتي، بعقد مؤتمر صحفي في مبنى البرلمان بيوم واحد، دعوا المجلس التشريعي الإندونيسي لجعل قانون العنف ضد النساء يندرج في برنامج التشريع الوطني بعد إلغاء مشروع القانون في الفترة الواقعة بين عامي 2015 و2019. وفي الاجتماع ذكرت اللجنة الوطنية للمرأة أن “ثلاث نساء يتعرضن للعنف الجنسي في إندونيسيا في كل ساعتين” وأنه قد تم الإبلاغ عن 400939 حالة عنف ضد النساء في الفترة الواقعة بين عامي 1998 و2010.


التعليق:

يبدو أن الناشطات قد أخطأن في فهم مشكلة النساء في إندونيسيا. فأول سوء فهم يتمثل في جوهر الحملة نفسها التي احتوت على قضايا متناقضة. يجب أن يدركوا أن المشاكل التي تواجهها النساء في إندونيسيا هي نتيجة لفكرة الحرية التي تدفع نحو إشباع الرغبات الأنانية، وهذا بدوره قد شكل المجتمعات بحيث أصبحت كرامة المرأة وأمنها في هذه المجتمعات أولى القضايا التي يصيبها الخلل. إنها مفارقة كبيرة أن تتم الدعوة إلى احترام المرأة وفي الوقت نفسه يتم الاحتفال بالحريات العلمانية التي تجعل الرغبات والأهواء الفردية المقياس الذي يتم من خلاله التفريق بين الحق والباطل.

أما سوء الفهم الثاني فهو يتمثل في أسلوب الحملة الذي يظهر بوضوح أنه تقليد للطراز الغربي في العيش. فالغرب هو السبب الرئيسي الحقيقي في وجود مشاكل النساء في البلاد الإسلامية، وهو كذلك من يتزعم العمل من أجل إيجاد مجتمعات علمانية غير آمنة للنساء. فالدول العشر الأولى صاحبة أعلى معدل لجرائم اغتصاب النساء هي دول أمريكا الشمالية والدول الأوروبية. وفي الوقت نفسه يظهر بوضوح قيام حملة “المليار مشارك” بتقليد طبيعة الدول الغربية العلمانية من خلال تغطية المشكلة بالمال، واستخدام طراز الحياة الغربية الذي يقوم على إثارة الشهوات، وتشريع قوانين مرتجلة لمعالجة قضية موجودة في مجتمعاتهم.

أما بالنسبة للبلاد الإسلامية مثل إندونيسيا، فيجب أن يكون الإسلام هو المصدر الأساسي والوحيد الذي تؤخذ منه المعالجات لعلاج كافة مشاكل المجتمع بما فيها المشاكل التي تتعرض لها النساء. يقول سيد قطب رحمه الله: “إذا قامت الولايات المتحدة بإنفاق مئات الملايين من الدولارات على الأبحاث العلمية من أجل معالجة المشاكل الاجتماعية، فإن الإسلام يقضي على العادات الراسخة في المجتمعات الجاهلية من خلال بضع صفحات من القرآن”، وهذا الاقتباس صحيح.

 

فالإسلام يملك حلولًا راسخة لإيجاد مجتمعات صحية. والإسلام وحده فقط من يقدر القيمة الكبيرة والمسؤولية الثقيلة التي ترتبط بالحفاظ على كرامة المرأة، والتي تستوجب من الرجال التضحية بأرواحهم للدفاع عن أعراضهم. فالخلافة على منهاج النبوة، وهي تشريع من عند الله وحده سبحانه، تملك تخطيطًا وتشريعًا واضحًا لحماية كرامة النساء في المجتمع من خلال منظومة القيم والأحكام الشرعية التي يكمل بعضها بعضا من أجل تحقيق هذه النتيجة. إنها الدولة التي ترفض كل مبادئ الرأسمالية والعلمانية، وتزرع التقوى ووجهة النظر الإسلامية تجاه المرأة من خلال أنظمة التعليم والإعلام، ومن خلال نظامها السياسي الذي أسسه النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم».

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فيكا قمارة
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير