Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الحل الحقيقي لمشاكل طاجيكستان هو تبني نظام الإسلام (مترجم)

الخبر:

ذكرت وكالة أنباء “أفيستا” الطاجيكية في 9 شباط/فبراير: “يتوقع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية “EBRD” انخفاضا في نمو الناتج المحلي الإجمالي في عام 2015 في طاجيكستان إلى 4.4٪، ولوحظ ذلك في التقرير المقدم EBRD “آفاق الاقتصاد الإقليمي. التراجع في روسيا، نتيجة لانخفاض أسعار النفط يميل إلى إضعاف الاقتصادات في البلدان في نطاق مناطق عمل البنك”. ووفقا لرأي مؤلف التقرير، فإن التراجع في الناتج المحلي الإجمالي في طاجيكستان يؤثر على الانكماش الاقتصادي في روسيا. وبحسب التقرير، فقد بلغ حجم التحويلات المالية من روسيا إلى طاجيكستان في عام 2014 ثلاثة مليارات دولار”.


التعليق:

في أوائل القرن العشرين جاء الشيوعيون إلى السلطة في أراضي آسيا الوسطى. فكرة المادية التي تتمثل في المبدأ الشيوعي قد أدخلت نظاما جديدا لحياة الإنسان والمجتمع والدولة. وكان تنفيذ هذا المبدأ في طاجيكستان وغيرها من بلدان آسيا الوسطى بداية التقدم العلمي والاقتصادي والتنمية. فبدؤوا ببناء المدن الجديدة والطرق والمدارس والمستشفيات وغيرها. وزودت الدولة المستشفيات الموجودة والمدارس الأخرى بخدمات كان يتمتع الناس بها مجانا. ووجدت في الدولة التدفئة والكهرباء والفرص المختلفة لتلبية الاحتياجات الحيوية اللازمة للناس بشكل مستمر. ووفرت الدولة للمواطنين العمل ووسائل معيشتهم الخاصة.

وفي نهاية القرن العشرين، انهار الاتحاد السوفياتي وحل مكان النظام الشيوعي سلطة جديدة، فظن المسلمون في طاجيكستان أن حالهم في ظل هذه السلطة ستتحسن اقتصاديا وعلميا وصحيا أضعاف ما كانت عليه في عهد الحقبة الشيوعية. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى سترفع عنهم الكبت والقمع والقهر الديني الذي مارسه عليهم الشيوعيون الملاحدة، لكن خاب ظنهم للأسف؛ فها هو إمام علي رحمون ومنذ أكثر من 20 عاما يتولى السلطة في البلاد هو وزبانيته، وطوال هذا الوقت، أوضاع الناس تتفاقم عاماً بعد عام، واقتصاد البلد يعتمد على رفاهية اقتصاد البلدان الأخرى. لقد بدأ في المدن تدريجيا قطع الكهرباء، والتدفئة، وتوقفت خدمات المرافق. وكانت البنية التحتية للبلاد لا تفيد أحداً، وأما بناء الطرق والاتصالات الجديدة فهي فقط حيث هناك حاجة لمن هم في السلطة. وقد فرض على الناس أن يدفعوا مقابل الخدمات في المستشفيات والمدارس، ومن لا يملك المال فلن يستطيع أن يحصل على التطبيب أو التعليم. ليس هناك إمكانية للعثور على وظيفة لأن الحكومة لا توفر العمل لشعبها، ولهذا، يضطر الناس من أجل توفير الغذاء، يضطرون للحصول على أموال في بلدان أخرى، مثل روسيا. ووفقا لدائرة الهجرة الاتحادية الروسية فإنه يوجد في روسيا أكثر من 1.1 مليون عامل مهاجر من طاجيكستان.

واليوم يحكم العالم النظام الرأسمالي الذي فرض على جميع البلدان، وسياسات الاستعمار تفرض على الدول والشعوب. وعلى أساس فكرته الاقتصادية الرأسمالية بأن الفرد لديه حاجات غير محدودة، وأن عليه أن يلبي حاجاته باستمرار. وأما الموارد لتلبية الاحتياجات البشرية فهي محدودة، وبالتالي فإنه من الضروري زيادة إنتاج السلع والخدمات. هذا ما تقدمه الدول الغربية كحل للمشاكل الاقتصادية، وهكذا، فإذا كان البلد ينتج المزيد من السلع والخدمات، فإن ذلك يرفع اقتصاد البلاد ويحسن رفاهية الناس بحسب قولهم. ولكن الحكومات في البلدان الغربية لا تنظر في مسألة توزيع الثروة بين الناس، تاركة جزءا كبيرا من الثروة في أيدي عدد محدود من الأفراد.

طاجيكستان بلد غني بالموارد الطبيعية والطاقة المائية ولديه إمكانيات كبيرة. والزيادة في القطاعات الصناعية لم تؤد أبداً إلى زيادة رفاهية الشعب والبلاد. افتتاح الشركات الجديدة للكهرباء والطاقة والغذاء وغيرها من الصناعات، كذلك لم يساعد على تلبية الحد الأدنى من احتياجات جميع المواطنين. زيادة محطة توليد الطاقة الكهرومائية وإنتاج الكهرباء أدى إلى أن يحصل الناس على الطاقة الكهربائية لمدة 10 ساعات يوميا فقط. وفي نهاية المطاف لا يهم ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد أو انخفاضه، لأن الربح الرئيسي الذي تم الحصول عليه من الإنتاج يستقر في جيوب المستعمرين، وجزء صغير فقط من الأرباح يذهب إلى الناس الذين لا يستطيعون تغطية حتى الاحتياجات الحيوية الأساسية للسكان.

إن الحل الحقيقي لمشاكل لطاجيكستان هو تبني الإسلام كنظام لحياة الإنسان والمجتمع والدولة. فالإسلام ينظر للمشاكل على أنها مشكلة إنسانية، وليست مشكلة اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية. وفي الحقيقة فإن كل ثروات الأرض هي لله سبحانه وتعالى. وهو الذي استخلف الناس في هذه الثروة. وأخبرهم أنه هو الذي يأذن للفرد أن يمتلك من هذه الثروة. والمطلوب من الفرد هو استخراجها وإنفاقها واستغلالها بحسب أوامر الله ونواهيه. أحد واجبات الدولة الإسلامية هو التوزيع الصحيح للثروة بين الناس. قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿… كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير