خبر وتعليق ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا
الخبر:
نشرت صحيفة القدس العربي يوم الخميس الماضي نفي الرئيس الأمريكي أوباما أن يكون الغرب داخلا في صراع حضارات مع العالم الإسلامي أو أن يكون في صراع مع الإسلام، وقال في مؤتمر “مكافحة الإرهاب لدى المتطرفين” نظمه البيت الأبيض: إن على المجتمعات الإسلامية التصدي لـ”كذبة قبيحة بأننا مشتركون في صراع حضارات، وأن أمريكا والغرب في نوع من الحرب ضد الإسلام، أو يحاولون قمع المسلمين، أو أننا سبب العلل في الشرق الأوسط”.
أما وزير خارجيته جون كيري فقد قال خلال قمة الإرهاب والتطرف الذي عقد في البيت الأبيض: إن محاربة الإرهاب ستكون في الكتب المدرسية وحتى في أماكن العبادة، وأضاف أن الأفكار السامة تأتي أحيانا من أساتذة ونساء وسجناء، وأشار كيري إلى ضرورة وضع استراتيجية موحدة من أجل مواجهة الفكر المتطرف.
التعليق:
تُذكرني تصريحات أوباما الوقحة بقصة الصياد الذي كان يصطاد العصافير ثم يقوم بذبحها واحدا تلو الآخر والعصافير الأخرى تنظر إليه، ومن شدة البرد كانت عيون الصياد تذرفان الدموع، فقال أحد العصافير لأخيه: انظر إلى الصياد كيف يبدو حزينا علينا، إنه يبكي شفقة علينا، فقال العصفور الآخر: لا تنظر إلى دموعه ولكن انظر إلى ما تفعله يداه.
ونحن يا أوباما لن يخدعنا كلامك المعسول عن الإسلام، بل سننظر إلى أفعالك تجاه الإسلام والمسلمين، فعلى أرض الواقع حروب أوباما تكاد تكون محصورة ضد الإسلام والمسلمين، كل المسلمين لا فرق بين مسلم ومسلم، وعلى أرض الواقع حوّل أوباما وإدارته بلاد المسلمين إلى ساحة حرب لهم، وجيوشهم الصليبية تصول وتجول في بلاد المسلمين، وعلى أرض الواقع يحتل الأمريكان بلاد المسلمين ويدمرونها وينهبون خيراتها ويقتلون أهلها ويعتدون على أعراض المسلمين فيها، وطائرات الأمريكان بدون طيار تكاد لا تفارق سماء بلاد المسلمين لتقصف وتقتل وتدمر، والصراع الدولي بين بريطانيا وأشياعها وبين أمريكا وعملائها على النفوذ والهيمنة على ثروات المسلمين على أشده، لقد جعلوا من بلاد المسلمين مسرحا لتصفية الحسابات بينهم، كل هذا وأوباما لا يعتبر أن حربه موجهة ضد الإسلام والمسلمين! أما الأنكى من ذلك فإنه يريد منا أن نصدق دجله وكذبه!!
يسترسل أوباما في أكاذيبه وترهاته وادعاءاته التي يكذبها الواقع، في حين أن السناتور الجمهوري لندسي جراهام يقول علانية: “نحن في حرب دينية ضد الإسلاميين المتشددين، عندما أسمع رئيس الولايات المتحدة ومتحدثه الرسمي يعجزان عن الإقرار بهذه الحقيقة، فهذا أمر يزعجني للغاية”. فهي حرب على الإسلام، والعبرة بالأفعال وليست بالأقوال، وأما وزير الخارجية كيري فهو يريد أن يشن حربا على أماكن العبادة، أي المساجد، والكتب المدرسية، فالأفكار السامة كما يقول قد تأتي من أساتذة ونساء وسجناء، ترى ما هي هذه الأفكار السامة التي يخشى منها كيري؟ أليست الخلافة والجهاد ووحدة بلاد المسلمين وتوزيع ثروات المسلمين على المسلمين، وحمل دعوة الإسلام، دعوة الهدى والنور، إلى الشعوب التي تعاني البؤس والشقاء تحت وطأة الرأسمالية والرأسماليين هي الأفكار الذي يحذر منها كيري؟ أوليست هذه الأفكار التي يحذر منها كيري هي من صلب الإسلام؟ أوَليست حربهم إذن هي حرب على الإسلام؟ إنها بالطبع كذلك، وعلى كل مسلم أن يدرك أنه مستهدف في دينه من قبل الإدارة الأمريكية.
كلمة أخيرة نقولها لكيري وسيده أوباما: لقد حورب الإسلام من قبل أمم شتى، وكان النصر دائما حليف الإسلام وأهله، وإن شئتم اقرأوا عن الفرس والروم، واقرأوا عن التتار والصليبيين، فهذا الدين هو دين رب العالمين الخالد، ومن يعلن حربا على الإسلام فهو يعلن الحرب على رب العالمين، ومصير من يعلن الحرب على الله عز وجل هو الخزي والصغار في الدنيا وعذاب شديد يوم القيامة، واعلموا أنكم كلما حاربتم الإسلام وأهله، كلما عاد المسلمون إلى دينهم أكثر فأكثر، وتمسكوا به أكثر، وإننا على ثقة تامة أنكم مهزومون، وأن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي وعدنا بها رب العالمين والتي ستحرر العالم من شروركم وحروبكم لن يوقفها شذاذ الآفاق أمثالكم، والمسألة مسألة وقت ليس إلا، وعندها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا