Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق كذبت يا عاق أجدادك وتاريخهم، وتخليت عن الأمانة


الخبر:

ذكر موقع ترك برس بتاريخ 2015/02/24م أن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” هنّأ الحكومة التركية والقوات التركية المسلحة على نجاحها في عملية نقل ضريح “سليمان شاه”، قائلا: “إن لعملية “شاه فرات” مبررا قويا وقد تمت بأكمل نجاح. إنها ليست انسحابا أبدا. وهي ليست أبدا تخليا عن أمانة أجدادنا وتاريخنا.”

جاء هذا في كلمة ألقاها رئيس الجمهورية أردوغان على مسامع هيئة حماة القرى في قصر الرئاسة، أكّد فيها أنّ الأسباب الأمنية هي وراء ضرورة القيام بعملية نقل الضريح، مشددا أن تركيا لا زالت محافظة على أرضها داخل الأراضي السورية، وأن الجنود الأتراك لا زالوا يحمون الأرض التركية في سوريا.

وأعرب عن أنّ العملية قطعت الطريق على من قد يفكر في إلحاق الضرر بالجنود الأتراك الذين يحمون الضريح واستخدام ذلك كوسيلة للابتزاز، كما أبدى أسفه حيال الذين ينتقدون العملية داخل تركيا وخصوصا المعارضة التي تحتذي بنظام الأسد في موقفها.

 

التعليق:

لقد عودنا هذا العاقّ لأجداده ولتاريخهم كل فترة بعمل يضلل به المسلمين في تركيا وخارجها، ليثبت لهم أنه الحفيد الوفي والمخلص لدينه ولتاريخ أجداده العثمانيين!، العثمانيون الذين حكموا العالم وسادوا عليه بحكم الإسلام العظيم وليس بالارتماء بحضن أمريكا وأوروبا.

والآن جاء ليثبت مرة أخرى هذا الأمر، بل يتبجح ويقول أنه أبداً لم يتخل عن أمانة أجداده وتاريخهم، ونسي أو تناسى أن نظام دولته أقيم على أنقاض خلافة أجداده.

كان الأولى بالجيش التركي الآن أن يحشد قواته لتحرير المسجد الأقصى والأرض المباركة بدل التمسح بوطنية عفنة، أذاقت الأمة الذل والخنوع وضاع المسلمون بين عربي وتركي.

أما أنت يا عاقّ أجدادك فإنك تعتبر أرض المزار في الشام أرضاً تركية وتعتبر العملية العسكرية ليست انسحابا ولكنك ترضى وتقبل الانسحاب من الأرض المباركة والمسجد الأقصى وتركه ليهود الأنجاس؟!

فبدل أن تخضع الجيش التركي المسلم لحراسة وحماية هذا المزار، كان الأولى بك أن تستأنف حراسة وحماية المسجد الأقصى كما عهدناها أيام أجدادك. كان الأولى بك أن تتعلم الإخلاص والتضحية من العريف حسن آخر الحراس العثمانيين للمسجد الاقصى.

روي أن اليوزباشي (النقيب) في الجيش العثماني قال لجنوده من حراس المسجد الأقصى: “أيها الأسود، إن الدولة العثمانية العلية في ضيق كبير… جيشنا المجيد يُسَرَّح… والقيادة تستدعيني إلى إسطنبول… يجب أن أذهب وألبّي الأوامر، فمن أراد منكم العودة إلى بلاده فليفعل… ولكن أقول لكم إن القدس أمانة السلطان سليم خان في أعناقنا، فلا يجوز أن نخون هذه الأمانة أو نتخلى عنها… فنصيحتي لكم أن تبقوا هنا حراساً، كي لا يقول الناس: “إن الدولة العثمانية تخلت عنّا وغادرت”… وإن الدولة العثمانية إذا تخلّت عن القدس – أول قبلة لفخر الكائنات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم – فإن ذلك سيكون انتصاراً حقيقياً لأعدائنا… فلا تضعوا عزّة الإسلام وكرامة الدولة العثمانية تحت الأقدام”…

فبقيت وحدة الحراس كلها في القدس… لأنهم لم يرضوا أن يقول الناس “تخلت الدولة العثمانية عنا”… أرادوا ألا يبكي المسجد الأقصى بعد أربعة قرون… وألا يتألم سلطان الأنبياء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم… لم يرضوا أن يستغرق العالم الإسلامي في مأتم وحزن… وبقي العريف حسن آخر حارس عثماني على وظيفته حارساً على القدس الشريف… حارساً على المسجد الأقصى…

أيها الجند المسلم في تركيا: ألا تحنّون إلى ماضيكم وماضي أجدادكم التليد، فتكونوا من المحررين لبيت المقدس كما حافظ عليه أجدادكم العثمانيون أمثال السلطان عبد الحميد.

ألا تتشوقون لشرف حراسة المسجد الأقصى مسرى نبيكم ومعراجه إلى السماء، بدل هذا الذل الذي تحياه جيوش المسلمين من حراسة الأنظمة الخائنة لله ولرسوله ومسراه الشريف؟!

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الباسط كريشان – بيت المقدس