خبر وتعليق إعمار غزة قد يستغرق 100 عام
الخبر:
ذكر موقع القدس العربي بتاريخ 2015/02/26م أن “وكالة المساعدات الدولية أوكسفام قالت: إن إعادة إعمار قطاع غزة وبناء ما خلفته الحرب (الإسرائيلية) الأخيرة على قطاع غزة قد يستغرق مائة عام في حال لم يتم رفع الحصار وإدخال مواد البناء، وقالت الوكالة: إن ما وصل إلى قطاع غزة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من مواد للإعمار أقل من ربع في المائة من الشاحنات المحملة بمواد البناء الأساسية والضرورية.
التعليق:
لكم الله يا أهل غزة!
إن خذلان حكام العرب وحكام المسلمين لقضايا المسلمين عامة ولقضية فلسطين خاصة أمر يعرفه القاصي والداني، وهو أوضح من الشمس في رابعة النهار، فعلى الرغم من الاجتماعات واللقاءات والوعود والعهود التي قطعها حكام العرب لإعادة إعمار غزة، فإنه لم يصل منهم شيء، وما زال أهل غزة حتى هذه اللحظة يعانون الأمرّين جراء الحرب الغاشمة التي شنها يهود عليهم فأحرقوا الأخضر واليابس، وتركوهم بلا مأوى، مشردين ينامون في العراء، والعالم يتفرج دون أن يحرك ساكنا.
وفي الوقت الذي تهدر فيه ثروات المسلمين، التي سرقها الحكام، رويبضات هذا الزمان، على موائد القمار وعلى الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وفي تغطية نفقات الحروب التي يشنها الغرب الكافر على المسلمين في العراق وسوريا وغيرهما، وعلى التوافه من الأمور، ككرة القدم، ومشاريع إفساد أبناء المسلمين، لا يقدم حكام المسلمين شيئا لإغاثة مسلمي غزة وسوريا وغيرهما من بلاد المسلمين المنكوبة، بل خذلوهم وتركوهم يموتون في هذا البرد القارس، مع أن هذه الأموال التي تصرف يمنة ويسرة هي أموال المسلمين، وهي حق لكل مسلم، وهذا يعني أنه لو قام هؤلاء الطواغيت بتقديم المساعدة لأهل غزة، من مال ومسكن ومأكل ومشرب، فإنه لا ينبغي أن يُعتبر هذا منة منهم ولا تفضلا، فالثروات هي للأمة وينبغي أن تنفق عليها بدلا من أن تقوم الأمة بالتوسل فيتصدق عليها أعداؤها، وهل يعقل أن يعاني أهل غزة 100 سنة حتى تحل مشاكلهم التي خلفتها حرب يهود عليهم وبلاد المسلمين تزخر بالثروات التي لو وزعت على أمة الملياري مسلم لكفتهم وزيادة؟ وهل يعقل أن يحرم أهل غزة من الغاز والكهرباء بينما يباع غاز المسلمين ونفطهم إلى يهود بأبخس الأثمان إن لم يكن بالمجان؟!
إن معاناتكم يا أهلنا في غزة لن تنتهي إلا بقلع الاحتلال من كل فلسطين، وإن هذا لن يتم إلا بقلع الطواغيت الذين يوفرون له الأمن والأمان ويسخرون كل مقدرات الأمة خدمة له، فإلى هؤلاء الطواغيت أيها المسلمون، اقلبوا عروشهم على رؤوسهم واجعلوا منهم ومن أنظمتهم أثرا بعد عين، وبايعوا خليفة من بينكم يكون لكم جنة تقاتلون من ورائه وتتقون به لتنتهي كل معاناتكم، أقيموا الخلافة أيها المسلمون لتروا الأحكام الشرعية المتعلقة برعاية شؤونكم واقعا حيا، ولتروا كيف أن الإمام راع ومسؤول عن رعيته، إمام يسير على خطا الفاروق عمر وهو يقول: “لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله عز وجل سائلي عنها يوم القيامة”، أقيموا الخلافة على منهاج النبوة، لتعود الأمة الإسلامية كالجسد الواحد إن اشتكى منها عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام – أوروبا