مع الحديث الشريف
باب ما يباح به دم المسلم
نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي بتصرف ” باب ما يباح به دم المسلم”.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث وأبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن عبد الله بن مرة، عن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة”.
في هذا الحديث: إثبات قتل الزاني المحصن، والمراد: رجمه بالحجارة حتى يموت، وهذا بإجماع المسلمين. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: “والتارك لدينه المفارق للجماعة” فهو عام في كل مرتد عن الإسلام بأي ردة كانت، فيجب قتله إن لم يرجع إلى الإسلام، قال العلماء: ويتناول أيضا كل خارج عن الجماعة ببدعة أو بغي أو غيرهما. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: “والنفس بالنفس”، فالمراد به القصاص بشرطه.
أيها المستمعون الكرام:
هذا ما قرره الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات. ولكن قراءة سريعة لحال المسلمين اليوم ترينا العجب العجاب، فقد قرر بعضهم استباحة دم بعضهم الآخر، عاملين بما نهى عنه رسولنا الكريم “لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض”. نعم يا حبيبي يا رسول الله لقد دخل بعض المسلمين فيما حذرت منه، دخلوا في حروب ومعارك، دخلوا في أتون حروب باطلة ليس لهم جزاء بعدها إلا جهنم أو يقضي الله فيهم ما يريد. دخلوا في أحلاف الأمم المتحدة بمسميات حفظ السلام والأمن وغيرها، فقاتلوا إخوانهم المسلمين. رأيناهم يقودون طائراتهم رجالا ونساء محملة بأنواع الذخائر والمتفجرات، ليلقوا بها لا على أعدائهم، بل على إخوانهم المسلمين في سوريا وليبيا والعراق وغيرها من بلاد المسلمين بحجة محاربة الإرهاب.
فمن الذي خطط لهذا العمل؟ ومن المستفيد منه؟ ولأجل من؟ أسئلة لا بد من الإجابة عنها.
أيها المسلمون:
وكأن أهلنا في الشام لا يكفيهم ما أصابهم على يد مجرم العصر بشار، حتى يقوم أمثال هؤلاء الحثالة بجرائم فوق جرائمه. ماذا عسانا نقول لكم أيها الجنود المسلمون؟ ماذا عسانا نقول لكم وقد أضعتم كل شيء؟
أضعتم الدين والعقل والقلب والحياء. أضعتم إخوانكم. ماذا نقول لك يا رسول الله وقد حملت طائرة من الأردن “البلد المسلم” حممها لتلقي بها على أهلنا في سوريا؟ فتسقط الطائرة وتسقط معها كل الأخلاق وكل الإنسانية.
ماذا نقول بعد أن قادت امرأة من السعودية طائرتها، من مكانٍ يرقد فيه جسدك الطاهر، لترمي بركانا من النيران على الأطفال والنساء الذين لا يملكون حيلة ولا وسيلة، لا لشيء إلا لأنهم قالوا ربنا الله.
كل هذا من أجل من؟ من أجل إرضاء الأسياد في الأردن والسعودية ومصر، من أجل أن يرضى الغرب وعلى رأسه أمريكا، ولا ننسى فتوى رئيس رابطة علماء المسلمين حين أجاز للمسلم في الجيش الأمريكي أن يقاتل المسلم الأفغاني. كل هذا كي يرضى سيد البيت الأبيض.
أيها الجنود أيها الجيوش هلا أدركتم الخطر الذي وقعتم فيه؟ إذن اعلموا أنه ليس وراء هذا العمل القذر إلا جهنم، فحذار حذار أن تقوموا بهذه المهمة القذرة، أن تبيعوا آخرتكم بدنيا أعدائكم، واتقوا الله.
وإذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جبانا
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
مستمعينا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم