خبر وتعليق الجيش الأفغاني وفشل أمريكا
الخبر:
أوردت صحيفة مديل إيست أون لاين تقرير المفتش العام التابع للكونغرس يكشف فيه عن حصيلة كبيرة من القتلى بين الجنود الأفغان واستقالات وحالات فرار متزايدة.
وكشف تقرير أميركي الثلاثاء عن أن قوات الأمن الأفغانية تتكبد خسائر جسيمة في العمليات القتالية كما أن أعدادا كبيرة من الجنود يستقيلون أو يتركون وحداتهم.
وقال تقرير المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان في تقرير للكونغرس أن الجيش الأميركي بالغ في تقدير حجم قوات الشرطة والجيش الأفغاني بهامش كبير.
وأضاف أن الجيش الأفغاني “يواصل تكبد خسائر كبيرة في المعارك”، ففي الفترة من تشرين الأول/أكتوبر 2013 حتى أيلول/سبتمبر 2014 قتل أكثر من 1300 جندي أفغاني أثناء القتال، كما أصيب 6200 آخرون.
التعليق:
إن تكبر وعنجهية أميركا هي التي دفعتها لغزو أفغانستان باذلةً كل الوسع والخبرات والأسلحة المتطورة الفتاكة والرشاوى، وحشد حلف الناتو من خلفها لتنجز هدفها من هذه العملية، معتمدة على ضعف المسلمين وتفككهم وخيانة حكامهم، وما كانت لتعتقد ولو لبرهة أن تؤول بها هذه الحرب إلى فشل وخسارة فادحة فاضحة.
فقد قضت قرابة عقد ونصف في هذا الصراع الذي اعتبرته صحيفة الفايننشل تايمز أطول صراع خارجي في تاريخ أمريكا، وقد كلفها هذا الصراع ترليون دولار أو أكثر. وقال ريان إدواردز من جامعة «سيتي» في نيويورك، “إن الأموال التي أنفقت في تمويل حروب العراق وأفغانستان كانت مُقترَضة والولايات المتحدة دفعت بالفعل فائدة بلغت 260 مليار دولار على قروض الحروب، من بينها 125 مليار دولار تكاليف قروض الصراع الأفغاني”.
وقال المفتش العام المكلف بإعادة إعمار أفغانستان، جون سوبكو، “إن ما يزيد على 100 مليار دولار تم إنفاقها في مشروعات إعادة الإعمار فى البلاد، إن مليارات الدولارات من هذه التمويلات سرقت أو أهدرت في مشروعات لم تحسن الأوضاع في أفغانستان”. وأضاف سوبكو أن “الأموال التي تم إنفاقها في إعادة إعمار أفغانستان كانت أكثر من تكلفة خطة مارشال لإعادة بناء أوروبا الغربية”.
وما كانت أمريكا لتنفق كل هذه الأموال إلا لتظهر لنفسها انتصارا زائفا تري بعض آثاره، ولكنها فشلت حتى في هذه. هذا وما خفي كان أعظم مما تكبدته من خسائر مادية ومعنوية وخسائر في الأرواح. فقد خسرت أكثر من ألفين ومائتي جندي أمريكي في الحرب، واستنزفت قدرتها على إقناع الشعب الأمريكي بمبررات أي حرب جديدة.
تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 2,4 مليون جندي أمريكي شاركوا في الحربين العراقية والأفغانية وأنه في العام 2012 وحده تم علاج مائة ألف منهم بأمراض نفسية وإعاقات جسدية. هذا وفي العام 2012 وحده انتحر 349 أمريكياً عائداً من أفغانستان أو العراق.
وبعد كل هذه الخسائر فشلت في أن تنتصر في الحرب، فطالبان اليوم أقوى منها عند بدء الحرب، وسيطرة الحكومة الأفغانية الموالية لها محدودة، وهشة، فبحسب “الإندبندنت” فإن “طالبان لا تزال قوة جامحة في البلاد، كما أن سلطة الحكومة محدودة للغاية”. ويقول ستيفن بيدل أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن أنه من أجل «تفادي فشل في أفغانستان كما في العراق» يجب «الاستمرار في تمويل القوات المسلحة الأفغانية وتدريبها على القتال لفترة طويلة إلى حين التوصل إلى تسوية مع حركة طالبان». فأي انتصار حققته أمريكا إذن؟
ثم قامت بتدريب جيش أفغاني موالٍ لها لكي يتسلم البلاد بعد خروجها منها ويبقى على تواصل معها وولاؤه لها تحارب به طالبان ويقوم بمهامها.
ففي عام 2008 قام الجيش الأمريكي بتدريب 50 ألف جندي ممثلا بـ5 كتائب كوماندوز ويوجد 3500 طيار وفني في سلاح الطيران الأفغاني في مهام مختلفة، كما كان يأمل أن يصل عدد الجيش الأفغاني في نهاية ذلك العام 75 ألف جندي. وهي تعول على أن تستعمل هذا الجيش لكي لا تتحول أفغانستان إلى عراق جديدة وتشكل بؤرة تهديد أخرى لمصالحها المتهاوية.
يقول رب العالمين سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مرفت سلامة – أم مالك