Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الاستقطاب الدولي واضح في الأزمة اليمنية

 

الخبر:

جاء في صحيفة الحياة اللندنية الصادرة الأربعاء 13 جمادى الأولى الموافق 4 آذار/مارس 2015م، أن حاكم اليمن عبد ربه منصور هادي التقى سفير بريطانيا الجديد في عدن، التي يقيم فيها هادي منذ خروجه من صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون. وقالت الصحيفة اللندنية إن دولا خليجية وغربية نقلت سفاراتها إلى عدن. وجاء في الخبر نفسه أن الولايات المتحدة أعلنت أن لا نية لديها لنقل سفارتها من صنعاء.

التعليق:

جاء لقاء هادي بالسفير البريطاني في عدن ضمن الدعم السياسي الكبير الذي تقدمه بريطانيا لهادي؛ إما مباشرةً مثلما قدمت لندن قرارا لمجلس الأمن بالاشتراك مع الأردن لإدانة الحوثي ومطالبته بإخراج مليشياته من صنعاء، أو غير مباشرة عن طريق حثها لدول الجوار الخليجي بإسناد هادي سياسيا وماليا كما صرح بذلك الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.

وفي الطرف الآخر نجد أن أميركا ليست متعجلة بنقل سفارتها من صنعاء إلى عدن لما ترمز له تلك الخطوة من دعم سياسي لعبد ربه هادي، ورفضت في وقت سابق تسمية اجتياح الحوثي لصنعاء انقلابا، وقال وزير خارجية أميركا جون كيري إن مطالب جماعة الحوثي (مشروعة) في الوقت الذي يرفع الحوثي شعار الموت لأميركا واليهود!

وبهذا يتضح بجلاء التنافس الأنجلو أميركي على الفوز باليمن الذي يمتلك في نظر الغرب أهمية سياسية واقتصادية.

إلا أن مما يؤسف له، رغم وضوح هذا الصراع الغربي، أن نجد الأطراف المحلية في اليمن لا زالت تراهن على الغرب بشقيه الإنجليزي والأميركي على حل الأزمة اليمنية.

فالوفود (الحوثية) لم تفتأ في التنقل بين طهران وموسكو والقاهرة، بل إن الخارجية الأميركية كشفت عن مفاوضات لها مع الحوثي بشكل مباشر. في الوقت الذي يسمي الحوثي مناهضته للنظام الحاكم في اليمن بـ(المسيرة القرآنية).

وفي الجانب الآخر نجد أحزابا مثل التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) والرشاد السلفي، تعلن مناصرتها لنظام هادي بل وتشارك في حكومته جاعلة مرجعياتها هي نفس مرجعيات النظام، وهي المبادرة الأممية (الخليجية) ومؤتمر الحوار الوطني الذي رعاه الغرب الكافر لإبعاد (خطر) الإسلام من أن يرث نظام علي صالح بعد الإطاحة به في ثورة الربيع العربي.

ولم تعلن تلك الأحزاب (الإسلامية) افتكاكها عن الدوران في مسار الغرب الذي رسمه لها. ولم تعلن عن تبنيها لمشروع إسلامي خاص بها ينبثق عن عقيدة الاسلام ويتمثل في إنزال أحكام الشرع موضع التطبيق والتنفيذ في النظام والحياة والمجتمع.

وختاما أقول: إن الحل الوحيد للأزمة اليمنية هو أن على أهلنا في اليمن أن ينزعوا أيديهم من التحالفات الغربية التي لا تريد للأمة ولا للإسلام خيرا، وأن على أهلنا في اليمن أن يعصوا الغرب بشقيه الإنجليزي والأميركي، وذلك امتثالا لأمر الله تعالى بأن نتخذ عدوه عدوا لنا، ولا شك اليوم أن الغرب الكافر قد غرز خنجره في جسم الأمة الإسلامية، وليس هناك من الإيمان أدنى من أن نعلنه عدوا لنا. فكيف بمن يستجدي منه حلاً لقضايانا؟! قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الاعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب – اليمن