خبر وتعليق انظروا من يتكلم عن القيم!!!
الخبر:
أدلى الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطانية جون سويرز بتصريحات لقناة الـ بي بي سي الرابعة الإنجليزية أشار فيها إلى أنَّ “الدِّينَ الإسلامي ككلٍّ ليس مهيَّأً بشكلٍ جيدٍ لإحياء وتجديد نفسه لكي يتوافقَ مع قيم ومعايير مجتمع يعيش في القرن الحادي والعشرين”.
التعليق:
برغم أنه تم إسقاط دولة الإسلام منذ أكثر من تسعين عاما بعد التآمر عليها من قبل الغرب الكافر وعلى رأسه بريطانيا، وبرغم غيابه من مراكز الحكم والقرار في العالم، وخلو الساحة أمام الغرب وساسته ليتلاعبوا بمصائر الشعوب والأمم، إلا أن الغرب لم يشبع بعد من نهب خيرات وثروات العالم وما زال يحاول فرض هيمنته وسيطرته على مقدرات العالم، مما جعل الناس تعيش حالة من الضياع والتيه في ظل نظام رأسمالي جشع لا يعبأ سوى بملء جيوب أصحاب السلطة والنفوذ، بينما يعاني الناس من الفقر والذل والحاجة. وبرغم هذا الغياب القصري للإسلام من الحكم، إلا أنه سيظل العقبة الكبرى التي تؤرق الغرب وتجعل هيمنته وسيطرته مهددة بالزوال، إذ تدفع العقيدة الإسلامية من يعتنقها لرفض كل أشكال الخنوع والذل، وتدفعه دفعا ليكون عزيزا قويا لا يرضى المهانة أو أن يكون إمعة. ومن هنا سيظل الإسلام هو المبدأ الوحيد الذي يخوض أصحابه صراعا دائما ومستمرا مع الحضارة الغربية حتى يصرعها ليظهر الإسلام على الدين كله بما فيه دين الرأسمالية الجديد.
ونحن نتساءل: ما هي القيم والمعايير التي يتكلم عنها رجل كان يتولى رئاسة جهاز استخبارات دولة إجرامية كبريطانيا، دولة ليس لديها أي قيم أو معايير وإجرامها وتآمرها وخداعها معلوم ومفضوح؟ أيظن رئيس الاستخبارات السابق أن القرن الواحد والعشرين الذي تهيمن عليه الرأسمالية حتى الآن يمكن أن يَعُدّه منصفٌ قرناً جديرا بالفخر، وفيه من القيم والأخلاق ما يصبو إليه ويتطلع أصحاب الفطرة السليمة؟ ألا يُرى الغرب، وخاصة أميركا وبريطانيا، لا يلتزم بما ينادي به ويدعو إليه؟ فهو يتكلم عن الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والحريات العامة بالمفهوم الغربي، بينما هو يقتل الملايين في العراق وأفغانستان وفيتنام وغيرها، مرتكباً أبشع الجرائم الإرهابية على مرأى من جميع الناس باستعماله الأسلحة المحرم استعمالها دولياً، وبالقتل العشوائي لهم غير مميز بين كبير وصغير، ولا بين رجل وامرأة، ولا بين مقاتل له وبريء. وها هو يدعي الديمقراطية ثم ينقلب عليها متى خالفت مصالحه. فالإسلام ليس بحاجة أبدا أن يتوافق مع قيم ومعايير القرن التي تقوم على النفعية وفسادها واضح لكل ذي بصيرة، بل هو جاء ليغير الواقع الفاسد بأحكامه المنزلة من لدن حكيم خبير.
إن المراقب لسلوك الغرب يلحظ أن الإسلام مخصوص من قبله بالشتم والتسفيه، وكلما ازداد وعي الأمة على إسلامها وتطلعها للحكم بالإسلام في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة، ازدادت حدة الشتائم والتسفيه للإسلام وأحكامه من قبل الغرب وأذنابه في بلادنا، ذلك أنهم ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر