Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق زيارة ماماتا بانيرجي إلى بنغلادش


الخبر:

في 19 من شباط/فبراير 2015م، زارت رئيسة وزراء ولاية البنغال الغربية الهندية (ماماتا بانيرجي) بنغلادش زيارةَ مجاملةٍ لمدة ثلاثة أيام، تلبيةً لدعوة وجهتها لها حكومة بنغلادش من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بين بنغلادش وغرب البنغال. وفي مؤتمر صحفي، قبل يوم واحد من الزيارة، أعربت وزارة الشئون الخارجية البنغالية عن أملها في تسوية اتفاق تقاسم مياه نهر تيستا – وهو الملف الذي ظل عالقا لمدة طويلة -، والتصديق على اتفاقية الحدود البرية مع الهند، خلال زيارة ماماتا.


التعليق:

لقد صُورت زيارة ماماتا بانيرجي على أنها زيارة تاريخية من قبل حكومة حسينة، التي تريد خداع الناس في بنغلادش بأنه من خلال هذه الزيارة سيستقر اتفاق تقاسم المياه والحدود البرية وباقي الاتفاقات العالقة بين الهند وبنغلادش. ولكن حقيقة الأمر هي أن الهند عدو شرس ولا تنظر لمصالح بنغلادش، ولا تهتم بهذه القضايا أبدا. وقد قامت الحكومة بشكل متعمد بإيجاد أمل كاذب لزيارة ماماتا، كما قامت بالشيء نفسه خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في عام 2011م. ونذكر جيدا كيف سحبت ماماتا نفسها من الوفد المرافق لمانموهان في اللحظة الأخيرة احتجاجا على اتفاق تقاسم مياه نهر تيستا، وذلك في سعي منها للفوز بالرأي العام في غرب البنغال.

بالعودة إلى عام 1975م، عندما شيّدت الهند سد فاراكَّا الأول – سيئ السمعة – على نهر الغانج، فإنه ومنذ ذلك الحين دأبت الهند على تشييد العديد من السدود؛ حرصا على تحويل مجرى المياه من منبع 50 نهرا من أصل 54 نهرا دوليا يتدفقن عبر الهند إلى بنغلادش، مما تسبب في معاناة قاسية للمزارعين في بنغلادش.

 

وأدى تحويل مجاري الأنهار، والذي كان من جانب واحد، إلى خراب زراعة المحاصيل الزراعية في آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية في شمال بنغلادش.

 

وليست الزراعة فقط التي تضررت، بل المياه القائمة على التنوع البيولوجي، والثروة السمكية الموجودة في بنغلادش تواجه أيضا خطر الانقراض، حيث تحولت مناطق واسعة جدا إلى منطقة رملية تشبه الصحراء خلال مواسم الجفاف. ومع ذلك، فقد كانت ماماتا تصرّ دائما على مواقفها المعادية لبنغلادش، فليس هناك سبب واضح لها لتخاطر في مسيرتها السياسية بإظهار تعاطفها مع المسلمين في بنغلادش؛ لأن من شأن هذا التعاطف إفقادها التأييد الشعبي في دائرتها الانتخابية وخاصة قبل الانتخابات القادمة.

ولو كانت ماماتا جادة حقاً في تسوية هذه القضايا، لجلبت معها خبراء وفنيين في موارد المياه ضمن الوفد المرافق لها (والذي ضم 39 مرافقا)، وبدلاً من ذلك جلبت معها وفدا كاملا من الراقصين والمغنين والممثلين من ولاية البنغال الغربية. وعلاوة على ذلك، لم يكن هناك جدول منفصل لنهر تيستا والأرض الحدودية والاتفاقيات خلال زيارتها التي استمرت 3 أيام، وبدلا من التحدث عن تلك الصفقات في جوّ جدّي، كانت تتحدث عنها بينما كانت تحضر برامج ترفيهية، ما يدل على مستوى الجدّية عند حسينة وماماتا حول تسوية تلك القضايا. وقد ذكرت صحيفة هندية بارزة “ذا هندو” أن ماماتا تلقت دعوة من وزير الخارجية البنغالي (محمود علي) لحضور هذه المناسبة التاريخية في ذكرى حركة اللغة البنغالية لعام 1952. وعلاوة على ذلك، فقد حرصت ماماتا على اصطحاب مجموعة من رجال الأعمال من ولاية البنغال الغربية في وفدها المرافق، لتمهيد الطريق أمامهم في بنغلادش؛ حتى تكون زيارتها أكثر نفعا. وبالتالي، فإنه ليس مستغربا أن يحصل المندوبون الهنود على ما كانوا يتوقعون، في حين حصلت بنغلادش على جولة أخرى من الوعود الكاذبة من الهند، مع عدم وجود جدول زمني واضح لحسم الصفقات الوهمية. لذلك كانت هذه المناورة ماكرة من قبل ماماتا في تعاون وثيق مع الشيخة حسينة، لا لشيء إلا لتتمة برنامجهم السياسي.

ونحن ندعو المسلمين في بنغلادش للعمل بنشاط مع حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي التي ستحمي موارد هذه الأمة النبيلة. كما أن العمل السياسي الذي يقوم به حزب التحرير يزداد زخما يوما بعد يوم، وقد بات النصر من الله قريبا جدا لعباده المؤمنين، ومع بزوغ فجر دولة الخلافة الراشدة، فإن الله سبحانه وتعالى سيخزي الدول الكافرة والمشركين وأتباعهم.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عماد الدين الأمين
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير، ولاية بنغلادش