خبر وتعليق أوجلاّن يدعو حزب العمال الكردستاني إلى ترك السلاح والدخول في البرلمان (مترجم)
الخبر:
ذكرت جريدة حريات التركية أن النائب عن مدينة اسطنبول “سيري ثرية أوندر” الذي جاء جنباً إلى جنب مع أعضاء حزب الشعب الديمقراطي ونائب رئيس الوزراء “ياسين أكدوجان”، أعلن أن عبد الله أوجلان يدعو حزب العمال الكردستاني إلى ترك الكفاح المسلح والانضمام إلى الاجتماع الخارق للعادة خلال أشهر الربيع. وقال أكدوجان: “نحن نعتبر أن هذا الإعلان على غاية من الأهمية”.
التعليق:
أدلى مسئولون حكوميون ووفد عن حزب العمل الديمقراطي يوم الاثنين 28 شباط/فبراير بتصريح صحفي مشترك في قصر دولمة باشه أعلنوا فيه عن الاتفاق بشأن المادةَ 10 وكذلك عن دعوة أوجلان لحزب العمال الكردستاني للانضمام إلى المؤتمر في أشهر الربيع وإلقاء السلاح. وهكذا فإن هذه العملية التي تسمى عملية إيجاد حل، ليست ملزمة فقط للحكومة ولكن للدولة أيضا. من وجهة النظر هذه، تعتبر دعوة أوجلان لنزع السلاح حدثا تاريخيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ‘ماري هارف’: “نحن نرحب بكل الخطوات لدعم التوصل إلى حل سلمي لإنهاء هذا الصراع ونثني على جهود كل من الحكومة وجميع الأطراف المعنية في العمل من أجل سلام دائم”.
وقال “سيري ثرية أوندر” الذي قرأ رسالة عبد الله أوجلان التي تحدد الأساس: “على الرغم من تحول فترة القتال لمدة 30 سنة إلى سلام دائم، فإن هدفنا الأساسي هو تحقيق حل ديمقراطي، أدعو حزب العمال الكردستاني للانضمام إلى الاجتماع الخارق للعادة في أشهر الربيع من أجل الوصول بالقرارات الاستراتيجية والتاريخية إلى الحد الأدنى من التوافق. هذه الدعوة هي الإعلان التاريخي عن نية لحل القضية بوسائل ديمقراطية بدلا من الكفاح المسلح”.
وقال نائب رئيس الوزراء ‘ياسين أكدوجان’ الذي تحدث نيابة عن الحكومة: “نحن نعتبر هذا البيان حدثا مهما لتسريع عملية نزع السلاح… ومهما بالنسبة للسياسة الديمقراطية كي تكون في الصدارة مما يؤدي إلى التقدم في طريق الديمقراطية”.
لا ينبغي إساءة فهم التصريحات الواردة أعلاه، لأن حزب العمال الكردستاني لن يتخلى عن السلاح، بل يستعد فقط لإنهاء الكفاح المسلح ضد تركيا. لأن إنهاء الكفاح المسلح شي مختلف تماما عن وضع السلاح نهائيا. حزب العمال الكردستاني الذي صرح بإنهاء الكفاح المسلح ضد تركيا، يعتبره الغرب “أكثر منظمة موثوقة” في العراق وسوريا. الغرب وكذلك دول أخرى في المنطقة يرون بأن حزب العمال الكردستاني كفّة قوية لضمان التوازنات في الشرق الأوسط. القضية هنا هي حول المستقبل خاصة في العراق وسوريا. في واقع الأمر لم يطلب أحد من حزب العمال الكردستاني ترك السلاح في العراق وسوريا، في حين يواصل التحالف الصليبي “مكافحة الإرهاب” بقيادة الولايات المتحدة. لم تدلِ أنقرة بأي تصريح بشأن هذه القضية بأي شكل من الأشكال بما يوحي بدعم ضمنيّ لحزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق تماما مثلما سمحت لقوات البيشمركة بالدخول إلى كوباني. وعلى الرغم من عدم وجود خطر تنظيم الدولة الإسلامية بعد الآن إلا أن هذا الأمر سيجعل كوباني مخزونا للأسلحة والذخائر.
من دون شكّ، من أهم أسباب تسريع عملية الحل السلمي في تركيا، والذي يوجد على رأس جدول الأعمال، هو الخوف من الإسلام في سوريا. تقريبا كل تلك القوانين المعلنة التي تهدف إلى إدماج الشعب الكردي في الديمقراطية. بسبب تقسيم الأمة الإسلامية إلى دول صغيرة بعد الحرب العالمية الأولى، بقي الأكراد أوفياء لدولة الخلافة، فتم تقسيمهم إلى أربع قطع في أربعة بلدان مختلفة. وخوفا من أن تلقى الدعوات المتكررة للخلافة صدى لدى الشعب الكردي، يتم السعي إلى أن يندمج الأكراد في الديمقراطية في تركيا، بينما في الوقت نفسه يجري دعم الجماعات الكردية القومية الاشتراكية، خاصة في سوريا والعراق، من قبل الغرب والدول المحيطة في المنطقة. ومع هذا كله، فإن هذه النظم الاستبدادية ذات الأساس الفاسد ليست قادرة على الحفاظ على قيم المسلمين وكرامتهم، لا في تركيا ولا سوريا ولا في العراق.
بمشيئة الله الواحد الأحد، فإن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة سوف تقام قريبا جدا تصهر الأمة الإسلامية مرة أخرى كلها دون تمييز، أكرادا، أتراكا وعربا، في بوتقة واحدة كما فعلت في الماضي.
﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان يلديز