خبر وتعليق اجتماع المفكرين المسلمين في إسلام أباد، يجب أن يرفض الجهود الغربية لتقسيم المسلمين (مترجم)
الخبر:
في الخامس من آذار/مارس أعلن نائب باكستاني بافتخار أنه سوف يُعقد ولأول مرة منتدى البحوث الإسلامي بين 7-8 آذار/مارس في إسلام أباد، تحت الرعاية المشتركة للمعهد الصيني الباكستاني، والمركز الآسيوي التركي للدراسات الاستراتيجية، وكونراد أديناور، ستينفتج الألمانية، ولجنة الدفاع البرلمانية الباكستانية. وسوف يترأس النائب مشاهد حسين اللجنة المنظمة للمنتدى الذي تستضيفه باكستان للمرة الأولى. تضم هيئة المنتدى تسعة أشخاص بارزين من مختلف البلدان الإسلامية وسوف يمثل مشاهد حسين باكستان بينما الأعضاء الآخرون سيمثلون كلاً من السعودية، وتركيا، وإيران، وبنغلادش، وأذربيجان، ومصر، وماليزيا والسودان.
وسوف تحضر ألمانيا هذا المنتدى. والسؤال هنا لماذا تعقد باكستان هذا المنتدى على أرضها ولأول مرة ولأي هدف؟؟
التعليق:
حسب أقوال مشاهد حسين فإن الهدف من عقد هذا المنتدى هو “مواجهة التحديات الأمنية في العالم الإسلامي”. بينما تضيف تقارير الصحف المزيد من التفاصيل، حيث ذكرت أن مواضيع مثل الإرهاب والتطرف وأمن الإنترنت، والتعاون في مجالات الدفاع، والسياسة، والاقتصاد، بالإضافة إلى الحوار بين المسلمين حول الوحدة، وأيضا إظهار القوة الناعمة الإسلامية، سوف يتم مناقشتها في هذا المنتدى.
يمكن لأحدنا أن يفترض بأن المسلمين أخيراً استجمعوا شجاعة كافية لفضح دور أمريكا في إشعال الحرب في العالم الإسلامي، ودعم الطواغيت لقمع الشعوب، وتنفيذ اغتيالات واسعة في بلادنا، وتكريس الطائفية من أجل تقسيم واحتلال بلاد المسلمين وإعادة رسم خريطتها.
للأسف فإن هذا الافتراض خاطئ من أساسه، بل على العكس فإن هذا التجمع في إسلام أباد من الدول الآنف ذكرها هو بالنيابة عن أمريكا التي أمرت بإيجاد أساليب جديدة في الحرب على الإسلام والمسلمين. ومن الطبيعي أن تستخفي هذه الأساليب تحت غطاء “الحرب على الإرهاب”، وتوحيد بلاد المسلمين.
الأغرب من هذا، هو وجود المؤسسة الألمانية للأبحاث ستيفتنج، لن يناقش أعضاء المنتدى عيوب الرأسمالية، ولا بطلان الحضارة الغربية وقيمها الزائفة، ولا حتى ازدواجية النظر الغربية لحقوق الإنسان. بل العكس هو الصحيح.
يخدم الوجود الألماني شيئين اثنين؛ الأول أن المؤسسة الفكرية الألمانية مقبولة أكثر للشعب الباكستاني من المؤسسات الأمريكية. والثاني هو ضمان تغلغل الحضارة والثقافة الغربية في جميع نواحي الحياة في العالم الإسلامي. تُؤكد كلمات مشاهد حسين هذا الواقع حيث قال “مع التعاون مع شركائنا الألمان في هذا الحدث المهم، فإن دور ألمانيا المتزايد في جَسر الهوة بين الشرق والغرب، وبين الحضارات، والأديان، وبين أوروبا وآسيا والعالم العربي سوف يتعزز”.
إن واجب المفكرين المسلمين هو أخذ دور القيادة في فضح المخطط الغربي، ودحض طريقتهم في الحياة، وتقديم الإسلام كحل شامل، ليس فقط للدول الغربية، وإنما للعالم أجمع. يقول الحق سبحانه ﴿وَمَا أَرْسَلْنَكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَلَمِينْ﴾ [الأنبياء: 107].
إن الخضوع للمخطط الغربي هو انتحار فكري وسياسي مهما كانت النوايا مخلصة. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَتَعَاْوَنُوْا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَنْ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقابْ﴾ [المائدة: 2].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي