خبر وتعليق اغتيال زعيم “مجموعة 24” المعارضة الطاجيكية في اسطنبول (مترجم)
الخبر:
مساء يوم 5 آذار/مارس حدث الهجوم الإرهابي التالي في اسطنبول، حيث تم اغتيال زعيم “مجموعة 24” المعارضة الطاجيكية، عمر علي قُوفاتوف. وقد قتلوه برصاصة في الرأس، بعد أن قاموا بتسميمه.
التعليق:
ولد عمر علي عزاتوفيتش قوفاتوف في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 1968 في دوشنبه (طاجيكستان)، ونشأ في دار للأيتام. وبعد أن أنهى المدرسة عمل ميكانيكيا في أحد المصانع. وفي أوائل عام 2000، تأسست شركة “فراز” التي تزود الوقود لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، وعمل فيها إلى جانب صهر رئيس طاجيكستان شمس الله صاحبوف، في أوائل عام 2012، سلبوا منه التجارة، وأما عمر علي فاضطر لمغادرة البلاد.
في آب/أغسطس 2012 أسس عمر علي في روسيا “مجموعة 24”. في مقابلة له مع وكالة الأنباء “K+” قال قُوفاتوف إنه يسعى لتوحيد المعارضة الطاجيكية ولجعل رحمون يقدم استقالته في الانتخابات عام 2013. وبحسبه، فإن الحركة تضم بالفعل أكثر من 10 آلاف شخص. حيث أكد قُوفاتوف “أولا وقبل كل شيء، نحن نعتزم تقديم إنذار نهائي لنظام رحمون، ونطلب منه أن يترك منصب رئاسة طاجيكستان، وإذا لم يقبل هذا الإنذار، فإننا سنبدأ مسيرات الاحتجاج وسوف نصر على تغيير النظام منطلقين من تجربة قرغيزستان”.
في 19 كانون الأول/ديسمبر 2014، ألقي القبض على عمر علي قُوفاتوف وثلاثة آخرين من أعضاء المجموعة في اسطنبول بناء على طلب من طاجيكستان. أثناء فترة اعتقاله حصل شخص اسمه سليمان، على ثقة عمر علي قُوفاتوف. وقد مثلّ سليمان نفسه معارضا للحكم في طاجيكستان، ومنذ ذلك الحين حافظ على تواصل مستمر مع عمر علي، دون أن يظهر أي شبهة لنواياه الإجرامية.
عشية الجريمة، دعا سليمان عمر علي وعائلته وعددا من المعارضين إلى شقته. وقال سليمان أنه يريد أن يستضيفهم للغداء. حيث قام المجرم بدس السم للجميع دون خوف من الله، حتى لأطفال عمر علي الصغار. بعد تناول الغداء، بدأ الضيوف يشعرون بحالة سيئة فقرروا أن يخرجوا إلى الشارع ليتنفسوا. ولكن حالة عمر علي ازدادت سوءا، فعرض سليمان عليه أن يطلب له سيارة أجرة. وانضم إليه أحد الأشخاص الموجودين وتبعه. وعندما عادوا، كانت زوجة عمر علي في حالة من الذعر وتصرخ بصوت مرتفع، حيث كان جسد قُوفاتوف ملقى على الأرض دون حراك. وفي هذه الأثناء كان ينتظر في الشارع شريكٌ لسليمان، فقام بالقفز من كمينه، وقام بإطلاق النار على رأس قوفاتوف، ثم فر من مكان الحادث.
في الواقع فإن هذه ليست مجرد عقاب فقط، بل هي جريمة وقحة، قاموا بها لتخويف كل جماعات المعارضة في داخل طاجيكستان وخارجها. إن نظام إمام علي رحمون واثق من الإفلات من العقاب فهو يرتكب جرائمه ليس فقط في البلاد، وإنما لا يخاف ايضا من ارتكاب جرائم القتل في بلد آخر. إن تلك الثقة عند نظام رحمون إنما هي بسبب العلاقات التجارية، والتجارة في الموارد الطبيعية والطاقة المائية مع الغرب والشرق. فإن إمام علي رحمون بكل بساطة يشتري صمت شركائه التجاريين الذين لا يهمهم سوى المال.
بدورها، أظهرت السلطات التركية عدم مبالاتها بأقدس شيء، وهو حياة الإنسان المسلم. إن هذه ليست هي الجريمة الأولى على هذه الأرض التي شهدت حكم الخلفاء. ففي هذه الأرض طبقت أحكام الله سبحانه. ومنها أرسل الخلفاء جيوشهم لحماية المسلمين ونشر الإسلام. هذه المدينة التي تسفك اليوم فيها دماء المسلمين ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش».
هذا هو حال المسلمين، فهم في حالة انعدام للأمن وتهديد بالقتل، وستبقى حالهم كذلك حتى تقام الخلافة. ولهذا يجب على المسلمين أن يتوحدوا ويعملوا بجد لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. والسير في هذا العمل يجب أن يكون على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم، لأن المسلمين ليس لديهم أي طريقة أخرى إلا طريقة النبي محمد عليه الصلاة والسلام. قال الله عز وجل فى كتابه العزيز: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾.
وقد وعد الله تعالى المسلمين بالاستخلاف والتمكين حيث يقول في كتابه الكريم: ﴿وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير