Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق سياسة الحرب والإعلام والرأي العام (مترجم)

 

الخبر:

 

قبل بضعة أيام فقط، وصلت ورقة دنماركية إلى سياسة الصحافة السرية لقوات الدفاع الدنماركية فيما يخص الحرب الائتلافية الجديدة في العراق وسوريا. وتكشف الورقة أن الدنمارك على اتصال وثيق جدا مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، وبأن الدنمارك قد طلبت من القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) وبشكل مباشر عدم الإتيان على ذكر الضربات الجوية الدنماركية على العراق.

وقد صرحت سياسة الصحافة السرية بأن: “هذا هو الهدف من نشاط التواصل الجماعي، من أجل تعزيز التفاهم ودعم المساهمة العسكرية بين السكان وصناع القرار”.

 

 

التعليق:

 

من المعلوم قطعا بأن كل الأنظمة والحكومات تحتاج إلى الرأي العام من أجل المحافظة على مجتمع مستقر ومنتج، وفي مثل هكذا مكان تصبح معركة كسب القلوب والعقول حاسمة. ومن أجل تبرير القرارات السياسية أصبحت السياسة ووسائل الإعلام وقضايا الرأي العام على صلة وثيقة.

وقد شاركت الدنمارك في جميع الحروب التي يقودها التحالف الذي ترأسه الولايات المتحدة منذ الغزو الأول للعراق عام 1990، لكن لم تجر نقاشات حول هذا الواقع آنفا، والآن بعد 15 عاما على بداية الحروب، أصبح من الطبيعي جدا أن يرسل الناس أبناءهم وأزواجهم لخوض الحرب ودون أي اعتبار. حتى إن الأمر وصل إلى درجة قال فيها محللون بأن الدنماركيين أصبحوا أمريكيين أكثر من الأمريكيين أنفسهم، لأن أحدا منهم لا يناقش في القرارات الأمريكية. إن هذا الأمر فريد من نوعه وذلك راجع إلى دعم بالإجماع تقريبا للمشاركة في الحروب الدائرة من قبل الأطياف السياسية وجميع وسائل الإعلام الوطنية الرئيسية، وهذا ما لم يوجد إلا في أماكن قليلة من العالم.

وفي وقت سابق ذكر أحد كبار الباحثين في الدراسات الدنماركية للشؤون الدولية (DIIS)، والذي درس عقلية الحرب الدنماركية، بأن عدم وجود نقاش في الأمر ينبع من أن أية أمة صغيرة لا بد لها من توافق سياسي حول السياسة الأمنية. وبناء على هذه الآراء، فقد بررت النقاشات الدبلوماسية والأخلاقية مع الجمهور خمسة عشر عاما من الولاء الوثيق غير المنقطع مع الولايات المتحدة في حروبها.

ويأتي كل هذا الدعم الذي يخلو من التمحيص والتفحص الدقيق من قبل وسائل الإعلام الرئيسية، ليكوِّن رأيا عاما متصلبا كالصخر عند الشعب. وفي دراسة لجامعة كوبنهاجن عنوانها: “عندما يجادل إعلام دولة صغيرة في أمور الحرب”، تذكر كيف أن وسائل الإعلام الدنماركية تعكس وإلى حد كبير رأي النخبة السياسية. وقد عزز هذه الفكرة حقيقة أن جميع الصحافيين الدنماركيين يتم تلقينهم ما يقولون عند زيارتهم لمناطق الصراع، فنراهم يركزون على النهايات لا على الأسباب والغايات. ويكون التركيز كله منصبا على “الأهداف الإنسانية” دون الخسائر في أرواح المدنيين.

وتماشيا مع أوباما ـ يزعمون ويدّعون بأن هذه الحرب هي حرب على الإرهاب لا على الإسلام. في حين يخلقون صورا نمطية سلبية عن الإسلام والمسلمين تخيف السكان عند الحديث عن تهديدات إرهابية تحيط بهم.

ومن الأهمية بمكان بالنسبة للمسلمين بشكل عام، وخصوصا بالنسبة لأولئك الذين أخذوا على عاتقهم العمل لاستئناف الحياة الإسلامية، أن يفهموا هذه العلاقات والآليات وطبيعة الدور الذي ينتظرهم. إننا بحاجة إلى فضح الدوافع الحقيقية والنتائج المدمرة لهذه الحروب الموجهة ضد الإسلام وبلاد الإسلام، ليس للأقلية المسلمة فحسب بل للناس في الغرب في بلادهم.

إن زيادة الوعي بين سكان البلاد من الممكن أن تؤدي إلى سحب التأييد والدعم الشعبي عن خوض مزيد من الحروب والاعتداءات على بلاد المسلمين. وهذا لن ينفعنا فقط على المدى القريب، بل على المدى الطويل أيضا. فعند إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، قد تُضعف هذه الحقائق دعم الرأي العام المحلي لأية حرب غير مشروطة تجاهها.

لقد آن الأوان بالنسبة لنا كمسلمين نعيش هنا في الغرب، أن نكسر قيود الخوف والشعور بالنقص، تلك القيود الواهية، فنحن بحاجة إلى تحدي الصور النمطية والدعاية المضادة.. لا بد من أن ننخرط في معركة كسب القلوب والعقول.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يونس كوك
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في اسكندينافيا