خبر وتعليق نهضة أية أمة وانهيارها إنما هو نتيجة للعقيدة التي تعتنقها (مترجم)
الخبر:
أورد موقع فوربس بتاريخ 09 آذار/مارس تحت عنوان: “موت الأمة الروسية” ليس حالة فريدة:
“يجمع المفكرون الخبراء أن روسيا “أمة تموت”. ويعلم الجميع أن روسيا، التي تحكمها عصابة دموية من اللصوص غير الأكفاء، تعيش أزمة سكانية يمكن وصفها “بدوامة الموت” والتي حتمًا ستقودها إلى الفناء. وعلاوة على ذلك، “يدرك” المفكرون الخبراء أن الضمان الوحيد للسيطرة على هذا الانهيار هو أن تقوم روسيا بتبني طريق الإصلاح الديمقراطي الليبرالي. على أية حال، يعرف الجميع أن الدول الأخرى التي تشكلت بعد عصر الشيوعية والتي تبنت طريق الأسواق الحرة والديمقراطية وسيادة القانون نجحت بشكل أفضل بكثير”.
التعليق:
إن نهضة أية أمة واندثارها إنما هو نتيجة للعقيدة التي تعتنقها. فروسيا كانت قد تبنت العقيدة الشيوعية كوجهة نظر في الحياة وأساسًا للحكم. أما الآن وقد انهارت الشيوعية فإن المبادئ التي ما زالت موجودة اليوم هي الإسلام والرأسمالية.
إن الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة تعمل على نشر الديمقراطية وفرضها باعتبارها نظام الحكم الوحيد في العالم. وفي الوقت نفسه، فإن الدول “القليلة” التي تستفيد من المبدأ الرأسمالي تقتات على دماء الفقراء. والولايات المتحدة تعمل كل ما في وسعها لتحقيق هذا الهدف، فمثلًا هي من تقوم بإشعال الحروب وتعيين حكامٍ عملاء على الدول وتجبرها على التوقيع على اتفاقيات التجارة وغيرها.
وروسيا التي تحكمها نخبة ما بعد حقبة الشيوعية، فإنها لن تتبنى الديمقراطية في الحكم، وإنما تستغل الرأسمالية لتحقيق مصالحها. وهذا على غرار ما يحدث في الصين، فإن قادة الحزب الشيوعي ما زالوا يتبنون الشيوعية كأساس للحكم والسيطرة على البلاد، ولكنهم في الوقت نفسه يتكسبون من خلال شركات تطبق أفكار رأس المال الاستثماري والحصص المساهمة.
على مدى التاريخ لم تثبت الديمقراطية قدرتها على جعل العالم أكثر عدلًا وإنصافًا. ففي مصر، على سبيل المثال، لم تتمكن الديمقراطية من حماية حقوق الناس الذين قاموا بانتخاب رئيس وفق القانون. ولا وجود للديمقراطية في كل المنطقة من سوريا وحتى ميانمار، وهي ليست قادرة على توفير الأمن للناس ولا الحفاظ على حياتهم. إن النظام الرأسمالي موجود في العالم منذ عقود، ومع ذلك لم يتمكن من معالجة قضية المجاعة، والهوة ما زالت تتسع بين الأغنياء والفقراء، وكل القضايا التي يتم الحديث حولها أو مناقشتها في كل عام في المنتدى الاقتصادي العالمي لا توجد لها حلول ومعالجات في النظام الرأسمالي.
إن الإسلام قد أثبت زهاء 1300عام قدرته على جعل العالم مكانًا أفضل وعاش الناس في ظله حياة كريمة مزدهرة. وهذه الحقيقة قد أثبتها الله الخالق المدبر في القرآن الكريم من خلال نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]
فالله سبحانه وتعالى خالق الإنسان، وهو يعلم طبيعة هذا المخلوق وقد ضمن له إشباع حاجاته كالرزق. ويتوجب على المسلمين أن يؤمنوا بعقيدة الإسلام التي أمرهم الله ورسوله باتباعها.
وسيسود الإسلام العالم أجمع مرة أخرى كعقيدة من خلال إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. ودولة الخلافة هذه يقيمها فقط المسلمون الذين يفهمون الإسلام ويتخذونه عقيدة شاملة جاءت تعالج كافة قضايا الحياة.
ولن يتمكن الإسلام من حكم العالم والهيمنة عليه إذا لم يتم نبذ غيره من العقائد، أو إذا تم تطبيق بعض أحكامه، أو إذا تم تبني طريق الديمقراطية طريقة لتطبيقه. والأمة الإسلامية كعملاق نائم، لا بد أن تستفيق من خلال الإسلام وليس من خلال أي شيء آخر. وعقيدة الإسلام التي نؤمن بها هي من الله الخالق المدبر ولن تندثر أو تضعف كالعقائد الوضعية التي شرعها الكافرون، قال تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت:41]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد يوسف