خبر وتعليق الغرب يعلن عداوته ويترقب عودة الإسلام بوصفه إحدى القوى السياسية العظمى في العالم!
الخبر:
خلال الكلمة التي ألقاها الرئيس الأمريكي أوباما في القمة التي انعقدت مؤخرًا في البيت الأبيض، طالب قادة المجتمع المدني بمواجهة التطرف الذي ينتشر بين المسلمين، وقد كرر أنه ليس عدوًا للإسلام، وأنه لا يحارب الإسلام، وأنه ليس في حالة حرب مع الإسلام، وقد ذُكر هذا الكلام في مواقع مختلفة. والرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني والهولندي، كلهم يُكرِّرون أنهم ليسوا أعداءً للإسلام ولا المسلمين.
التعليق:
هذا الخبر بالرغم من مرور عدة أيام عليه، إلا أن دوائر الإعلام لا تزال تثيره، وذلك لأهمية الأمر وما سيترتب عليه، وخطورة تداعياته التي قد تستمر لعقود عدة.
السؤال الذي يفرض نفسه ويُلِحّ على طرحه هو: هل نصدّق أوباما وقادة الغرب، أم نصدّق القرآن ثم الواقع؟ وللإجابة عنه لا بد من ذكر بعض الوقائع والشواهد التي تساعد على وضع الإصبع على الحقيقة.
إن خوف الغرب من الإسلام ليس بالأمر الجديد، فقديمًا وحديثًا تحدث المستشرقون والكُتَّاب والمفكرون الغربيون عن خطر الإسلام السياسي، وأنه يمكن أن يعود في أي حين. وهذه بعض النماذج: فقد ذكر المستشرق البريطاني مونتجومري وات في جريدة التايمز اللندنية في آذار/مارس 1968 أنه: (إذا وجد القائد المناسب الذي يتكلم الكلام المناسب عن الإسلام، فإنه من الممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى في العالم مرة أخرى).
وقال البروفيسور جب: (إن الحركات الإسلامية تتطور عادة بصورة مذهلة تدعو للدهشة، فهي تنفجر انفجاراً مفاجئاً قبل أن يتبين المراقبون أمارتها، ما يدعوهم إلى الاسترابة في أمرها، فالحركات الإسلامية لا ينقصها إلا وجود الزعامة، لا ينقصها إلا وجود صلاح الدين جديد).
أما دكتاتور البرتغال السابق أنطونيو سالازار فقال: (إن الخطر الحقيقي على حضارتنا هو الذي يمكن أن يُحدثه المسلمون، حين يغيرون نظام العالم)، فلما سأله أحد الصحفيين قائلاً: (لكن المسلمين منشغلون بخلافاتهم ونزاعاتهم)، أجابه: (أخشى أن يخرج من بينهم رجل يوجه خلافاتهم إلينا).
وكثير من قادة الغرب يكررون فكرة أن الإسلام عدو يجب أن يُعامل على هذا الأساس. تقول الدكتورة كارين آرمسترونج: (علينا أن نتذكر أن الاتجاه المعادي ضد الإسلام في الغرب هو جزء من القيم الغربية، التي بدأت في التشكل مع عصر النهضة والحملات الصليبية)، وذكر رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية حتى عام 1967م، ومستشار الرئيس جونسون لشئون الشرق الأوسط: (يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو شعوب، بل خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية، لقد كان الصراع محتدمًا بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطى وهو مستمر حتى الآن).
ومن السياسيين الرئيس الأمريكي نيكسون: (إن العداء للمسلمين هو الأمر الأكثر شيوعًا، والأسوأ صورة لدى جمهور الأمريكيين، فكثير من الأمريكيين يتصورون أن المسلمين هم شعوب غير متحضرة، ودمويون، وغير منطقيين… إن الإسلام والغرب متضادان، وإن الإسلام سوف يصبح قوة جيوسياسية متطرفة، وإنه مع التزايد السكاني والإمكانات المادية المتاحة سوف يصبح المسلمون خطرًا كبيرًا، وإنهم يوحدون صفوفهم للقيام بثورة ضد الغرب، وسوف يضطر الغرب إلى أن يتحد مع موسكو ليواجه الخطر العدواني للعالم الإسلامي).
أما الحرب التي قام بها بوش وأوباما وحلفاؤهما ضد المسلمين في العراق وأفغانستان، فيكفي أن نذكر تقرير منظمة أمل الحقوقية التي أحصت عدد الأرامل في العراق وحده بمليون ونصف مليون امرأة، فمن الذي قتل أزواجهن؟ أفبعد هذا يريد أوباما أن نصدق أنه وحلفاءه ليسوا عدوًا للإسلام والمسلمين، وكتاب ربنا الذي بين أيدينا فيه عشرات الآيات تكشف هذا العداء الذي يغلي في صدورهم، منها قوله سبحانه: ﴿إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا) [النساء: 101]، وقوله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ﴾.
﴿قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس/ حسب الله النور