خبر وتعليق بيان وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي أمام الدول الأعضاء بالأمم المتحدة تناقض مزرٍ
الخبر:
الخرطوم 2015/3/11م (سونا) – قدمت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي مشاعر الدولب نائب رئيس الدورة 59 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة بيان السودان أمام الدول الأعضاء بالمنظمة بنيويورك، كما قدمت أمس الأول بيان المجموعة الإفريقية وترأست في نفس اليوم أول اجتماع للجنة الدائرة المستديرة على المستوى الوزاري لتمكين المرأة.
وقالت الدكتورة ليمياء عبد الغفار الأمين العام للمجلس القومي للسكان عضو وفد السودان المشارك: “لقد كانت لمشاركة السودان في هذه الدورة أثرها الكبير والإيجابي” حيث أشارت الوزيرة في كلمتها إلى جهود الدولة في إطار تمكين المرأة والنهوض بها والسياسات والتشريعات والاستراتيجيات التي وضعت، كما أكدت على المكاسب الكبيرة التي تحققت للمرأة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأوضحت الدكتورة لمياء بأن البيان ركز على التقدم المحرز في تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بكين ومشيرة إلى استراتيجية وخارطة خفض أسباب وفيات الأمهات واهتمام السودان بمنهاج عمل بكين وإيفاء الكثير من التزاماته وإعطاء الدستور السوداني كل الحقوق للمرأة وتكفل الدستور بالحق المتساوي للرجل والمرأة وفي كل الحقوق المدنية والسياسية.
وأشارت الوزيرة إلى جهود السودان في إطار مكافحة الفقر واعتماد الاستراتيجية المرحلية لمكافحة الفقر والسياسات والتشريعات التي وضعت للتمويل الأصغر وتوفير فرص التشغيل واعتماد المشروع القومي للمرأة الريفية واهتمام الدولة بقضايا المرأة والطفولة بالإضافة إلى الإشادة بالجهود المقدرة التي قامت بها مستشارة الأمين العام لشئون النوع وكيان المرأة بالأمم المتحدة للارتقاء بأوضاع المرأة.
ودعت الوزيرة إلي أهمية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي حتى يؤدي السودان دوره الرائد والطليعي في المنطقة كما طالبت بضرورة الالتزام الكامل بما جاء في إعلان أديس أبابا بتفيذ خطة بكين وتحقيق أجندة 2063م لإفريقيا، وبما جاء في الإعلان العربي وتوصياته حول تجديد الالتزام في تطبيق منهاج عمل بكين.
من جهة ثانية التقت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي بمساعد الأمين العام للعنف الجنسي والنزاعات بالأمم المتحدة بحضور وزيرة الشئون الاجتماعية بولاية شمال دارفور فاطمة إبراهيم ومديرة مركز العنف ضد المرأة الدكتورة عطيات مصطفى وأعضاء الوفد السوداني حيث دار نقاش مثمر في هذا الملف.
التعليق:
لا شك أن قضية الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وتخليص الناس من كل ألوان العبوديات، وإخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، واستنقاذهم من حياة الضنك نتيجة إعراضهم عن منهج الله تعالى، وإلحاق الرحمة بهم، ووضع إصرهم والأغلال التي عليهم هي من أخص خصائص المسلم وأبرز مسؤولياته، وهي الأمانة التي قبل حملها عندما رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً الذي كانت الغاية من إرساله، ومن رسالته إلحاق الرحمة بالعالمين، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.
ولكن هؤلاء نسوه تطوعا بالعمل في صف المنظومة الغربية الرأسمالية ليبينوا أن مهمتهم تنحصر في تبني تطبيق شرعتهم النتنة التي أزكمت رائحتها الأنوف فكانوا تبعا لها مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ».
والتابعية الفكرية المرجعية تنساب بسهولة في كل كلمة يقولونها فالبيان تكررت فيه كلمات التمكين والنهوض بالمرأة والمكاسب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتشريعات التي وضعت لأجل ذلك ومنهاج بكين واستيفاء التزاماته ما هذه الكلمات والأفكار إلا شرعة الغرب الرأسمالي التي تلظت بها المرأة في معقل هذه الحضارة التي لا تألو جهدا في استقلال المرأة وتحميلها فوق ما تطيق.
إن هذه التشريعات البشرية جعلت المرأة مبتذلة مستهلكة أنوثتها في الأغراض التجارية وهي عنصر أساس في الحملات الدعائية وأبيح جسدها وعرضها بموجب تشريعات قررها أرباب العمل للكسب المادي ولتكون متعة لهم في كل مكان. هذه العناية بالمرأة فقط عندما تكون قادرة على العطاء بيدها أو فكرها أو جسدها وإذا فقدت العطاء فلا ملجأ من المصحات النفسية.
إننا نمتلك في دين الله الحنيف للمرأة ما يجعلها ملكة تحاط بهالة من الرجال تجب عليهم النفقة عليها، ولو عجزوا جميعا تؤول نفقتها للدولة الإسلامية وهي في ظل تشريعات الله سبحانه العليم بخلقه، عرض يجب أن يصان تبذل من أجله الأرواح والمهج رخيصة، وهي ربة البيت وصمام أمانه تربي وتنشئ الشخصيات الإسلامية التي تعقل الإسلام وتحبه، فتسهم في رفعة المجتمع، وهي شقيقة الرجل لها أن تمتلك المال بأسباب شرعية وتنفقه كذلك ولها ذمة منفصلة عن الرجل.
شتان بين التبر والتراب فما تتبناه هؤلاء اللاتي وصلن إلى مناصب بذات العقلية الغربية الرأسمالية التي تمتهن المرأة وهن مسلمات متحجبات فكن صورة مشوهة للمرأة المسلمة التي يُفترض أنها تعتز بشرع ربها ومكلفة في الوقت نفسه بالدعوة إليه وحمله إلى المغضوب عليهم والضالين، وهن دون حياء من الله، يتبنين فكرة الغرب الكافر ضاربات بعرض الحائط شرع الله الرحمة للعالمين، فيا لبشاعة التناقض المزري الذي تعشن فيه هن وحكوماتهن البعيدة عن تمثيل المسلمين وأفكارهم ومفاهيمهم الحقة التي هي المنقذ من الضنك والضلال.
إلى أولئك نقول لو ارتديتن الحجاب لأنه فرض ربنا. ألا تعلمن أن موالاة الكفار والدعوة إلى فكرهم ومفاهيمهم عن الحياة حرام قطعا؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “ومن جنس موالاة الكفار التي ذمّ الله بها أهلَ الكتاب والمنافقين الإيمان ببعض ما هم عليه من الكفر، أو التحاكم إليهم دون كتاب الله، كما قال تعإلى: ﴿أَلَمْ تَرَ إلى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مّنَ ٱلْكِتَـٰبِ يُؤْمِنُونَ بِٱلْجِبْتِ وَٱلطَّـٰغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَـؤُلاء أَهْدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ سَبِيلاً﴾ [النساء:51]… فمن كان من هذه الأمة موالياً للكفار من المشركين أو أهل الكتاب ببعض أنواع الموالاة ونحوها، مثل إتيانه أهل الباطل، واتباعهم في شيء من مقالهم وفعالهم الباطل، كان له من الذمّ والعقاب والنفاق بحسَب ذلك، وذلك مثل متابعتِهم في آرائهم وأعمالهم، كنحو أقوال الصابئة وأفعالهم من الفلاسفة ونحوهم المخالفة للكتاب والسنة، ونحو أقوال المجوس والمشركين وأفعالهم المخالفة للكتاب والسنة”.
﴿يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَٱلْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار / أم أواب