خبر وتعليق ملايين الأرامل واليتامى في العراق… هذا ما خلفته أمريكا وأعوانها!
الخبر:
قالت منظمة الأمل الحقوقية العراقية والتي تُعنى بالدفاع عن حقوق المرأة في العراق في تقرير أصدرته بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق 8 آذار، أن هناك أكثر من مليون ونصف أرملة وأكثر من ثلاثة ملايين يتيم في عموم البلاد، بسبب الظروف الأمنية غير المستقرة التي يعاني منها العراق منذ عام 2003 وحتى اليوم. (الجزيرة نت)
التعليق:
احتلت أمريكا العراق في عام 2003 بحجة تخليص أهله من الديكتاتورية والقضاء على أسلحة الدمار الشامل ونشر الحرية وحقوق الإنسان، ولكنها في الحقيقة جاءت لمصالح استعماريةً، ولنهب النفط الموجود فيه، فخلّفت وراءها الدمار والشهداء والجرحى والمعتقلين، وقد كانت المرأة العراقية من أكثر المتضررين في هذه الحرب، حيث تحولت حياتها إلى كابوس بسبب الحرب، فعانت من الفقر والتهجير والاعتقال وانعدام الأمن وانتهاك الأعراض على أيدي الجنود الأمريكيين في سجن أبو غريب وفي غيره من السجون، هذا إضافة إلى أن هذه الحرب خلّفت عددًا كبيرًا من الأرامل اللواتي لا مُعيل لهن ولأطفالهن، مما أجبر الكثير منهن على التسول في الشوارع من أجل توفير لقمة العيش لهن ولأطفالهن، فهل هذه هي ديمقراطية أمريكا التي جاءت لتطبيقها في العراق؟
أما في حكومات ما بعد الاحتلال – الذي خرج بجيشه فقط وخلف أتباعه وراءه – فإن مسلسل البؤس والشقاء الذي كانت تعانيه المرأة العراقية في عهد صدام وفي ظل الاحتلال الأمريكي للعراق لم يتوقف، ويكفينا كدليل على ذلك التقرير الذي أصدرته منظمة هيومن رايتس بتاريخ 2014/02/05م حمل عنوان “لا أحد يأمن انتهاك حقوق المرأة في نظام العدالة الجنائية العراقي”، إن آلاف النساء العراقيات كن معتقلات بشكل غير قانوني ويتعرضن للتعذيب وأشكال أخرى من سوء المعاملة بما في ذلك الاعتداء الجنسي، وبحسب التقرير فقد أفادت السجينات بتعرضهن للضرب والركل والصفع والصعق بالصدمات الكهربائية والاغتصاب، كما تم تهديد أخريات بالاعتداء الجنسي، وأحيانا على مرأى من الأقارب الذكور. ووفقاً لهيومن رايتس ووتش فإن هؤلاء النساء اعتقلن إما من أجل التحقيق معهن بخصوص أقارب مشتبه فيهم من الذكور، وإما بدعوى دعمهن للمسلحين، وليس بسبب جرائم يشتبه بأنهن أقدمن على ارتكابها.
أما اليوم فإنه وبحجة محاربة الإرهاب والتطرف والقضاء على تنظيم الدولة، تصول قوات التحالف بقيادة أمريكا وتجول في أرض وسماء عراق الرشيد وتنفذ غارات جوية تقصف فيها المدنيين وتشردهم من ديارهم، وبحسب تقرير أصدرته الأمم المتحدة فإن النساء والفتيات يمثلن ما نسبته 51% من موجات النزوح الأخيرة، حيث أجبر 2.5 مليون عراقي تقريباً على الهرب من ديارهم جراء الأحداث الأخيرة، كما أشار التقرير إلى أن هناك ما يقرب من 1.3 مليون نازحة في كل أنحاء العراق، وما يقرب من 1.26 مليون عراقية شردن خلال “أعمال العنف” التي شهدها العام الماضي 2014 وهن يكابدن الآن ظروفاً قاسية.
هذه هي الحروب و”الظروف الأمنية”، التي خلفت هذا العدد الكبير من الأرامل واليتامى، هذه هي الحروب التي أحالت حياة المرأة العراقية إلى جحيم، وحمّلتها أعباءً فوق طاقتها، حيث أصبحت تقوم بدور الأم والأب، وأصبحت تكد وتتعب لتوفير لقمة العيش لها ولأطفالها في ظل غياب المعيل، وفي ظل غياب الراعي الذي يكون أبو العيال في مثل هذه الحالات.
أيتها المسلمات في بلد الرشيد:
إن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وحدها هي القادرة على إنهاء معاناتكن في ظل هذه الأنظمة الوضعية الظالمة، حيث ستعمل على توفير الحماية والرعاية لَكُنَّ ولأطفالكن، وستضمن توفير الحاجات الأساسية والكمالية لَكُنَّ ولأطفالكن إن لم يكن لَكُنّ معيل أو عجز المعيل عن القيام بواجب النفقة، والخلافة فقط هي من ترفع من مكانتكن وتعطيكن حق المشاركة السياسية والاقتصادية. وبالخلافة فقط تجيش الجيوش للاقتصاص من كل مَن انتهك عرض مسلمة أو أهانها كما فعل المعتصم.
فيا أيتها الأخوات المسلمات في العراق وفي جميع دول العالم هذه دعوة نوجهها لكُنَّ للعمل مع العاملين لإقامة الخلافة الراشدة، لتنعمن بحياة كريمة عزيزة في الدنيا، وجنة عرضها السموات والأرض في الآخرة إن شاء الله.
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة مناصرة