الجولة الإخبارية 2015-03-22
العناوين:
• نتنياهو يرفض التراجع ويشترط التزام الفلسطينيين بأمن كيان يهود
• الغرب يعتبر تونس خط دفاعه الأمامي عن فكره واستعماره
• أردوغان يريد تركيا قوية لمواصلة النضال في مجالي الديمقراطية والعلمانية
التفاصيل:
نتنياهو يرفض التراجع ويشترط التزام الفلسطينيين بأمن كيان يهود:
في مقابلة مع شبكة إن بي سي يوم 2015/3/20 نفى رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو أن يكون قد تراجع عن مواقفه التي صرح بها أثناء الانتخابات المتعلقة برفضه قيام دولة فلسطينية وطالب “الفلسطينيين بالاعتراف بدولة يهودية والالتزام بأمن فعلي لكي يكون حل الدولتين واقعيًا”. فأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوشت إرنست: “إن الخطوات التي اتخذتها في الأمم المتحدة تستند إلى فكرة أن حل الدولتين هي النتيجة الأفضل”. مضيفًا أن “حليفنا (إسرائيل) لم يعد ملتزمًا بهذا الحل مما يعني أن علينا إعادة تقييم موقفنا بهذا الشأن”. وكان البيت الأبيض قد أعلن بيانًا قال فيه: “إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نتنياهو يوم 2015/3/19 لتهنئته على فوزه في الانتخابات” وأنه “انتهز الفرصة ليعيد تأكيد الولايات المتحدة بحل الصراع في الشرق الأوسط على أساس دولتين فلسطينية وإسرائيلية”. وأضاف البيان أن “أوباما أكد أيضا في رسالته أن واشنطن ستعيد تقييم خياراتها بعد مواقف نتنياهو وتصريحاته بشأن حل الدولتين”.
إن حل الدولتين هو بحد ذاته مشروع خطير لأنه يركز كيان يهود في المنطقة على أكثر من 80% من أراضي المسلمين في فلسطين ليبقى هذا الكيان قاعدة متقدمة لأمريكا وللغرب قاطبةً يتخذونها ذريعةً للتدخل في بلادنا وإشغالنا بهذا الكيان لنعطل تفكيرنا ونحصره في قضية فلسطين ويبعد تفكيرنا عن الانشغال بإقامة الخلافة على منهاج النبوة وتحقيق النهضة وتحرير البلاد كلها وليس فلسطين وحدها من كل براثن الاستعمار الغربي وأشكاله عسكريةً كانت أو فكريةً أو ثقافيةً أو اقتصاديةً. ومع ذلك فاليهود في هذا الكيان متخوفون من أن لا يحقق لهم مشروع الدولتين الأمن والأمان في المنطقة ليتمكنوا من خدمة المستعمر الغربي من دون إدراك، فهم لا يدركون أنهم وقود يستعملهم الغرب للحرب ضدنا فهم الخاسر الأكبر. وهم يعتبرون هذه الأرض ملكًا توراتيًا لهم لا يريدون أن يتنازلوا عنها ويريدون من السلطة الفلسطينية ومن الدولة الفلسطينية أن تكون حاميةً لهم لا أكثر ولا أقل، ولذلك طالب رئيس وزراء يهود “الفلسطينيين بالاعتراف بدولة يهودية والالتزام بأمن فعلي لكي يكون حل الدولتين واقعيا” أي أنه يطلب من الفلسطينيين أن يؤكدوا له ليل نهار بأقوالهم وأفعالهم أنهم يعترفون بكيان يهود وبالمحافظة على أمنه وأن يجندوا أنفسهم لذلك ولا يقوموا بأي عمل ولو كان بسيطًا ضد يهود وإلا يكونوا قد هددوا كيان يهود وأوشكوا على إزالته. هذا هو حل الدولتين كما يراه كيان يهود برئاسة نتنياهو.
ولكن أمريكا وهي تحرص على أمن كيان يهود وهي التي أوجدته وربته وحمته ورعته وأطعمته وسقته وسلحته ودافعت عنه وما زالت تفعل ذلك حتى الآن، لأن هذا الكيان بالنسبة لاستعمارها ونفوذها في المنطقة مسألة مركزية، ترى أن من مصلحتها ومصلحة يهود أن تقيم دولةً فلسطينيةً فيها قابلية الحياة منزوعة السلاح هدفها المحافظة على كيان يهود وتنفيذ الأوامر الأمريكية، ولكنها لا تريد أن تضغط على ربيبتها أكثر حتى تحقق مشروع حل الدولتين الذي أصدرته وجعلت الأمم المتحدة وأعضاءها كلهم يتبنون هذا المشروع، وهي تصبر على ربيبتها التي أطلقت عليها لقب حليف، ولو على حساب فشل إدارتها في الشرق الأوسط. وهذه الإدارة الديمقراطية برئاسة أوباما تخاف إذا ضغطت أكثر على كيان يهود فيقوم الجمهوريون المنافسون باستغلال ذلك ويقدمون أنفسهم حماة لكيان يهود حتى ينجحوا في الانتخابات القادمة في أمريكا.
هذا واقع الأعداء، ولكن المصيبة في أن يبقى هناك من بين الفلسطينيين والعرب والمسلمين من ينتظر حل الدولتين ليكون حلًا لقضيتهم لينتهوا منها ويرتاحوا على كراسيهم الوفيرة ويتنعموا بأموالهم. والمؤلم والمحير أن يكون من بين المسلمين السذج من ينتظر هذا الحل ويعتبروه خطوة نحو تحرير فلسطين!
————-
الغرب يعتبر تونس خط دفاعه الأمامي عن فكره واستعماره:
أصدر الاتحاد الأوروبي بعد اجتماع قادته يوم 2015/3/20 في بروكسل بيانًا ختاميًا ورد فيه أن “الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء سيكثفون التعاون مع تونس للتصدي لهذا التهديد الإرهابي المشترك لتعزيز الديمقراطية الواعدة في تونس ومساعدة تطورها الاقتصادي والاجتماعي”. وذلك على أثر الهجوم على متحف باردو في تونس وقتل عدد من السياح الزائرين لهذا المتحف.
فالغرب ينظر إلى تونس على أساس أنها خط دفاعه الأمامي للحفاظ على أنظمته الديمقراطية والعلمانية واستعماره للمنطقة واستطاع أن يحافظ على ذلك بعد الثورة فلا يريد أن تسقط بيد أهلها المسلمين المخلصين الذين يحملون لواء التغيير الجذري وإقامة الخلافة على منهاج النبوة بالكفاح السياسي والصراع الفكري، فيريد أن يوجد أجواءً أمنيةً إرهابيةً بدعوى محاربة الإرهاب والتطرف حتى يكون ذلك مبررًا لإسكات تلك الأصوات الصادقة وحتى يحافظ على عملائه في السلطة ويغطي على فسادهم وإفسادهم ومبررًا للتدخل في شؤون تونس الداخلية والتنسيق المباشر مع عملائه بصورة علنية. ولا يقوم مسلم عاقل بالتعدي على سياح دخلوا بلده بذريعة رفضه لدخول السياح الأجانب بلده أو لمحاربة الغربيين أو الانتقام منهم أو ضرب النظام الذي يسمح لهم، بل المسلم العاقل الذي يتبع سيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام يعمل على تغيير النظام العلماني القائم بالوسائل الفكرية والسياسية ويضغط على النظام القائم لينظم دخول الأجانب من سياح وغيرهم حسب أحكام الإسلام. وعندما يكرم الله المسلمين بالخلافة الراشدة سوف تقوم الدولة بتنظيم دخول الأجانب إلى البلاد حسب أحكام الإسلام، ولا يجوز لأي مسلم أن يتعدى على أي أجنبي معاهد دخل البلاد بإذن الدولة فيعاقب عقوبةً شديدةً. ونقول للغربيين إن سبب الأعمال التي تحصل ضد السياح هي سياستهم الداعمة لأنظمة تخالف فكر الأمة ومحاربتهم لنهضة الأمة وإصرارهم على تبعيتها فعندئذ تحصل ردات الفعل ضدهم من قبل بعضهم أو يُستغل بعضهم للقيام بمثل هذه الأعمال لتوجد المبررات التي ذكرناها للغرب وللنظام التابع له في تونس.
————-
أردوغان يريد تركيا قوية لمواصلة النضال في مجالي الديمقراطية والعلمانية:
أثناء زيارته للكلية الحربية التركية يوم 2015/3/19 أدلى الرئيس التركي أردوغان بتصريحات تناقلتها وسائل الإعلام التركية ومنها “صفحة أخبار تركيا” المؤيدة لأردوغان، فكان مما قال: “نحن عازمون على جعل جيشنا أكبر قوة رادعة في العالم والمنطقة من خلال تعزيز صناعاتنا الدفاعية، وتزويده بأسلحة ومعدات من إنتاجنا نحن” وأضاف: “سنفعل هذا من خلال ما لدينا من تصورات خاصة بنا في كافة المجالات، فنحن مضطرون لنكون أقوياء بقواتنا المسلحة وصناعتنا الدفاعية”، وأوضح أردوغان أن “تركيا ظلت دولة قانون ديمقراطية اجتماعية علمانية، على الرغم من كل الصعاب التي تعرضت لها في الماضي. ولذلك أقول إن تركيا لا يمكن أن تتوقف عن مواصلة نضالها في مجالي الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتركيا لن تتراجع عن العلمانية التي تضمن حرية العقيدة لمواطنيها”. واستطرد قائلا: “نحن مضطرون لنصبح قوةً كبيرةً ليس فقط من أجل الحفاظ على أمن بلادنا، وإنما أيضًا من أجل كل الإخوة الذين عقدوا علينا آمالا كبيرة”.
فالرئيس التركي الذي يصفه البعض بأنه إسلامي يؤكد مرةً تلو المرة بالقول والفعل على أنه يسعى لتعزيز أنظمة الكفر من علمانية وديمقراطية وحقوق إنسان التي أصدرها الغرب حسب فكره العلماني، وهذه المرة يريد أن يجعل تركيا دولةً قويةً ذات قوة رادعة لمواصلة نضالها في هذا السبيل. فالتدين لدى الرئيس التركي فردي كما عبر عنه سابقًا عندما دعا أهل مصر بعد الثورة عام 2011 إلى تطبيق العلمانية فقال الفرد يكون مسلمًا ولكن الدولة تكون علمانية. وهذا المفهوم هو مفهوم غربي بحت، فالفرد عند الغرب يمكن أن يكون نصرانيًا وأن يصبح رئيس دولة، ولكن الدولة لا تكون نصرانيةً أو دينيةً، بل يجب أن تبقى مدنيةً أي علمانيةً ديمقراطيةً ولو قادها رجل دين نصراني. فالرئيس الألماني الحالي يواخيم غاوك كان قسًا في الكنيسة اللوثرية، وحزبه وحزب رئيسة الوزراء ميركل التي تعتبر نفسها متدينةً نصرانيًا هو الحزب الديمقراطي المسيحي فهو حزب علماني ديمقراطي، وكلمة المسيحي لديه تعني هي أن أفراده متدينون نصرانيًا، وأصبح يقبل المسلمين في صفوفه ومنهم من أصبح مسؤولًا في هذا الحزب أو ممثلًا عنه في البوندستاخ أي في البرلمان العام وفي برلمانات الولايات. وأردوغان تركيا وحزبه يسيرون على النهج نفسه ويعملون على تركيز العلمانية والديمقراطية في تركيا، مع العلم أن العلمانية كان ينظر إليها في تركيا قبل مجيء أردوغان على أنها كفر، والآن صار يُنظر إليها على أنها تتواءم مع الإسلام. وهذا دليل على خطورة هذا التوجه الذي يقوده أردوغان وحزبه واتبعته أحزاب تعتبر إسلاميةً وصلت إلى الحكم في مصر وتونس والمغرب وفي العراق. ومن ناحية ثانية يدّعي أردوغان أن القوة التي يعدّها هي “أيضًا من أجل كل الأخوة الذين عقدوا علينا آمالًا كبيرةً”. فكأنه يشير إلى أهل سوريا وقد خذلهم وخدعهم على مدى أربعة أعوام وقد اعتبرهم إخوته وقضيتهم قضيته بل قضية تركيا الداخلية، وأنه لن يسمح بحماة ثانيةً، وقد فعل بشار أسد في كل مدينة وقرية حماة ثانيةً وثالثةً ورابعةً وما زال يفعل، وأردوغان لم ينفذ شيئًا من وعوده ويعلق الآمال عليه، ولكنه ينتظر الضوء الأخضر من أمريكا لفعل ما تأمره به، وأخيرًا طلبت منه أمريكا أن يدرب ويجهز جيشًا من المعارضة المعتدلة التي تتبنى العلمانية والديمقراطية لتحارب الجماعات الإسلامية التي تعدّها إرهابيةً ومتطرفةً لتحول دون قيام دولة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة ولتركيز الدولة العلمانية في سوريا بعد سقوط بشار أسد الذي وصف نظامه بأنه قلعة العلمانية.