Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق مؤتمر الشرق الأوسط للاستراتيجيات الإعلامية


الخبر:

عن موقع الإمارات اليوم: دعا مؤتمر الشرق الأوسط للاستراتيجيات الإعلامية إلى التصدي بكل حزم للخطاب التحريضي الطائفي والتكفيري الصادر من المنابر الدينية، مع ضرورة دعم ومساندة الخطاب الإسلامي المعتدل، الذي يعبر عن قيم التسامح والتراحم وتقبل الآخر والتعايش معه، وطالب بوحدة الإعلام الخليجي والتصدي للغزو الإعلامي المضاد…


التعليق:

انعقد المؤتمر في المنامة عاصمة البحرين، أي أنه في بلد إسلامي، واختتم أعماله يوم الأربعاء الماضي، وهذا ما دعا إليه المؤتمر: التصدي للخطاب التحريضي الطائفي والتكفيري الصادر من المنابر الدينية، ودعم الخطاب الإسلامي المعتدل ومساندته، والمطالبة بوحدة الإعلام الخليجي، والتصدي للغزو الإعلامي المضاد..
وأبدأ تعليقي بسؤال: هل بقي منبر ديني رسمي لم تسيطر عليه الحكومات، خاصة في بلاد الخليج العربي؟ ألا يكفي ما تعرّض له الخطاب الديني الرسمي من مسخ وتشويه؟ فليسمع كل منصف خطاب إذاعات القرآن الكريم في هذه الدول، والعلمانية التي تدعو إليها، وليسمع خطب الجمعة التي لم تعد تحوي غير الدعاء لولي الأمر إلا القليل من بعض المواعظ والرقائق.

ويتكرر في الخطاب الديني الرسمي ما تكرر طرحه في هذا المؤتمر من الدعوة للإسلام المعتدل، الذي يقضي بقبول الآخر والتعايش معه، فمن هو الآخر المقصود في عباراتهم هذه؟

إن لفظ “الآخر” هنا مبدوءة بـ “ال” الجنسية، أي أنها من ألفاظ العموم، وتعني عموم غير المسلمين، حتى لو كانوا محتلين لبلاد المسلمين، حتى لو قتلوا المسلمين، ولو نهبوا ثرواتهم، وهتكوا أعراضهم، ولا يغير من حقيقة دلالتها سَبقُها بالتعبير عن قيم التسامح والتراحم، فإن التسامح والتراحم لا يكون إلا مع من أمر الله سبحانه وتعالى أن نتسامح معه، وأن نرحمه، أما من يحارب المسلمين فإن الله تعالى أمر بإعداد ما استطعنا من العدة لقتاله وحربه، لا أن نقيم معه علاقات دبلوماسية، ونتبادل معه السفراء.

أما المطالبة بوحدة الإعلام الخليجي، فهو ما لا يملكه مؤتمر مثل هذا، بل إن حكام هذه الدول لا تملكه، نظرًا لتعدد ولاءاتهم بين أمريكا وأوروبا، وسيبقى الأمر لا يتجاوز حدود المطالبة..

وأما الخطاب التحريضي الطائفي، فإن الله تعالى نهى عن التفريق بين المسلمين، فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، أما الفرق بين المسلمين وغير المسلمين فلا يمكن إزالتُه، قال سبحانه: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾.

وأما الخطاب التكفيري، فإنّ الله تعالى حرّم تكفير المسلم، روى البخاريّ عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما». أما غير المسلم فقد وصفه الشرع بالكافر، مع اختلاف الأحكام الشرعية المترتبة على تعاملنا مع الكفار، من محاربين ومعاهدين وذميين، واختلاف الأحكام بحق دولهم كالدول المحاربة فعلًا أو حكمًا، أو الدول الطامعة في بلادنا، والدول الأخرى..

أما التصدي للغزو الإعلامي المضادّ.. فلا يظنّنَ أحدٌ أنهم يقصدون الإعلام الغربي وما فيه من إلحاد وكفر وإباحية وحرب على الإسلام وتشريعاته وأحكامه ورسوله، فلقد رأينا الإعلام في بلاد المسلمين أثناء الإساءة لرسول الله عليه الصلاة والسلام..

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – الأردن