خبر وتعليق عملياتُ الإجهاضِ، مجازرٌ يوميةٌ بالمغربِ وبرعايةِ ملكية
الخبر:
نشرت جريدة الشرق الأوسط في 18 من آذار/مارس 2015 على موقعها خبرًا بعنوان (الملك محمد السادس يتدخل لحسم الجدل بشأن الإجهاض في المغرب، وجه بتعديل القانون بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية) تدخل العاهل المغربي الملك محمد السادس لحسم الجدل الذي أثارته الدعوة إلى تقنين عملية الإجهاض في المغرب، والحيلولة دون انقسام المجتمع، وذلك بتوجيه تعليمات للمسؤولين من أجل صياغة نص قانوني بهذا الشأن، يأخذ بعين الاعتبار تعاليم الشريعة الإسلامية والواقع الحالي لهذه الظاهرة، وذلك بتشاور وتنسيق مع مختلف الأطراف المعنية.
وتشير إحصائيات لمنظمات غير حكومية أن عدد عمليات الإجهاض السري، أو غير القانوني التي تجرى في المغرب، تتراوح ما بين 600 و800 حالة يوميًا، فيما تشكل مضاعفات الإجهاض نسبة 4.2 في المائة من مجموع وفيات الأمهات.
التعليق:
قضيةٌ قديمةٌ جديدة تبرزُ كلَ حينٍ على السطح، كلما حاولَ النظامُ في المغربِ إخفاءَ هذهِ القضيةَ أو التغاضي عنها، تطلُ برأسِها بشكلٍ أكبر من ذي قبل.
إن الإحصاءات والأرقامَ الفلكيةَ الواردةَ بالخبرِ لا تبشرُ خيرًا، بل وكأن الخبرَ قادمٌ من البرازيل وأخواتها من المجتمعاتِ اللابشرية، فهناك بعض الإحصائيات تقولُ أن ألف حالةِ إجهاضٍ تحصلُ يوميًا بالمغرب، و4.2 بالمئة منها نسبةُ الوفياتِ بسببِ الإجهاض، أي ما يقارب 40 امرأة تموتُ يوميًا في المغرب، هذه بمثابةِ مجزرة تحصلُ يوميًا تُنفذُ بحقِ المسلمينَ هناك، ويبقى السؤال، من الفاعل؟ ومن المسؤول؟
إن النظامَ المغربي وعلى رأسِه هذا الولد الذي وَرِثَ عن أبيِهِ وعَن جَدِهِ حُكمَ البلادِ، وَرثَ نَشرَ الرذيلةِ والزنا والفسادِ بل زادَ عن حدِهِ.
والآن قد شعرَ بحصادِ هذه السنين وها هو يتدخلُ بنفسِهِ ويدعو حاشيته، والغريبُ أن يطلبَ منهم (صياغةَ نصٍ قانوني بهذا الشأن، يأخذُ بعينِ الاعتبار تعاليمَ الشريعةِ الإسلاميةِ والواقعَ الحالي لهذهِ الظاهرة) أي يريدُ أن يجرَ الحكمَ الشرعيَ للواقعِ الفاسدِ الذي بناه.
إن الناظرَ لحالِ المغربِ خاصةً وللبشريةِ عامةً التي تُحكمُ بالرأسماليةِ والحضارةِ الغربيةِ، يدركُ تمامًا أنها السببُ في كلِ ما يحصل لها من نشرِ الرذيلةِ والزنا وقتلِ النفسِ المخالفِ للفطرةِ البشرية. وأن الأنظمةً التي تطبقُها وترعاها بعينٍ ساهرةٍ، وتنفقُ الأموالَ من أجلِها وتحرُسُها. ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾.
إن ما يحصلُ للمسلمينَ في المغربِ ليس تهمةً بدينِهم أو شرفِهم بل هم ضحايا النظامِ الذي يرعاهُم بالفسادِ، فيتنفسون فسادًا ويأكلونَ فسادًا ويشربونَ فسادًا، فماذا سينجبون؟!
أيها الأهلُ في المغرب: إن عُرفَ الداءُ عُرفَ الدواءُ، إن الواقعَ الذي تعيشونَ لا يرضي صديقاً، ولا ملجأ لكم إلا أحكامَ الاسلامِ، ولا منقذٌ لكم إلا شريعةَ ربِكم، فإن سكتُم على هذا النظامِ سيظلُ في إفسادِكم ويهوي بكم، فهذا هو حزبُ التحريرِ الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه، يدعوكم والمسلمينَ عامةً إلى استئنافِ الحياةِ الإسلاميةِ خلافةً على منهاجِ النبوة، لتسعَدوا ويسعَد المسلمون، فشتانَ بينَ نظامِ الفسادِ المسلطِ عليكم وبين حزبٍ يعملُ ليلَ نهارٍ لتحريركم من الذلِ والرذيلَة، وها هو يعملُ لتحريرِ المرأةِ المسلمةِ من سَطوِ الرأسمالية القذِرةِ، فينوي عقدَ مؤتمرٍ عالميٍ بعنوان (المرأةُ والشريعة) حرصًا منه على المرأةِ المسلمةِ ومكانتِها السامِية.
﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ * قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الباسط كريشان – بيت المقدس