خبر وتعليق بلاد الحرمين يجب أن تكون منطلقًا لنصرة المسلمين وتوحيدهم لا منطلقًا للتآمر عليهم وقتلهم
الخبر:
السعودية تلوح بـ”إجراءات” إذا فشل الحل السلمي في اليمن (بي بي سي 2015/3/23)
التعليق:
إن مكر الليل والنهار لأعداء الله ودينه، أمريكا وبريطانيا وأذنابهم وأعوانهم، لم يهدأ لحظةً على أهل الإيمان والفقه والحكمة، فمن التفاف خبيث على ثورة أهل اليمن بتغيير وجه صالح بوجهه الآخر هادي، إلى أمر للحوثيين بالتمرد وإثارة القلاقل والفتن ثم تمكينهم من دخول صنعاء، ثم بإخراج هادي إلى عدن ومن ثم بتجييش من يفجر هنا ويقتل هناك إلى أمر دول الخليج بالتلويح للتدخل العسكري.. كل ذلك كان يتم بتآمر من دول الكفر، وبصراع دولي وتجييش أمريكي بريطاني في جبهتين تتصارعان في أرض اليمن وكأنها حلبة ملاكمة، يتلاعبون بها كيف شاؤوا..
إن أمريكا وبريطانيا تتصارعان على ثروات اليمن من جهة، وتعملان على تقسيمه من جهة أخرى، وفي ثنايا هذه وتلك، فإنهما تثيران الفتن الطائفية والمذهبية وتحركان أذنابهما في اليمن من أجل إشعال الاقتتال الطائفي، وقتل المسلمين بالمسلمين، وهي بمعية ذلك تنهب أيضًا أموالهم ببيعهم الأسلحة التي يستخدمونها في قتل أنفسهم!..
عندما يأتي سعود الفيصل في ظل ذلك كله، ويعقد مؤتمرًا صحفيًا “مشتركًا” مع أحد أكبر الأطراف المتآمرة على اليمن وأهله، بريطانيا المكر والخبث، بريطانيا التي هدمت خلافة المسلمين، وقسمت بلادهم واحتلت أراضيهم وغرست اليهود في قلبهم.. عندما يأتي سعود الفيصل في ظل ذلك كله ويعقد هذا المؤتمر المشترك في مثل هذا الوقت ويصرح هذا التصريح، فهو لا يبقي لمسلم ولا لعاقل أي ذرة شك في أن بلاده هي ذراع من أذرع هذا التآمر الدولي، وأنها رأس حربة في تنفيذ مخططات دول الكفر في بلاد المسلمين، وهو بذلك يقر بدعم بلاده لمخططات الكفر في إشعال الفتن في اليمن ومخططاتهم لإثارة الاقتتال بين المسلمين هناك ومخططاتهم لتقسيم اليمن..
عجيب هذا الحماس السعودي لتأجيج المواقف في اليمن وباسم الدين ولوقف المد الشيعي على حد زعمهم، ربما نسي سعود الفيصل وهو المخضرم في العمالة بين الإنجليز والأمريكان حرب عام ٢٠١١ والتي منيت بها السعودية بشرّ هزيمة من مليشيات الحوثيين، فالسعودية تريد بهذا التأجيج الضغط على الحوثيين للقبول بالحوار، فكل من يدخل مستنقع اليمن هو خاسر.
إن مشاركة النظام السعودي في أي مخطط من شأنه قتل المسلمين أو تقسيم بلادهم لهو جريمة نكراء، لا يتأتى لمن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، أن يرضى بها أو أن يسكت عنها، وإن الوقوف في وجه ذلك والعمل على منعه لهو من أوجب الواجبات ومن أولى الأولويات..
النظام السعودي لم يحرك ساكنًا لما يحدث من انتهاكات في المسجد الأقصى المغتصب ولم نسمع بإعلان الحرب على اليهود الغاصبين في غزة، ولا في الشام الأبية، بل مجرد مساعدات لا تسمن ولا تغني من جوع…
إن الموقف الصحيح تجاه اليمن وقضايا الأمة هو قطع أيدي الكافرين وأرجلهم وأذنابهم ورؤوسهم، وطردهم من بلادنا ومنع تدخلهم في شؤونها، ثم إلغاء الحدود التي نصبوها في بلاد المسلمين والطائفية التي غرسوها بين أبنائهم، وتوحيد اليمن مع بلاد الحرمين والشام وفلسطين وكل بلاد المسلمين في دولة واحدة تطبق شرع الله وحده، لا تقيم وزنًا لسواه ولا تسمع همسًا لمن عاداه.. وإن على كل من شهد لله بالوحدانية ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة والرسالة أن لا يضيع وقتًا أو جهدًا من أجل تحويل هذا الأمر إلى واقع تعيشه الأمة، فترجع خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله حق الإيمان..
﴿هَٰذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ﴾، اللهم فاشهد، ولا حول ولا قوة إلا بالله..
كتبة لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القحطاني – بلاد الحرمين الشريفين