خبر وتعليق هلّا أدرك المخدوعون حقيقة أردوغان؟
الخبر:
نشرت “صفحة أخبار تركيا” وغيرها من وسائل الإعلام التركية تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أدلى بها أثناء زيارته للكلية الحربية التركية يوم الخميس الموافق 2015/3/19 فكان مما جاء فيها قوله أن: “تركيا ظلت دولة قانون ديمقراطية اجتماعية علمانية، على الرغم من كل الصعاب التي تعرضت لها في الماضي. ولذلك أقول إن تركيا لا يمكن أن تتوقف عن مواصلة نضالها في مجالي الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتركيا لن تتراجع عن العلمانية التي تضمن حرية العقيدة لمواطنيها”. وقوله أيضًا: “نحن مضطرون لنصبح قوةً كبيرةً ليس فقط من أجل الحفاظ على أمن بلادنا، وإنما أيضًا من أجل كل الأخوة الذين عقدوا علينا آمالًا كبيرةً”.
التعليق:
ها هو أردوغان الذي دأبت بعض الجهات والحركات الإسلامية على وصفه بأنه إسلامي، بل لقد اغتر كثير منهم ببعض تصريحاته العنترية الجوفاء لدرجة أن وصفوه بخليفة المسلمين! ووصفوا نظام حكمه بالتجربة الإسلامية المميزة والناجحة! رغم أنه دعا أهل مصر عندما زارها بعد الثورة عام 2011 إلى تطبيق العلمانية بقوله “الفرد يكون مسلمًا ولكن الدولة تكون علمانية”! ها هو يثبت ويؤكد مرةً تلو الأخرى قولًا وفعلًا على أنه يسعى لتعزيز أنظمة الغرب الكفرية من علمانية وديمقراطية وحقوق إنسان وحرية عقيدة في تركيا، بل إنه يعزم على جعل تركيا دولةً قويةً ذات قوة رادعة لمواصلة نضالها في هذا السبيل، أي في سبيل الاستمرار في العلمانية التي أوجدها مصطفى كمال، بعد إلغائه نظام الخلافة، ما يعني أن أردوغان يقتدي بضلالات مصطفى كمال لعنه الله، ولا يهتدي بهدي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأنه لن يتراجع عن العلمانية كما قال، أي لن يتراجع عن إقصاء الإسلام عن الحياة وأنظمة المجتمع في تركيا بل سيستمر في ذلك.
ثم يدّعي أردوغان أن القوة التي يعدّها هي “أيضًا من أجل كل الأخوة الذين عقدوا علينا آمالًا كبيرةً”. ويقصد بذلك أهل سوريا الذين خذلهم وخدعهم طوال أربعة أعوام من عمر ثورتهم المباركة، فكم مرة صرح بأنهم إخوته وأن قضيتهم قضيته بل قضية تركية داخلية، وأنه لن يسمح بحماة ثانية، ورغم أن بشار لم يترك مدينة ولا قرية في سوريا إلا وجعل فيها حماة، بل كادت تهون مذبحة حماة أمام المجازر والمذابح التي يرتكبها بشار الآن إلا أن أردوغان لم ينفذ شيئًا من وعوده؟! ويكأنه ينتظر الأوامر من أمريكا لينفذ ما تأمره به؛ لأنه عدّاء أساسي في سباق العمل على إجهاض ثورة الشام المباركة، ومما يثبت عداءه للإسلام ولثورة الشام وأهلها، هذا الجيش الذي يقوم بتدريبه بأوامر أمريكية ممن يسمون بالمعارضة المعتدلة التي تتبنى العلمانية والديمقراطية؛ ليحارب هذا الجيش الجماعات الإسلامية التي تعدّها أمريكا إرهابيةً ومتطرفةً كونها تسعى لإقامة حكم الإسلام، فتبقي سوريا قلعة للعلمانية كما وصفها بشار، وتحول دون قيام دولة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة.
﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك