خبر وتعليق بل الواجب ألا تديروا ظهوركم للأمة
الخبر:
خلال لقائه مع صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية” يوم السبت 21 مارس الجاري، قال عبد الفتاح السيسي ردًا على سؤاله عن علاقته بالولايات المتحدة الأمريكية، وما لمّ بالعلاقات الثنائية للبلدين: “لا يمكن حصر العلاقات مع واشنطن في مجرد تسليم أسلحة أمريكية لمصر، فنحن متحمسون لإقامة علاقات استراتيجية مع واشنطن، ولن ندير لهم ظهورنا حتى لو هم فعلوا ذلك”. [الأهرام: الأحد 2015/3/222م]
التعليق:
لقد حاول النظام الحالي لفترة من الزمن أن يسوق نفسه للناس باعتباره من سيقطع دابر أمريكا في مصر ومن سيمنع تدخلاتها في شئوننا، وأنه ما قام بخلع الإخوان وحكومتهم إلا لأنهم عملاء لأمريكا، حتى صموا آذاننا بالحديث عن الانعتاق من “التبعية الأمريكية”، و”استقلالية القرار”،… والآن بدأنا نسمع كلامًا عن “علاقات مميزة” مع أمريكا، وعدم اختزال تلك العلاقة في مجرد تسليم أسلحة. بل لم يقف الأمر عند حد التحمس لإقامة علاقات استراتيجية مع واشنطن، بل تعداه لاستجداء علاقة التبعية والخنوع والخضوع والذل لأمريكا. فالرجل يقول وبكل وضوح لن ندير ظهورنا لأمريكا أبدًا مهما فعلت حتى لو أدارت هي لنا ظهرها.
إن أمريكا دولة استعمارية كافرة لا تقبل بأقل من بسط نفوذها وهيمنتها كاملين على مصر، وتمكين مخالبها من الإمساك بها أكثر فأكثر، وذلك من أجل مصالحها ومصالح ربيبتها دولة يهود. وإن الواجب يحتم علينا أن نقطع علاقتنا مع تلك الدولة المجرمة، بل أكثر الدول إجرامًا في التاريخ، وغلق وِكر تجسسها القائم في القاهرة والمسمى “بالسفارة”. ومن هنا كان الإصرار على علاقة استراتيجية مع تلك الدولة المجرمة خيانةً لله ولرسوله وللمؤمنين، قال تعالى: ﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ﴾.
كان الأَولى بالرئيس أن يقول إننا لن ندير ظهورنا للأمة أبدًا، وسننحاز لما تريده الأمة، وما يرضي ربنا سبحانه وتعالى، فهذا ما يجب أن يصر عليه ويسعى له، ففيه وحده مرضاة رب العالمين، وبه وحده تتحقق العزة لهذه الأمة التي تتوق لتمكين شرع ربها في دولة الخلافة على منهاج النبوة.
يبدو أن السيسي يرى أن دولته لا يمكن أن يستقر لها قرار إلا إذا كانت قابعةً تحت الحذاء الأمريكي، أو كانت كالعرائس المتحركة التي يمسك بخيوط حركتها “العم سام” الأمريكي، والذي يجب أن يدركه السيسي وأمثاله من حكام المسلمين أن لا بقاء ولا استقرار لأنظمتهم إلا إذا احتضنتهم أمتهم، ولا يمكن للأمة أن تحتضن هكذا أنظمة أسلمت البلاد والعباد لأعدائها، تتسول رضاهم وتخطب ودهم حتى لو أداروا ظهورهم لهم.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر