خبر وتعليق مأساة العمال المهاجرين المسلمين في روسيا
الخبر:
ذكرت “IA فرغانة” في 6 آذار/مارس “أن رئيس المنظمة العامة الإقليمية لتعزيز وحماية حقوق المهاجرين، جمعية حقوق الإنسان، عزت آمون، قد تعرض للضرب من قبل حراس مركز احتجاز الرعايا الأجانب التابع لدائرة الهجرة الاتحادية بمدينة موسكو في قرية ساخاروفا، حيث حضر للقاء اثنين من المحتجزين من مواطني طاجيكستان”.
التعليق:
يرجع ذلك إلى حقيقة أن حكام بلداننا يبيعون ثروة الشعب ويعيشون لإرضاء أسيادهم من الشرق والغرب، ويخلقون ظروفًا معيشيةً لا تطاق، لمسلمي آسيا الوسطى الذين يبحثون عن الغذاء في البلدان البعيدة، وخاصةً في روسيا. ووفقًا للبيانات الرسمية لدائرة الهجرة الاتحادية (FMS) في 4 آذار/مارس، فإن في روسيا حوالي خمسة ملايين من مسلمي آسيا الوسطى، وأما بحسب البيانات غير الرسمية، فيتراوح هذا الرقم بين 12 إلى 14 مليون نسمة.
ثلثا العمال المهاجرين المسلمين يعملون في الوظائف الشاقة متدنية الأجر مثل البناء، والتجارة، وتنظيف الساحات والشوارع، الخ.. وبالمقابل فإن السكان المحليين يعيشون في رفاهية مادية، ولا يعملون في الوظائف الشاقة ومنخفضة الأجر. بينما المسلمون من آسيا الوسطى الذين هاجروا إلى روسيا لأجل الدخل يعيشون في ظروف غير إنسانية؛ في أقبية المنازل والمهاجع أو في حفر الحدائق العامة التي شيدت بأيديهم داخل المدينة.
العمال المهاجرون المسلمون في روسيا يشبهون الرقيق في العصور الوسطى الذين لم يكن لديهم أي حقوق؛ حيث يمكن لأي شخص أن يوقفهم، وأن يضربهم، وأن يأخذ أموالهم، وحتى أن يقتلهم. الشرطة تطارد العمال المهاجرين، رغم أنهم يشكلون مصدرًا جيدًا للدخل. إن معظم المهاجرين يعملون بشكل غير قانوني، ذلك أن عملية الحصول على التأشيرة معقدة وإجراءاتها مكلفة، وتستغرق وقتًا طويلًا، ويصطف الآلاف في طوابير أمام أماكن الحصول عليها. أما اليوم، فقد أصبحت هذه العملية أكثر تعقيدًا وأكثر كلفةً والعائدات مكلفة وغير مربحة، والغالبية العظمى من المهاجرين بدأوا يعودون إلى ديارهم.
ولكن هذه العودة إلى الوطن قد تحولت إلى كابوس. ومن الأمثلة على ذلك هو الاعتقال غير القانوني والضرب وإساءة معاملة العمال المهاجرين المحتجزين في مؤسسة الرعايا الأجانب في قرية ساخاروا، بموسكو، التي افتُتحت في أواخر عام 2014. وهي تحتوي على الأجانب الذين جاؤوا للعمل في موسكو دون وثائق سليمة.
وفقًا لقول أحد المحتجزين في ساخاروفا: فإن زنزانة السجن تكتظ بالمعتقلين الذين لا يسمح لهم أن يذهبوا إلى بيوتهم ولا أن يطلق سراحهم، فالناس ببساطة يبقون في الأسر. وفي الليل، تصل شرطة مكافحة الشغب إلى زنازين السجن ويضربون الجميع دون تمييز. ولو أثار شخص ما مسألة صلاة المسلمين، فيتم التعامل معه على أنه إرهابي محتمل، وبالتالي فإن الأسئلة عن الصلاة، والوضوء، والطعام الحلال عمومًا لا تثار. التعذيب وسوء المعاملة أدّيا بالناس إلى أن يقطع ثمانية منهم عروقهم حتى 15 شباط/فبراير.
بعد العديد من الشكاوى والقضايا مع محاولات الانتحار، زار أعضاء من مجلس حقوق الإنسان التابع لرئاسة الاتحاد الروسي إلى قرية ساخاروفا فى 20 شباط/فبراير 2015. وفي الشهادة التي أعدوها في أعقاب الزيارة كتبوا فيها “إن المؤسسة أصبحت واحدة من المؤسسات المغلقة في البلد، التي أصبحت فيها انتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع، والكاميرات، والبقاء فيها لا يلبي المعايير المحددة التي أنشئت لوحدة الاحتجاز والخلية من نوع غرفة المستعمرات الجزائية”.
رئيس دائرة الهجرة الاتحادية في موسكو أولغا كيريلوفا صرحت في 4 آذار/مارس في مؤتمر صحفي في موسكو بالقول: “لقد تم التحقق منها. وكان لنا تمامًا القيادة الكاملة للمركز. لقد تم تسريح ما مجموعه 15 شخصًا”. هذا هو الإجراء المثالي في روسيا، أن يُقال رجل من منصبه، حتى يتجنب المسؤولية. ولم يتم جلب أي من أولئك المسرحين إلى المسؤولية الجنائية عن التسبب في ضرر جسدي خطير والإذلال والاحتجاز غير القانوني. لذلك نرى أنه حتى بعد إقالة الإدارة السابقة، فإن الفوضى في ساخاروفا مستمرة والضرب بالفعل للمدافعين الذين جاؤوا لرعاية العمال المهاجرين المحتجزين.
مثل هذا السلوك من سلطات الاتحاد الروسي، وخاصةً المسؤولين من مستويات مختلفة، ضد مسلمي آسيا الوسطى ليس مرتبطًا بهم فقط، بل هو مرتبط بالشعور من الإفلات من العقاب على أفعالهم؛ بسبب عدم وجود الحاكم والدولة اللتين تجلبان هؤلاء المجرمين إلى العدالة فقد سيطرت عليهم فكرة “أنهم ملوك على ما هم عليه ويمكن أن يفعلوا ما يريدون، ولذلك، يمكن لهم أن يسخّروا المسلمين المهاجرين وأن يجوعوهم وأن يضربوهم”. قال الله تعالى فى كتابه الكريم: ﴿لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾.
هذه المفاهيم الخاطئة والمشاعر لدى المسؤولين في السلطة الذين غرقوا في ظلمات الجهل والكفر، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هي وحدها من ستزيلها، وعلى رأسها الخليفة الذي سيحكم على أساس القرآن والسنة، والذي سوف يحمل نور الإسلام إلى جميع أنحاء العالم، ويخلصنا من الظلم والبؤس ليس فقط للمسلمين، بل للبشرية جمعاء.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير