خبر وتعليق ضربات التحالف ضد الحوثيين في اليمن (مترجم)
الخبر:
لقد بدأ التحالف الذي تقوده السعودية والذي يضم 10 دول بضرباته الجوية على الحوثيين في اليمن. وفي 26 آذار/مارس، غادر الرئيس المحاصر منصور هادي مدينة عدن الواقعة في جنوب البلاد لزيارة السعودية ومصر لدعم الهجوم العسكري الجاري الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين.
ورد زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، في خطاب تلفزيوني، على العملية التي تقودها السعودية بقوله: “ماذا يتوقعون منا أن نفعل، الاستسلام، وأن نعلن هزيمتنا ونتصرف مثل الجبناء؟ قطعًا لا، ليس هكذا يفكر الشعب اليمني الشريف. سنقاتلهم. وسيقف 24 مليونًا يمنيًا متوحدين في مواجهة هذا العدوان الحقير”. [المصدر: الجزيرة 27 آذار/مارس 2015]
التعليق:
إن هذه الحرب لا تعني سوى مزيدٍ من إراقة الدماء والدمار لليمن وأهلها، لكن حكام دول الخليج، كغيرهم من حكام المسلمين لا يترددون في حماية مصالح أسيادهم من دول الغرب الكافر. وإمعانا في تضليل المسلمين يقومون بحشد التأييد الشعبي لهذه العملية بشكل سريع. فعلى صعيد وسائل الإعلام العربية الفضائية، فإنها تصور الجماهير لتظهر وكأنها تدعم العملية، وفخورة وسعيدة باتحادها مع الدول العشر ذات الأغلبية العربية ضد الحزب الحوثي الإسلامي. وقد أعرب أحد الصحفيين المصريين عن شعوره بالفخر لدعمه قرار السيسي لاستعداده للمشاركة في الهجمات على اليمن، وأعرب عن فخره لكونه مصرياً وعربياً. وحتى إن البعض أخذ يتحدث عن أن هذا جهادٌ ضد التحالف الجاري أو ضد الحوثيين، وكله يعتمد على من يتحدث.
ويتساءل الكثيرون عن دور الولايات المتحدة في كل هذا، لكن المحللين يجمعون على أن أوباما هو من يتولى زمام المبادرة من وراء الكواليس ولكن ليس على شكل قوات برية حتى الآن، وإنما من خلال تقديم الدعم اللوجستي وذلك لحماية ما يسمى حكومة الحوثيين من السقوط. وهذا التحالف العربي سيجعل اليمن أكثر ضعفًا مما كانت عليه.
وعلى الرغم من وجود اختلاف بين المذاهب الإسلامية، إلا أن ذلك لا يبرر قطعًا سفك دماء المسلمين وفي بلادهم. ولكن هؤلاء الرويبضات الذين لا همَّ لهم سوى المحافظة على مصالح أسيادهم في بلاد المسلمين، لا يرون بأسًا في سفك الدماء المقدسة لهذه الأمة طالما أن الغاية تبرر الوسيلة. ودائمًا ما يكون التحريض وتأجيج نيران الطائفية وسيلة أساسية من وسائل الدول التي تتسبب في معظم الدمار والفساد، سواء أكانت هذه الدول تشارك فعليًا في الحرب أم تؤثر فيها من وراء الكواليس.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر